(قلت: وضع عطية العوفي في الطبقة الرابعة من المدلسين فيه نظر، حتى عند من وصفه بالتدليس! حيث إن الطبقة الرابعة من المدلسين طبقة من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، وعطية العوفي حتى وإن قال: (حدثني أبوسعيد) لا يُقبل حديثه عند من وصفه بالتدليس، لأن تدليسه تدليس شيوخ، لا تدليس إسناد حتى يؤثر في قبول عنعنته!!.
قال الإمام أحمد في العلل (رقم 1306): (هو ضعيف الحديث. بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير، وكان يكنيه بأبي سعيد، فيقول: قال أبوسعيد).
وقال ابن حبان في المجروحين (2/ 167_177): (سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث، فلما مات أبوسعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه … وكنّاه أباسعيد، ويروي عنه، فإذا قيل له: من حدثك بهذا؟ فيقول: حدثني أبوسعيد، فيتوهمون أنه يريد أباسعيد الخدري، وإنما أراد الكلبي. (ثم أسند ابن حبان إلى) أبي خالد الأحمر قال: قال لي الكلبي: قال لي عطية، كنيتك بأبي سعيد، قال: فأنا أقول: حدثنا أبوسعيد).
وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/ 823) بعد نقل كلام الكلبي عن تدليس عطية العوفي له: (ولكن الكلبي لا يُعتمد على ما يرويه. وإن صحت هذه الحكاية عن عطية، فإنما يقتضي التوقف فيما يحكيه عن أبي سعيد من التفسير خاصة. فأما الأحاديث المرفوعة التي يرويها عن أبي سعيد فإنما يريد أبا سعيد الخدري، ويصرح في بعضها بنسبته).
وقد كنت على أن عطية العوفي يدلس هذا التدليس القبيح حتى تنبهت إلى أن الإمام الترمذي كان جارياً في جامعه على تحسين ما يستغربه من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد، فانظر جامعه (رقم 1329، 2174، 2351، 2524، 2590، 2926، 1935، 3071، 3192، 3727).
وإجلالي للترمذي جعلني أعاود النظر في وصفه بهذا التدليس، فظهر لي أنه لا يصح عنه!!!.
فدليل ابن حبان الذي أسنده، وأخرجه الإمام أحمد في العلل (رقم 4500) والعقيلي (3/ 359) وابن عدي (5/ 369) إنما هو من كلام الكلبي نفسه عن عطية، والكلبي كذاب، فكيف يُقبل نقله في جرح راوٍ أو وصفه بالتدليس؟!!
ولعل الإمام أحمد لذلك لم يجزم بالخبر، وإنما قال: (بلغني).
أما ابن حبان فجزم، ولما ذكر دليله على هذا الجزم ألفيناه غير صالح للاستدلال!.
فرحم الله الترمذي! كم يُتهم بالتساهل؟! وإنما ذنبه أنه علم ما جهله غيره!!.).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1952#post1952
وينظر كتاب
5 - هدم المنارة في أحاديث التوسل والزيارة لعمرو عبد المنعم نشر دار الضياء.
وهو كتاب جيد في الرد على شبهات محمود سعيد ممدوح.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[20 - 11 - 07, 06:51 ص]ـ
ومما يبين فساد كلام ممدوح قول ابن خزيمة في صحيحه (
حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي، حدثنا أبو بكر الحنفي، حدثنا سفيان، عن عمران هو البارقي، عن عطية، مع براءتي من عهدته، عن أبي سعيد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: العامل عليها، أو غارم، أو مشتريها، أو عامل في سبيل الله، أو جار فقير يتصدق عليه، أو أهدى له»
وقال ابن خزيمة _ كما في صحيحه (4/ 68) _: (في القلب من عطية بن سعد العوفي).
وممدوح يقول إن ابن خزيمة يصحح حديث عطية؟؟ فنعوذ بالله من الخذلان؟
ومما يضاف كذلك ما جاء في العلل لابن ابي حاتم (1095) ((قال أبو حاتم الرازي: محمد بن الحسن بن عطية وأبوه وجده ضعفاء الحديث)).
ومما يضاف كذلك ما جاء في التاريخ الأوسط للبخاري (1/ 267و292) (قال البخاري: قال علي (ابن المديني) عن يحيى: عطية وأبو هارون العبدي وبشر بن حرب عندي سواء، وكان هشيم يتكلم فيه.
ـ[حسين ابو يحي]ــــــــ[20 - 11 - 07, 03:15 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا
لكن ما ردك على قوله بانه لا يوجد جرح مفسر في حق العوفي وان الامام احمد اسند بلاغه الى الكلبي الكذاب
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[21 - 11 - 07, 12:39 ص]ـ
كثير من هذا الجرح مفسّر، مثل قولهم عنه مضطرب الحديث.
هذا شيء والشيء الآخر أن رد الجرح بحجة مجيئه غير مفسراً إنما يكون عندما يكون فيه توثيق كثير، وجرح قليل غير مفسر. أما عندما يجمع أهل النقد على جرحه وتضعيفه، فلا يُطلب التفسير.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[21 - 11 - 07, 02:28 ص]ـ
بين يدي الآن كتاب من أنفس الكتب وهو كتاب:
مدارج السالكين في تحقيق حديث أسألك بحق السائلين
رد على محمود سعيد ممدوح، ودفع عدوانه على:
الإمام الحافظ: أبي يحيى زكريا الساجي رحمه الله، والعلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
كتبه الفقير إلى عفو ربه عز وجل
أبو حمزة سيد بن محمد بن السيد المنياوي
عامله الله بلطفه وكرمه
راجعه وقدم له
فضيلة الشيخ المحدث
أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني
فعليكم بهذا الكتاب ففيه الرد الشافي، والله أعلم.
وعدد صفحات هذا الكتاب (300 صفحة) تقريباً.
¥