ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:04 ص]ـ
5 - ذكر (ص20) رواة الوجه الأول عن عبد الرحمن بن حرملة في حديث سعيد بن زيد، وأشار إلى الاختلاف على بعضهم. وقد اختلف على وهيب بن خالد -بما لم يذكره المؤلف-، فقد رواه عنه عفان والعباس بن الوليد النرسي، واختُلف عن النرسي:
- فرواه عبد الله بن أحمد بن حنبل -وعنه الطبراني في الدعاء (375) -، وأبو يعلى -في معجم شيوخه (255) -، كلاهما عن العباس عن وهيب عن ابن حرملة عن أبي ثفال عن رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها،
- وخالفهما أبو القاسم البغوي -وعنه ابن شاهين في الترغيب (97) -، فرواه عن العباس به، ولم يذكر: " عن أبيها "، فجعله من مسند جدة رباح.
والرواية بذكر أبيها أصح.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:05 ص]ـ
6 - ذكر (ص21) يزيد بن عياض، وسليمان بن بلال، والحسن بن أبي جعفر= في الرواة عن عبد الرحمن بن حرملة، وهذه عجيبة من المؤلف، ولعله لم يدقق النظر!
أما يزيد والحسن، فروايتهما عن أبي ثفال شيخ ابن حرملة، لا عن ابن حرملة نفسه،
وأما سليمان بن بلال، فروايته في الموضعين اللذين عزا إليهما المؤلف إنما هي عن أبي ثفال أيضًا!
وكذلك لم يُذكر فيهما والدُ جدة رباح، وهو سعيد بن زيد، فحق هذه الرواية أن يذكرها المؤلف في اللون الثاني متابعةً لابن حرملة عليه، لا الأول!
لكن قد اختُلف على سليمان بن بلال -ولم يشر إلى هذا الاختلاف المؤلف-:
- فرواه سعيد بن كثير بن عفير عنه عن أبي ثفال عن رباح عن جدته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، لم يذكر أباها، أخرجه من طريق سعيد: الطحاوي (1/ 27)، والحاكم (4/ 60)، وابن شاهين في الترغيب (95)،
- ورواه سعيد بن أبي مريم عن سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال عن رباح عن جدته عن أبيها عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال سليمان: وقد سمعته من أبي ثفال، أخرجه عن سعيد: أبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (54) -ومن طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق (18/ 26) -.
وسعيد بن أبي مريم أوثق من سعيد بن عفير، فهو حافظ ثبت، وروايته أرجح. وهي متابعة صحيحة لعبد الرحمن بن حرملة عن أبي ثفال.
تنبيه: ضعّف الشيخ الألباني -رحمه الله- رواية سعيد بن عفير التي أخرجها الحاكم من طريق ابنه عبيد الله، فقال -في الضعيفة (10/ 348) -: " قلت: وهذا إسناد واهٍ جدًّا، آفته عبيد الله بن سعيد، قال ابن حبان: «لا يشبه حديثه حديث الثقات»، وغمزه ابن عدي ".
ولكن عبيد الله هذا متابَعٌ عن أبيه، تابعه عبد الرحمن بن الجارود -وله ترجمة في تاريخ بغداد (10/ 272) - عند الطحاوي، وعثمان بن خرزاذ -وهو ثقة حافظ كما في ترجمته في تهذيب التهذيب (7/ 120) - عند ابن شاهين.
وإنما علة الرواية: ما سبق بيانه من مخالفة سعيد بن أبي مريم.
وقد اختُلف عن الحسن بن أبي جعفر المذكور أيضًا:
- فرواه أبو داود الطيالسي -في مسنده (ص33) - كما وُصف أولاً،
- ورواه خلاد بن قرة بن خالد -كما عند أبي الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2/ 98) - عن الحسن عن أبي ثفال عن أبي هريرة به،
وخلاد هذا ترجمه أبو الشيخ في الموضع المذكور وأخرج روايته، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وأبو داود حافظ أوثق منه، وروايته الراجحة.
والحسن بن أبي جعفر ضعيفٌ على كل حال، وبعض الأئمة تركه، وبعضهم أنكر حديثه، فربما كان هذا اضطرابًا منه.
وهذا الاختلاف مما فات المؤلف أيضًا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 11 - 07, 05:06 ص]ـ
7 - ذكر (ص22) رواية أبي معشر، ثم نقل إسنادها من كتاب الدعاء للطبراني، وفيه: " محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا أبو معشر البراء ... "، ثم قال: " ولكن اختُلف في سنده، فأخرجه أحمد (6/ 382) قال: حدثنا يونس، ثنا أبو معشر، عن عبد الرحمن بن حرملة ... فذكره بمثله مع تقديم وتأخير.
فسقط ذكر سعيد بن زيد.
قلت -المؤلف-: ويظهر أن هذا الاختلاف من أبي معشر، واسمه يوسف بن يزيد ... " ا. هـ.
وقد رواه جبارة بن المغلس عن أبي معشر أيضًا كما رواه يونس شيخ الإمام أحمد، أخرجه أبو بكر الدقاق في حديثه (41/ 2) -كما أفاده محقق علل الدارقطني (4/ 434) -.
والرواية التي أسندها أحمد في مسنده أشار إليها الدارقطني في العلل (4/ 434) فقال: " وخالفهم حفص بن ميسرة وأبو معشر نجيح وإسحاق بن حازم، فرووه عن ابن حرملة عن أبي ثفال عن رباح عن جدته أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يذكروا أباها في الإسناد ".
وقد نقل المؤلف كلام الدارقطني هذا بواسطة ابن حجر في التلخيص، وقد اختصره ابن حجر، فلم ينقل قوله: " نجيح "، والمؤلف قد اطلع على هذا الموضع من العلل ونقل منه -كما في (ص22) قبل رواية أبي معشر مباشرة-.
وأبو معشر نجيح هو نجيح بن عبد الرحمن السندي،
وأبو معشر البراء هو يوسف بن يزيد البصري،
وهما اثنان من طبقة واحدة، ولم يُذكر في تهذيب الكمال يونس وجبارة بن المغلس في الرواة عن أبي معشر البراء، وذُكرا في الرواة عن أبي معشر نجيح، ولم يُذكر محمد بن أبي بكر المقدمي في الرواة عن أبي معشر نجيح، وذُكر في الرواة عن أبي معشر البراء.
فالأظهر أن رواية يونس وجبارة إنما هي عن نجيح لا عن البراء، وهذا ما عيّن به الدارقطنيُّ أبا معشر.
وبه؛ تكون الروايتان مختلفتين، وكلٌّ روى وجهًا عن عبد الرحمن بن حرملة، فوافق أبو معشر البراء الجماعة، وخالفهم أبو معشر نجيح. والله أعلم.
¥