أخي الكريم أبو سندس الأثرى وفقني الله وإياك
أولاً: سبق أخي الكريم أن رواية العراقيين عن ابن أبي ذئب يقع فيها وهم كثير كما ذكر مسلم في التمييز ثم ابن رجب في شرح علل الترمذي كيف وقد خالفوا رواية الثقات.
ثانياً: رواية يحيى بن اليمان فيها رفع ذلك للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنه كان ينشر أصابعه في الصلاة نشراً وسبق إعلال الترمذي وأبي حاتم وابن خزيمة لهذه الرواية، ورواية أبي عامر ليس فيها لفظ المرفوع وإنما فيه شرح ذلك المروي عن ابن أبي ذئب فهو يوحي برفع ذلك وأنه أخذه عمن فوقه ولا شك أن هذا لم يروه الثقات عن ابن أبي ذئب.
ثالثاً: ما ذكر في هذه الرواية عن ابن أبي ذئب _ إن صح عنه _ هو فهم بعض أهل الفقه واللغة فهو ما فهمه الشافعي وأحمد بن حنبل في أول الأمر ثم رجع عنه _ كما في رواية أبي داود وصالح عنه _ إذ فهموا من قوله ينشر أصابعه في الصلاة نشراً: أنه التفريق.
ثم إن أحمد سأل أهل اللغة فقالوا الضم والنشر والمد بمعنى واحد.
وأصل النشر الفتح والبسط والتفريق وضد النشر الطي وهو هنا يحتمل النشر عن باطن الكف أي بسط اليد فقط دون الأصابع ويحتمل النشر بين الأصابع أي التفريق بينها يقال جاء القوم نشراً أي منتشرين متفرقين.
وكذا الخلاف في تفسيرهم للمد في رواية الأكثر:
قال ابن مفلح في المبدع (1/ 431): الأصابع إذا ضمت تمتد.
ولذا فالمذهب عند الحنابلة أن المد يعني الضم وهو اختيار أبي الخطاب وابن قدامة وابن الجوزي.
والرواية الثانية عند الحنابلة أنه يفرق أصابعه بناء على رواية النشر وحملها على التفريق وهو قول أحمد في أول الأمر وقول الشافعي.
وما ذكره في المبدع غير لازم فقد تمتد الأصابع دون ضم وقد تضم ولا تكون ممدودة فالأظهر من جهة تفسير مد اليد أنه يحتمل الأمرين مد بضم أو بغير ضم؛ لأن أصل المد هو الاستطالة.
هذا ما يتعلق بتفسير معنى المد أما النشر فقد سبق أن رواية النشر لا تصح
والله أعلم
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[21 - 11 - 07, 11:15 م]ـ
الأخ الفاضل أبو حازم الكاتب جزاك الله خيرا على هذا التوضيح، وزادك الله علما وفقها.
وبعد، فهل تسمح بمراجعة هذا الكتيب (عن صفة الصلاة والوضوء ومعه صور توضيحية مطموسة الوجه) الذي نعده للنشر، لأننا ننوي أن نطبع منه كمية كبيرة، فإن كان عندكم وقت وضعته على الموقع، وجزاك الله خيرا وسدد خطاك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[21 - 11 - 07, 11:51 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
لا بأس من وضعه ليطلع عليه الشيوخ وطلبة العلم الفضلاء في هذا الملتقى ولن يبخلوا عليك بنصح أو توجيه أو تصحيح فهم أهل الفضل والنصح.