تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كِتَابٍ فِيهِ فَضَائِلُهُ غَفَرَ اللهُ لَهُ الذُّنُوبَ الَّتِي اكْتَسَبَهَا بِالنَّظَرِ»، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ: «النَّظَرُ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عِبَادَةٌ، وَذِكْرُهُ عِبَادَةٌ، وَلا يُقْبَلُ إِيْمَانُ عَبْدٍ إِلا بِوَلايَتِهِ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِهِ».

أَخْرَجَهُ بِهَذَا الإِفْكِ الْمُبِينِ، وَالْكَذِبِ الْمَشِينِ الرَّافِضِيُّ الْوَضَّاعُ ابْنُ شَاذَانَ «مِئَةُ مَنْقَبَةٍ» (الْمَنْقَبَةُ الْمِائَةُ)، وَعَنْهُ الْخَطِيبُ الْخَوَارِزْمِيُّ «الْمَنَاقِبُ» (2)، وَالْكَنْجِيُّ «كِفَايَةُ الطَّالِبِ» (ص252) بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ إلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ الصَّادِقِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ مَرْفُوعَاً.

قُلْتُ: وَهَذِهِ أُكْذُوبَةٌ رَافِضِيَّةٌ سَبَئِيَّةٌ شَاذَانِيَّةٌ، وَاضِعُهَا ابْنُ شَاذَانَ الرَّافِضِيُّ: مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِىِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَاذَانَ الْقُمِّيِّ.

قَالَ الْحَافِظُ الذَّهَبِيُّ «مِيزَانُ الاعْتِدَالِ» (6/ 55): «هَذَا مِنْ أَفْظَعِ مَا وَضَعَ. وَلَقَدْ سَاقَ أَخْطَبُ خَوَارِزْمِ مِنْ طَرِيقِ هَذَا الدَّجَّالِ ابْنِ شَاذَانَ أَحَادِيثَ كَثِيْرَةً بَاطِلَةً سَمِجَةً رَكِيكَةً فِي مَنَاقِبِ السَّيِّدِ عَلِىٍّ رَضِىَ اللهُ عَنْهُ. فَمِنْ ذَلِكَ بِإِسْنَادٍ مُظْلِمٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ مَرْفُوعَاً: «مَنْ أَحَبَّ عَلِيَّاً أَعْطَاهُ اللهُ بِكُلِّ عِرْقٍ فِي بَدَنِهِ مَدِينَةً فِي الْجَنَّةِ» اهـ.

قُلْتُ: بَلْ أَحَادِيثُ كِتَابِهِ «مِئَةُ مَنْقَبَةٍ» كُلُّهَا مَوْضُوعَاتٌ وَأَبَاطِيلٌ، مما زَيَّنَهَا وَزَخَّرَفَهَا لَهُ شَيْطَانُهُ، أَوْ مِمَّا انْتَقَاهَا مِنْ أَحَادِيثِ الْوَضَّاعِينَ وَالْكَذَّابِينَ، أَوْ مِمَّا رَكَّبَهَا عَلَى أَسَانِيدِ الثِّقَاتِ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، لِيَشْتَهِرَ بِهَا بَيْنَ أَهْلِ مِلِّتَهِ، فَبِئْسَ مَا ابْتَكَرَ!.

وَهَذِهِ الأكَاذِيبُ وَأَشْبَاهُهَا لا يَسْمَعُهَا عَاقِلٌ إِلاَّ أَيْقَنَ أَنَّهَا مِنْ أَفْرَى الْفِرَى، وَقَالَ مُبَادِرَاً «وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِبَاً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى».

فَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي حَذَّرَنَا مِنْ تَصْدِيقِ أَهْلِ الْكَذِبِ وَالْبُهْتَانِ، وَتَوَعَّدَهُمْ بِالْخِزْي وَالْبَوَارِ وَالْخُسْرَانِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ «هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ»، وَقَالَ تَعَالَى «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ»، وَقَالَ تَعَالَى «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبَاً أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُون»، وَقَالَ تَعَالَى «فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبَاً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»، وَقَالَ تَعَالَى «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبَاً أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ».

حَدِيثُ «ذِكْرُ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ»

ـــ،،، ـــ

قَالَ الرَّافِضِيُّ الْوَضَّاعُ ابْنُ شَاذَانَ «مِئَةُ مَنْقَبَةٍ» (الْمَنْقَبَةُ الثَّامِنَةُ وَالسِّتُّونَ): حَدَّثَنِي الْقَاضِي الْمُعَافِي بْنُ زَكَرِيَّا مِنْ حِفْظِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي إبْرَاهِيمُ بْنُ فَضْلٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ يُوسُفَ قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ صَابِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي وَكِيعٌ قَالَ: حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذِكْرُ عَلِىِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ عِبَادَةٌ».

وَأَخْرَجَهُ الْخَطِيبُ الْخَوَارِزْمِيُّ «الْمَنَاقِبُ» (376) قَالَ: أَنْبَأَنِي أبُو الْعَلاءِ الْعَطَّارُ الْهَمْدَانِيُّ وَأبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْبَغْدَادِيُّ قَالا: أَنْبَأَنَا نُورُ الْهُدَى أبُو طَالِبٍ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّيْنَبِيُّ عَنِ ابْنِ شَاذَانَ بِإِسْنَادِهِ وَمَتْنِهِ سَوَاءً.

وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ ابْنُ عَسَاكِرَ «تَارِيْخُ دِمَشْقَ» (42/ 356): أخْبَرَنَا أبُو الْحَسَنِ السُّلَمِيُّ أَنَا أبُو الْقَاسِمِ بْنُ أَبِي الْعَلاءِ أَنَا أبُو جَابِرٍ زَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْجِعَابِيُّ نَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ أبُو مُحَمَّدٍ نَا الْحَسَنُ بْنُ صَابِرٍ الْهَاشِمِيُّ نَا وَكِيعٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذِكْرُ عَلِيٍّ عِبَادَةٌ».

يُتْبَعُ بِتَوْفِيقِ اللهِ وَعَوْنِِهِ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير