" إنما بذلوا الجزية، لتكون دماؤهم كدمائنا، و أموالهم كأموالنا ".
و هو مما لا أصل له، كما ذكرته في " إرواء الغليل " (1251).)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:28 م]ـ
مك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:28 م]ـ
وذكر في موضع آخر
(- " لهم ما لنا، و عليهم ما علينا. يعني أهل الذمة ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 195):
باطل لا أصل له
في شيء من كتب السنة، و إنما يذكره بعض الفقهاء المتأخرين ممن لا دراية لهم في
الحديث. قال الزيلعي في " نصب الراية، لأحاديث الهداية " (4/ 55):
" قال المصنف: و أهل الذمة في المبايعات كالمسلمين، لقوله عليه السلام في ذلك
الحديث: فأعلمهم أن لهم ما للمسلمين، و عليهم ما عليهم. قلت: لم أعرف
الحديث الذي أشار إليه المصنف، و لم يتقدم في هذا المعنى إلا حديث معاذ، و هو
في " كتاب الزكاة "، و حديث بريدة و هو في " كتاب السير "، و ليس فيها ذلك "
.
و أقره الحافظ في " الدراية " (2/ 162).
قلت: و قد جاء ما يشهد ببطلان الحديث، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " لهم ما لنا و عليهم ما علينا " ليس في أهل الذمة، و إنما في الذين
أسلموا من أهل الكتاب و المشركين، كما جاء في حديث سلمان و غيره، رواه مسلم
و غيره. و هو مخرج في " الإرواء " (1247) و غيره.
و إن مما يؤكد بطلانه مخالفته لنصوص أخرى قطعية كقوله تعالى:
* (أفنجعل المسلمين كالمجرمين. ما لكم كيف تحكمون) *، و قوله صلى الله عليه
وسلم:
" لا يقتل مسلم بكافر "، و قوله:
" للمسلم على المسلم خمس: إذا لقيته فسلم عليه ... " الحديث، و قوله:
" لا تبدؤا اليهود و النصارى بالسلام .. ".
و كل هذه الأحاديث مما اتفق العلماء على صحتها.
و من هنا يظهر جليا صدق عنوان كتابنا هذا في الأحاديث الضعيفة: " و أثرها
السيئ في الأمة "، فطالما صرفت كثيرا منهم على مر الدهور و العصور عن دينهم،
لا فرق في ذلك بين العقائد و الأحكام و الأخلاق و السلوك، و ليس ذاك في العامة
فقط، بل و في بعض الخاصة، و ها هو المثال بين يديك، فإن هذا الحديث الباطل،
قد تلقاه بالقبول بعض الدعاة و الكتاب الإسلاميين، و أشاعوه بين الشباب المسلم
في كتاباتهم و محاضراتهم، و بنوا عليه من الأحكام ما لم يقل به عالم من قبل!
فهذا هو كاتبهم الكبير الشيخ محمد الغزالي يقول فيما سماه بـ " السنة النبوية
.. " (ص 18):
" و قاعدة التعامل مع مخالفينا في الدين و مشاركينا في المجتمع: لهم ما لنا
و عليهم ما علينا. فكيف يهدر دم قتيلهم؟! ".
و هو تابع في ذلك للأستاذ حسن البنا رحمه الله، فهو الذي أشاعه بين شباب
الأخوان و غيرهم، و هذا هو سيد قطب عفا الله عنه يقول مثله، و لكن بجرأة
بالغة على تصحيح الباطل:
" و هؤلاء لهم ما لنا و عليهم ما علينا بنص الإسلام الصحيح "!!
كذا في كتابه " السلام العالمي " (ص 135 - طبع مكتبة وهبة الثانية).
و قد جرى على هذه الوتيرة من المخالفة للنصوص الصحيحة، اعتمادا على الأحاديث
الضعيفة غير هؤلاء كثير من الكتاب المعاصرين، لجهلهم بالسنة، و تقليدهم لبعض
الآراء المذهبية، و من هؤلاء الأستاذ المودودي رحمه الله، و قد تقدم الرد
عليه في تسويته بين المسلم و الذمي في الحقوق العامة تحت الحديث المتقدم برقم (
460).
و إن مما يحسن لفت النظر إليه أن الأحناف الذين تفردوا بهذا الحديث الباطل، لم
يأخذوا به إلا في المبايعات كما تقدم ذكره عن كتابهم " الهداية "، خلافا
لهؤلاء الكتاب الذي توسعوا في تطبيقه توسعا خالفوا به جميع العلماء. فاعتبروا
يا أولي الألباب!
بعد كتابة هذا أخبرني أحد الإخوان بأن هذا الحديث قد تقدم الكلام عليه برقم (
1103)، و لدى المقابلة وجدت هنا من الفوائد ما لم يذكر هناك، فبدا لي
الإبقاء عليه و عدم حذفه. وبالله التوفيق.)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:29 م]ـ
مك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:33 م]ـ
حصل هناك تكرار وخلط بسبب الخلل الفني
وابن نوح هو الألباني - رحمه الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[23 - 11 - 07, 05:34 م]ـ
مك1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 07, 06:11 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم وحفظك.
هل هناك من ذكر الحديث المذكور أعلاه بسنده؟ أم أنه فقط روي هكذا في كتب الفقه من دون سند؟
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 11 - 07, 06:31 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا الكريم وحفظك.
هل هناك من ذكر الحديث المذكور أعلاه بسنده؟ أم أنه فقط روي هكذا في كتب الفقه من دون سند؟