قلت: فيه ابن لهيعة وهو - عندي – ضعيف سيء الحفظ واختلط بآخره، إلا في رواية العبادلة عنه؛ فصدوق وهذه ليست منها، وبمخالفته للرواية الثابتة عن الزهري السالفة الذكر؛ فروايته هذه منكرة.
ثانياً: الروايات الضعيفة والباطلة والموضوعة
(1) عن إسماعيل بن عمرو بن سعد بن العاص قال: ((قالت أم حبيبة رأيت في المنام كأن عبيد الله بن جحش زوجي بأسوأ صورة وأشوهه ففزعت، فقلت: تغيرت والله حاله فإذا هو يقول حين أصبح يا أم حبيبة إني نظرت في الدين فلم أر ديناً خيراً من النصرانية، وكنت قد دنت بها ثم دخلت في دين محمد ثم رجعت إلى النصرانية، فقلت: والله ما خير لك، وأخبرته بالرؤيا التي رأيت له؛ فلم يحفل بها، وأكب على الخمر حتى مات، فأرى في النوم كأن آتيا يقول لي: يا أم المؤمنين، ففزعت!! وأولتها أن رسول الله e يتزوجني قالت: فما هو إلا أن انقضت عدتي فما شعرت إلا برسول النجاشي على بابي يستأذن فإذا جارية له يقال لها أبرهة كانت تقوم على ثيابه ودهنه فدخلت علي فقالت إن الملك يقول لك إن رسول الله e كتب إلي أن أزوجك فقلت بشرك الله بخير ....... )) الخ القصة بطولها
ــــــــــــــــــــــــــ
((حديث منكر))
أخرجه ابن سعد في (الطبقات) [8/ 98] والحاكم في (المستدرك) [4/ 6670] وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [69/ 143]
من طريق الواقدي عن عبد الله بن عمرو بن زهير عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص به.
قلت: الواقدي متروك، وقد توبع تابعه محمد بن الحسن، ولكنها متابعة لا يفرح بها.
أخرجها الزبير بن بكار الزبيري في (المنتخب من كتاب أزواج النبي r ) [ ص50].
قلت: محمد بن الحسن هو بن زبالة، متروك متهم، واستنكر بعضهم على ابن بكار الرواية عنه، قال أحمد بن علي السليماني في كتاب الضعفاء له كان منكر الحديث – أي الزبير بن بكار – قال الحافظ: وهذا جرح مردود ولعله استنكر إكثاره عن الضعفاء مثل محمد بن حسن بن زبالة وعمرو بن أبي بكر المؤملي وعامر بن صالح الزبيري وغيرهم فإن في كتاب النسب عن هؤلاء أشياء كثيرة منكرة)) انتهى من التهذيب في ترجمة الزبير بن بكار.
قلت: هذه القصة باطلة ومنكرة، قال الذهبي في (السير) [2/ 221] بعد أن ذكر القصة: (وهي منكرة).
(2) عن عائشة أنها قالت: ((هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة فلما قدم أرض الحبشة تنصر فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله e فتزوج رسول الله e أم حبيبة بنت أبي سفيان فبعث وفي حديث يوسف وبعث معها النجاشي شرحبيل بن حسنة فأهداها إلى رسول الله e
ـــــــــــــــــــــــــــ
((حديث شاذ))
أخرجه ابن حبان في (صحيحه) [13/ 6027] وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [69/ 141].
قلت: سبق الكلام على هذه الرواية في الحديث الأول في ذكر الخلاف على الزهري وتبين أنها شاذة.
(3) عن عروة بن الزبير: ((في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب من بني أسد بن خزيمة عبيد الله بن جحش بن رئاب مات بأرض الحبشة نصرانياً، ومعه أم حبيبة بنت أبي سفيان واسمها رملة فخلف عليها رسول الله e أنكحه إياها عثمان بن عفان بأرض الحبشة وأم حبيبة أمها صفية بنت أبي العاص أخت عفان بن أبي العاص عمة عثمان بن عفان))
ــــــــــــــــــــ
((حديث منكر))
أخرجه الطبراني في (الكبير) [23/ 401] حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني ثنا أبي ثنا بن لهيعة عن أبي الأسود عنه به.
قلت: سبق في الحديث الأول (معمر عن الزهري) ذكر الخلاف على عروة؛ وتبين هناك أن هذه الرواية منكرة.
(4) ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي الحجة سنة ست أرسل الرسل إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام وكتب إليهم كتبا فقيل يا رسول الله إن الملوك لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً فاتخذ رسول الله r يومئذ خاتماً من فضة فصه منه نقشه ثلاثة أسطر محمد رسول الله وختم به الكتب فخرج ستة نفر منهم في يوم واحد وذلك في المحرم سنة سبع وأصبح كل رجل منهم يتكلم بلسان القوم الذين بعثه إليهم فكان أول رسول بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي وكتب إليه كتابين يدعوه في أحدهما إلى الإسلام ويتلو عليه القرآن فأخذ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض تواضعا ثم أسلم
¥