[تعبت ولم أجد هذا الحديث فهل من مساعد]
ـ[محمدالتهامي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 04:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
وجزا الله القائمين على هذا الموقع المبارك، ثم إخوتي الأفاضل وجدت في بعض كتب التفسير كمحرر ابن عطية وبحر أبي حيان وغيرهما أيرادهم لحديث: (سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي علم القرآن أفضل؟ فقال: عربيته فالتمسوها في الشعر) فما درجة صحة هذا الحديث، وما هي مظانه التي يمكن الرجوع إليها، وجزاكم الله خيرا
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - 11 - 07, 09:29 م]ـ
هذا الحديث ذكره المتقي الهندي رحمه الله في كنز العمال بلفظ آخر قريب:
7992 - إن من الشعر حكمة، وإذا التبس عليكم شيء فالتمسوه من الشعر، فإنه عربي.
(ق عن ابن عباس) وقال: إن اللفظ الثاني يحتمل أن يكون من قول ابن عباس فأدرج في الحديث.
ورمز (ق) هنا معناه البيهقي في السنن الكبرى والكلام المذكور بعده هو كلام البيهقي رحمه الله
وقد وجدته في السنن الكبرى للبيهقي (10/ 241) وهذا إسناده ومتنه:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الحسن علي بن محمد بن عقبة الشيباني بالكوفة ثنا أحمد بن موسى الحمار ثنا الحسن بن علي ثنا يحيى بن آدم أنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر حكمة وإذا التبس عليكم شيء من القرآن فالتمسوه من الشعر فإنه عربي"
وقال البيهقي بعده: يحتمل أن يكون من قول ابن عباس فأدرج في الحديث
وهذا الإسناد رجاله رجال التهذيب إلا ثلاثة:
1 - أبو عبد الله الحافظ وهو الحاكم صاحب المستدرك والتصانيف
2 - علي بن محمد بن عقبة أبو الحسن الشيباني ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال: كان ثقة أمينا
3 - أحمد بن موسى الحمار ذكره ابن حبان في الثقات وقال: من أهل الكوفة يروي عن أبى نعيم والكوفيين روى عنه أهل بلده
لكن هذا الحديث تفرد به سماك وهو ابن حرب عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما
وسماك وإن كان صدوقا من رجال مسلم إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة ولم يخرج مسلم منها شيء بل لم يخرج حديث عكرمة أصلا
وهذه بعض أقوال أهل العلم في رواية سماك عن عكرمة:
قال يعقوب بن شيبة: قلت لعلى ابن المدينى: رواية سماك عن عكرمة؟ فقال: مضطربة
وقال يعقوب: روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، و هو فى غير عكرمة صالح
وقال العجلى: سماك بن حرب جائز الحديث، إلا أنه كان فى حديث عكرمة ربما وصل الشىء عن ابن عباس، و ربما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
و قال ابن حجر: صدوق، و روايته عن عكرمة خاصة مضطربة
فيشبه هذا الحديث أن يكون موقوفا على ابن عباس وأخطأ فيه سماك فرفعه وهو ما رجحه البيهقي رحمه الله
والله أعلم بالصواب
ومما يؤكد وقفه أن السمعاني رحمه الله أخرجه في كتاب أدب الإملاء والاستملاء (ص 86) بلفظ آخر قريب موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
أخبرنا أبو بكر واقد بن أحمد بن محمد الجوزداني بأصبهان أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان أنا إبراهيم بن عبد الله التاجر أنا عمر بن أحمد بن علي القطان ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا وكيع ثنا أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا قرأتم شيئا فلم تدورا ما تفسيره فالتمسوه في الشعر فإنه ديوان العرب
ولم أنظر في رجال إسناده لكنه يؤيد ما ذهب إليه الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
وقال السيوطي في الدر المنثور:
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق عكرمة عن ابن عباس أنه قال: إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب
والحمد لله رب العالمين
والأثر بهذا اللفظ الأخير الذي ذكرتُه مشهور عن ابن عباس رضي الله عنهما بما يغني عن تخريجه
أما لفظ الحديث المذكور في كلام السائل حفظه الله وهو: (سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي علم القرآن أفضل؟ فقال: عربيته فالتمسوها في الشعر)
فلم أجده مسندا وإنما يذكره بعض أهل اللغة وأهل التفسير هكذا بغير إسناد
هذا ما تيسر لي
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[أبو رجاء البلخي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 04:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
ولكن هل معنى ذلك أن معنى الحديث لا يثبت؟
نرجو الإفادة
ـ[أبو أويس المغربي]ــــــــ[27 - 01 - 08, 04:49 م]ـ
ومما يؤكد وقفه أن السمعاني رحمه الله أخرجه في كتاب أدب الإملاء والاستملاء (ص 86) بلفظ آخر قريب موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
أخبرنا أبو بكر واقد بن أحمد بن محمد الجوزداني بأصبهان أنا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان أنا إبراهيم بن عبد الله التاجر أنا عمر بن أحمد بن علي القطان ثنا محمد بن إسماعيل الحساني ثنا وكيع ثنا أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا قرأتم شيئا فلم تدورا ما تفسيره فالتمسوه في الشعر فإنه ديوان العرب
ولم أنظر في رجال إسناده لكنه يؤيد ما ذهب إليه الإمام البيهقي رحمه الله تعالى
أحسن الله إليك.
هذا سند أبي سعد بكتاب التفسير لوكيع بن الجراح.
قال في ترجمة شيخه واقد من معجم شيوخه ص1805 - المنتخب منه:
شيخٌ عامِّيٌّ ....... سمعتُ منه قَدْر ورقة من تفسير وكيع بن الجراح، بروايته عن الطيان، عن ابن خُرَّشيذ قُوله، عن الدربي، عن الحساني، عن وكيع اهـ.
وابن خُرَّشيذ هو إبراهيم التاجر، والدربي هو عمر بن علي القطان.
فهذا الأثر العزيز من هاتيك الورقة اليتيمة من تفسير وكيع، فالحمد لله الذي أظفرنا بها بعد سماع أبي سعد مُضمَّنها بنحو تسعة قرون!
ما شاء الله كان!
¥