وأقف عند قول ابن الصلاح: ((إذا انفرد الراوي بشيء نُظر فيه: فإن كان ما انفرد به مخالفاً لما رواه منه وأولى منه بالحفظ لذلك وأضبط كان ما انفرد به شاذاً مردوداً، وإن لم تكن فيه مخالفة لما رواه غيره، وإنما هو أمر رواه هو ولم يروه غيره، فينظر في هذا الراوي المُنفرد: فإن كان عدلاً حافظاً موثوقاً بإتقانه وضبطه قُبل ما انفردبه، ولم يقدح الانفراد فيه، كما فيما سبق من الأمثلة. وإن لم يكن ممن يوثق بحفظه وإتقانه لذلك الذي انفرد به كان انفراده خارماً له، مزحزحاً له عن حيز الصحيح)).
- وبهذا والله أعلم يتضح أن الحديث الذي نحن بصدده هو حديث آخر غير الحديث المخرّج في الصحيحين وغيرهما الذي ذكره (أخي أبو عاصم المحلي) فليس الأمر فيه زيادة مخالفة في النص وإنما الأمر كما يتضح أنها رواية أخرى وحديث آخر مختلف. وتفرد بهذا الحديث أحد الثقات المعروفين بضبطه وإتقانه.
-أما قول أخينا أبي عاصم (وفقه الله) حادثة عيادة عبيد الله بن زياد لمعقل بن يسار (في مرض موته) حادثة واحدة لم تتكرر.
قلت (أبو عبد الرحمن المكي):
لم يُذكر في حديث (من دخل في شيء من أسعار المسلمين) أن عبيد الله بن زياد عاد الصحابي معقل بن يسار في مرضه الذي توفي فيه!! وهل يمتنع أن يكون معقل رضي الله عنه مرض مرة من المرات قبل مرضه الذي توفي فيه وزاره عبيد الله بن زياد في ذلك المرض؟!.
- أخي الكريم كما تعلم حفظك الله أن دعوى الشذوذ ليست بالأمر الهين خاصة أنه لم يحكم أحد الأئمة المتقدمين بذلك على الحديث بل عندما رووه لم يتعرضوا كما رأيت معي إلا لجهالة زيد بن مرة أو عدم سماع الحسن من معقل، فهل غفل كلهم عن هذه العلة التي ذكرتها وهي واضحة وضوح الشمس.
- كنت سأسلم لك بأن هذا الحديث شاذ وغير صحيح لو ذكرت لي أن أحدا من العلماء المتقدمين والمتأخرين ذكر هذه العلة.
فالحديث ولله الحمد والمنّة صحيح.
لطيفة: قال الحاكم في مستدركه على الصحيحين (ج 5 / ص 272) بعد أن ذكر حديث معقل بن يسار ((من دخل في شيء من أسعار المسلمين)): " هذه الأحاديث الستة طلبتها وخرجتها في موضعها من هذا الكتاب احتسابا لما فيه الناس من الضيق والله يكشفه وإن لم تكن من شرط هذا الكتاب"
أبو عبد الرحمن المكي
2/ 12/1428هـ
ـ[أبو عاصم المحلي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 03:25 ص]ـ
أنا تعبت
ـ[ابو عبد الله الهلالى]ــــــــ[11 - 12 - 07, 11:00 ص]ـ
الشيخ الفاضل ابو عاصم المحلى
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
لقد اقنعتنا بضعف الحديث