[أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))]
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 03 - 04, 10:06 م]ـ
[أوضح النقول لأحاديث رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))]
عونَك اللهمَّ وتأييدَك
وإرشادَك إيَّانا سُبلَ الخَيرِ وتسديدَك
الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه. وبعد ...
فقد ذكرت لك فى المقال السابق عدَّة رجال الصحيحين الذين وصفهم ابن حجر بقوله ((مقبول))، وعلمت أنهم أربع ومائة (104) راوٍ، موزعون على الطبقات من الثانية حتى الثانية عشرة. وهذا حين الشروع فى:
(1) بيان أحاديث بعض هؤلاء الثقات المقبولين، التى جعلتها كنماذج للإبانة والافصاح عن مقصود الحافظ بهذا المصطلح.
(2) بيان أن أكثر هذه الأحاديث أصول فى أبوابها، ولم يتابع عليها رواتها، ومع ذلك احتج بها الشيخان فى أصح كتب الحديث مطلقاً ((الصحيحين)).
على أننى قد أطلت بيان أحاديث كل هؤلاء الثقات فى ((المنهج المأمول ببيان معنى قول ابن حجر مقبول))، وإنما اقتصرت هاهنا على تتمات الأمر وغاياته، فنقول والله المستعان.
فمن رجال الطبقة الثالثة:
(1) عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى المدنى. [خ م]
قال البخارى فى ((الأشربة)) (5634. فتح): حدثنا إسماعيل حدثني مالك بن أنس عن نافع عن زيد بن عبدالله بن عمر عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن َّرَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ)).
وقال مسلم فى ((الأشربة)) (2065): حدثنا يحيى بن يحيى قرأت على مالك عن نافع عن زيد بن عبد الله عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم
وحدثناه قتيبة ومحمد بن رمح عن الليث بن سعد ح وحدثنيه علي بن حجر السعدي حدثنا إسمعيل يعني ابن علية عن أيوب ح وحدثنا ابن نمير ثنا محمد بن بشر ح وحدثنا محمد بن المثنى ثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة والوليد بن شجاع قالا ثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا الفضيل بن سليمان ثنا موسى بن عقبة ح وحدثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير يعني ابن حازم عن عبد الرحمن السراج كل هؤلاء عن نافع بمثل حديث مالك بن أنس بإسناده عن نافع.
وهذا الحديث من أوثق الأصول التى اعتمدها الشيخان فى ((الصحيحين))، وفى هذا البيان الوافى لإمام النيسابوريين أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيرى دلالة بيِّنة على ما أردناه من تخريجهما لحديث من وصفه ابن حجر بقوله ((مقبول)) فى الأصول، وكل من ذكر هذا المعنى ((الَّذِي يَشْرَبُ فِي إِنَاءِ الْفِضَّةِ، إِنَّمَا يُجَرْجِرُ فِي بَطْنِهِ نَارَ جَهَنَّمَ))، فإنما معتمده ومرجعُه حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى الموصوف بـ ((مقبول)) عند الحافظ ابن حجر، فالناس كلهم عيال فى هذا الحديث على نافع مولى ابن عمر راويه عن زيد بن عبد الله بن عمر، ولا يصح إلا من طربقه عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر التيمى. وهو كذلك كالأصل فى إرادة ابن حجر بقوله عن الراوى ((مقبول)) توثيقَه، وليس توهينه أو تليينه كما يزعم المتأخرون، فقد قال الحافظ بلفظه فى ((فتح البارى)) (10/ 97): ((عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، هو ابن أخت أم سلمة التي روى عنها هذا الحديث. أمُّه المساجد بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية، ((وهو ثقة))، ما له غير هذا الحديث)). فهذا نص الحافظ الصريح على توثيق عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، الذى قال عنه فى ((التقريب)): ((مقبول)).
¥