تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: قال أبو عبيد في (غريب الحديث) [4/ 171] (الشهوة الخفية قد اختلف الناس فيها فذهب بها بعضهم إلى شهوة النساء وغير ذلك من الشهوات؛ وهو عندي ليس بمخصوص بشيء واحد؛ ولكنه في كل شيء من المعاصي يضمره صاحبه ويصر عليه وإنما هو الإصرار وإن لم يعمله؛ قال أبو عبيد: وقال بعضهم: هو الرجل يصبح معتزماً على الصيام للتطوع ثم يجد طعاما طيباً فيفطر من أجله) اهـ

قلت: وعرفها سفيان الثوري فقال: (الشهوة الخفية الذي يحب أن يحمد على البر) كما في تهذيب الآثار [2/ 811].

وعرفها أبو داود السجستاني فقال: (الشهوة الخفية حب الرياسة) كما في تاريخ بغداد [9/ 58].

الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَالْحِسْبَةِ

5 - عن الحسن البصري قال: () قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ([الإسراء: 84] قال: على نيته)

(صحيح)

أخرجه هنَّاد في الزهد [1/ رقم:780]،حدثنا وكيع عن أبي يونس قال سمعت الحسن يقول ... فذكره.

قلت: اختلف العلماء في تعيين أبي يونس فذهب الحافظ المزي في (تهذيب الكمال) [6/ 343] إلى أنه أبو يونس القوي الحسن بن يزيد بن فروخ الضمري وهو ثقة.

وذهب الإمام أحمد كما في (العلل وأحوال الرجال) [1/ 304] إلى أنه مبارك بن حسان.

قلت: وكلاهما روى عن الحسن، وروى عنه وكيع، فعلى قول المزي رحمه الله فالإسناد في غاية الصحة، وعلى قول الإمام أحمد رحمه الله فقد اختلف عنه:

فرواه وكيع عنه عن الحسن -كما سبق-، ورواه سفيان عنه عن معاوية بن قرة به.

أخرجه البخاري في (التاريخ الكبير) [7/ رقم:1866].

قلت: الخلل من مبارك نفسه؛ وهو لين الحديث كما في التقريب، وقد توبع على روايته عن الحسن:

أخرجه حنبل بن إسحاق في (جزء الفتن) [1/رقم:35]، وابن عدي في (الكامل) [6/ 414] عن عفان عن سلام بن مسكين عن أبي بحر ميمون بن سياه عن الحسن به.

قلت: ميمون بن سياه: صدوق عابد يخطئ كما في التقريب.

قلت: فالأثر صحيح عن الحسن إن شاء الله.

الإِخْلاصُ وَالبُعْدُ عَنِ الرِّيَاءِ:

6 - عن الأعمش قال: (كنت عند إبراهيم - وهو النخعي- في بيته وهو يقرأ في مصحف فاستأذن رجل فخبَّأ المصحف؛ فلما خرج قلت له؛ - أي لماذا فعلت هذا؟ - قال: كرهت أن يرى هذا، إنما نخلو للنظر في المصحف).

(صحيح)

أخرجه الحسين بن الحسن المروزي في زوائده على (الزهد لابن المبارك) [1/ 389]، عن عيسى بن يونس ووكيع عن الأعمش به.

مفارقة العلم العمل:

7 - عن الشعبي قال: (يَطَّلِعُ القوم من أهل الجنة إلى قوم في النار فيقولون: ما أدخلكم النار؟ وإنما دخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم، قالوا: إنا كنا نأمر بالخير ولا نفعله).

(صحيح إلى الشعبي)

أخرجه ابن المبارك في (الزهد) [1/ 21]، ومن طريقه الخطيب في (الجامع) [1/ 193]، وأخرجه هنَّاد في (الزهد) [2/ 867].

من طرق عن سفيان عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي به.

قلت: وهو معنى حديث الحِبِّ ابن الحِبِّ أسامةَ بنِ زيد رضي الله عنه قال: سمعت رَسُولَ اللَّهِ e يقول يُؤْتَى بِالرَّجُلِ يوم الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى في النَّارِ فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُ بَطْنِهِ فَيَدُورُ بها كما يَدُورُ الْحِمَارُ بِالرَّحَى فَيَجْتَمِعُ إليه أَهْلُ النَّارِ فَيَقُولُونَ يا فُلَانُ مالك أَلَمْ تَكُنْ تَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عن الْمُنْكَرِ؟ فيقول: بَلَى قد كنت آمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ولا آتِيهِ وَأَنْهَى عن الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ) متفق عليه واللفظ لمسلم.

احذر التَّهَجُم على الفتيا

8 - عن مَسْرُوقٍ قال كنا عِنْدَ عبد اللَّهِ جُلُوسًا وهو مُضْطَجِعٌ بَيْنَنَا فَأَتَاهُ رَجُلٌ فقال: يا أَبَا عبد الرحمن إِنَّ قَاصًّا عِنْدَ أَبْوَابِ كِنْدَةَ يَقُصُّ وَيَزْعُمُ أَنَّ آيَةَ الدُّخَانِ تجيء فَتَأْخُذُ بِأَنْفَاسِ الْكُفَّارِ وَيَأْخُذُ الْمُؤْمِنِينَ منه كَهَيْئَةِ الزُّكَامِ فقال عبد اللَّهِ وَجَلَسَ وهو غَضْبَانُ: (يا أَيَّهَا الناس اتَّقُوا اللَّهَ من عَلِمَ مِنْكُمْ شيئاً فَلْيَقُلْ بِمَا يَعْلَمُ وَمَنْ لم يَعْلَمْ فَلْيَقُلْ الله أَعْلَمُ فإنه أَعْلَمُ لِأَحَدِكُمْ أَنْ يَقُولَ لِمَا لَا يَعْلَمُ الله أَعْلَمُ فإن اللَّهَ عز وجل قال لِنَبِيِّهِ e ) قُلْ ما أَسْأَلُكُمْ عليه من أَجْرٍ وما أنا من الْمُتَكَلِّفِينَ ( .... ).

رواه البخاري في صحيحه) [4/رقم: 4496]، ومسلم في (صحيحه) واللفظ له [3/ 2798].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير