من طرق عن الضحاك بن يسار عن أَبِي تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ عن أبي موسى رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم به.
قلت: أبو تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيُّ اسْمُهُ طَرِيفُ بْنُ مُجَالِدٍ بَصْرِيٌ ثقة.
والضحاك بن يسار بَصْرِيٌ قال الحافظ في (اللسان) [3/ص:201]: (قال ابن معين: يضعفه البَصْرِيون، وقال أبو حاتم: لا بأس به، وذكره ابن عدى فقال: لا أعرف له إلا الشيء اليسير انتهى، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الآجري عن أبي داود: ضعيف، وذكره ابن الجارود والساجي والعقيلي في الضعفاء) اهـ
قلت: يضعفه البَصْرِيون!! وهو بَصْرِيٌّ بَعْدُ؛ والقاعدة: بَلَدِيُّ الرَّجُلِ أَعْلَمُ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ.
قلت: وقد توبع - متابعة لا يفرح بها - تابعه أبانُ بن أبي عياش:
أخرجه عبد بن حميد في (المنتخب) [1/رقم:564] قال حدثني مسلم بن إبراهيم ثنا همام ثنا أبان بن أبي عياش عن أبي تميمة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
قلت: أبان بن أبي عياش متروك.
هذا ... ورواه قتادة واختلف عنه:
فرواه سعيد بن أبي عروبة عنه عن أبي تميمة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم به.
أخرجه البزار في (مسنده) [8/ رقم:3062، 3063]، وابن خزيمة في (صحيحه) [3/ رقم: 2155].
وخولف سعيد بن أبي عروبة خالفه جماعة، منهم:
1 - شعبة.
2 - همام بن يحيى العوذي.
3 - هشام الدستوائي.
فرووه عن قتادة عن أبي تميمة عن أبي موسى موقوفاً.
أخرجه أحمد في (المسند) [4/رقم:19728]، وابن أبي شيبة في (المصنف) [2/ص: 327/رقم: 9553]، والطبري في (تهذيب الآثار – مسند عمر) [1/رقم:487، 489]،وعبد بن حميد في (المنتخب) [1/رقم:563]، والطيالسي في (المسند) [1/رقم:513]،ومن طريقه البيهقي في (السنن الكبرى) [4/رقم:8261].
قلت: وبهذا يظهر جلياً ترجيح رواية الوقف لكثرة رواتها وحفظهم وتثبتهم، وإن كان سعيد بن أبي عروبة من أثبت الناس في قتادة، إلا أنه اختلط بآخره والراوي عنه هنا هو: ابن أبي عدي وهو ممن روى عنه بعد الاختلاط.
وقد توبع قتادة على الوقف تابعه الثوري:
أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) [4/رقم:7866] عن الثوري عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي موسى الأشعري موقوفاً به.
وقد صَحَّت رواية الوقف - والحمد لله - دون هذه المتابعة.
32 - وعن عبد الله بن شداد قال: (من صام الدهر فلا صام، ولا ترك، وسألت مسروقاً، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، فكرهوه كلهم).
(صحيح)
أخرجه الطبري في (تهذيب الآثار) [1/ رقم: 496 من مسند عمر] من طريق أبي بكر بن أبي عياش عن أبي إسحاق عنه به.
قلت: أبو إسحاق هو الشيباني: سليمان بن أبي سليمان، وليس السَّبيعي.
33 - عَنِ الْحَسَنِ بن عمرو قال: (ذُكِرَ لِلشَّعْبِيِّ أَنَّ عُبَيْدَاً الْمُكْتِبَ يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ فَكَرِهَ ذلك)
(صحيح).
أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) [2/رقم: 9557] قال حدثنا وَكِيعٌ عن سُفْيَانَ عَنه به.
34 - عن عمروٍ بن سلمةَ قال: (سئل ابن مسعود عن صوم الدهر فكرهه وسئل عما دون ذلك فقال: صيام ثلاثة أيام من الشهر).
(صحيح).
أخرجه الطبري في (تهذيب الآثار) [1/ رقم: 493 من مسند عمر]، والطبراني في (الكبير) [9/ 8983]
من طرق عن أبي الوليد الطيالسي عن شعبة عن يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه به.
قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) [3/ص:193]: (رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن) اهـ
قلت: قال العجلي: (يحيى بن عمرو بن سلمة كوفي ثقة، وأبوه كوفي تابعي ثقة).
فالأثر صحيح.
هذا ... ولقد حررتُ القولَ في حكم (صيام الدهر) في كتابي (عُنْوَانُ السَّعَادَةِ في الحِرْصِ عَلَى العِبَادَةِ) يسر الله نشره، وهو موجود في هذا الموقع المبارك ضمن سلسلة (السبائك الذهبية في سلسلة البحوث الحديثية والفقهية والعقدية).
الزُّهْدُ:
35 - عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما وسأله رجل فقال: (ألسنا من فقراء المهاجرين، فقال له عبد الله: ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم؛ قال: ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم؛ قال: فأنت من الأغنياء، قال: فإن لي خادماً قال: فأنت من الملوك) رواه مسلم [4/ 2979].
الوَرَعُ:
36 - عن أبي عبد الله أحمد بن حنبل قال: سمعت ابن عيينة يقول: (لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزاً من الحلال، وحتى يدع الإثم وما تشابه منه)
(صحيح)
¥