القلبِ، واليدَ العليا خيرٌ من اليدِ السُّفْلَى، وما قلَّ وكفى، خيرٌ مما كثر وألهى، ونفساً تنجيها خيرٌ من إمارةٍ لا تحصيها، وشرَّ العذيلةِ عند حضرةِ الموتِ، وشرَّ الندامةِ ندامةُ يومِ القيامةِ، ومن النَّاسِ مَنْ لا يأتي الصلاةَ إلا دُبُراً، ومِنْ النَّاس مَنْ لا يَذْكُر الله إلا هَجْراً، وأعظمَ الخَطَايَا اللسان الكذوب، وخيرَ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ، وخيرَ الزَّادِ التَّقْوى، ورأسَ الحِكْمَةِ مخافةُ اللهِ، وخيرَ ما أُلْقِيَ في القلبِ اليقينُ، والرَّيبَ منَ الكُفْرِ، والنَّوْحَ منْ عَمَلِ الجاهليةِ، والغُلُولَ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ، والكنْزَ كَيٌّ مِنْ النَّارِ، والشِّعْرَ مَزَامِيرُ إبْلِيس، والخمرَ جِمَاعُ الإثْمِ، والنِّساءَ حبَائِلُ الشَّيْطَانِ، والشَّبَابَ شُعْبَةٌ مِنَ الجُنُونِ، وشَرَّ المكاسبِ كسبُ الرِّبَا، وشَرَّ المآكلِ أكلُ مالِ اليَتِيمِ، والسَّعيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ، والشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وإنَّما يَكْفِيِ أَحَدُكُم مَا قَنَعَتْ بِهِ نَفْسُهُ، وإنَّما يَصِيرُ إِلى مَوْضِعِ أَرْبَعِ أَذْرُعٍ، والأمْرَ بآخَرِهِ، وَأَمْلَكَ العَمَلِ بِهِ خَوَاتِمُهُ، وشرَّ الرِّوايا روايا الكذبِ، وكلَّ مَا هُو آَتٍ قَريبٌ، وسبابَ المؤمنِ فسوقٌ، وقتالَهُ كفرٌ، وأكلَ لحمِهِ مِنْ مَعَاصِي اللهِ، وحرمةَ مالِهِ كحرمَةِ دَمِهِ، وَمَنْ يَتَألى على اللهِ يُكَذِّبُهُ، وَمَنْ يَغْفِرْ يَغْفِرُ اللهُ لَهُ، ومَنْ يَعْفُ يَعْفُ اللهُ عَنْهُ، وَمَنْ يَكْظِمْ الغَيْظَ يَأْجُرَهُ اللهُ، وَمَنْ يَصْبِرْ عَلَى الرَّزَايَا يَعْقُبَهُ اللهُ، وَمَنْ يَعْرِفْ البَلَاءَ يَصْبِرْ عَلَيْهِ، وَمَنْ لا يَعْرِفْهُ يُنْكِرْهُ، وَمَنْ يَسْتَكْبِرْ يَضَعْهُ اللهُ، وَمَنْ يَبْتَغِ السُّمْعَةِ يُسَمِّعْ اللهُ بِهِ، وَمَنْ يَنْوِ الدُّنْيَا تُعْجِزْهُ، وَمَنْ يُطِعْ الشَّيْطَانَ يَعْصِ اللهَ، وَمَنْ يَعْصِ اللهَ يُعَذِبْهُ).
(صحيح)
أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) [7/ص:106/رقم: 34552]، وهنَّاد في (الزهد) [1/رقم:497]، والبيهقي في (المدخل) [1/رقم:786]، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [32/ص:179].
من طريق عبد الله بن نمير عن سفيان الثوري عن عبد الرحمن بن عابس قال: حدثني ناس عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في خطبته ... فذكرها.
قلت: صحِّف عند ابن أبي شيبة (عبد الرحمن بن عابس) إلى (عبد الله بن عائش) و (ناس) إلى (إياس).
قلت: و عبد الرحمن بن عابس هو: ابن ربيعة الكوفي النخعي ثقة من رجال الشيخين.
وقوله: (حدثني ناس عن عبد الله بن مسعود) أي ممن حضروا الخطبة، بدَلَالة: (كان يقول في خطبته)، وهذه جهالة ولكنَّها لا تضر، وفي صحيح البخاري نحوها: كما في حديث عُرْوَةَ البَارِقِيِّ [رقم: 3443] وفيه: (عن شَبِيب بن غَرْقَدَةَ قال سمعت الْحَيَّ يُحَدِّثُونَ عن عُرْوَةَ)، قال الحافظ في (الفتح) [6/ 635]- بعد دفاعٍ عظيمٍ عن البخاري -: (لكن ليس في ذلك ما يمنع تخريجه ولا ما يحطه عن شرطه لأنَّ الحيَّ يمتنع في العادة تواطؤهم على الكذب) اهـ
فأقول: وافق شَنٌ طَبَقَهُ، والأمر أشبه، والله أعلم.
هذا ... وقد خولف الثوريُّ خالفه عمرو بن ثابت؛ فرواه عن عبد الرحمن بن عابس (وصحِّف إلى ابن عباس) قال: قال ابن مسعود به.
أخرجه أبو نعيم في (الحلية) [1/ص:138].
قلت: عمرو بن ثابت هو: ابن هرمز (ضعيف) قَبَّحَهُ اللهُ كان يَسُبَّ السَّلفِ.
ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[22 - 01 - 08, 06:28 ص]ـ
بارك الله فيك أخي أبا العباس، جهد طيب ولا شك أننا نحتاج إلى هذا النوع من الكتب، ولكن أخبرنا أخي الكريم عن منهج ترتيب المادة، إذ إنك بدأت بالإخلاص، ثم بما له علاقة بالعلم، والفتوى، ثم الصلاة، ثم الرجوع إلى العلم، ثم الصوم، ثم الزهد والورع، فهل هناك منهج معين؟ أم أنك اتبعت ترتيب أحد الكتب المصنفة، آمل منك التوضيح، وجزاك الله خيراً على الجهد الطيب، والتخريج لهذه الآثار.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[22 - 01 - 08, 01:11 م]ـ
وفيك بارك يا أخي الكريم لطفي ..
أما عن قولك: (أخبرنا أخي الكريم عن منهج ترتيب المادة) فارجع غير مأمور إلى المقدمة ستجد الإجابة.
وفقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته.
¥