128 - عن عبد الْمَلِكِ عن عبد اللَّهِ مولى أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ وكان خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ قال: أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إلى عبد اللَّهِ بن عُمَرَ فقالت: بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَرِّمُ أَشْيَاءَ ثَلَاثَةً الْعَلَمَ في الثَّوْبِ وَمِيثَرَةَ الْأُرْجُوَانِ وَصَوْمَ رَجَبٍ كُلِّهِ، فقال لي عبد اللَّهِ: أَمَّا ما ذَكَرْتَ من رَجَبٍ فَكَيْفَ بِمَنْ يَصُومُ الْأَبَدَ، وَأَمَّا ما ذَكَرْتَ من الْعَلَمِ في الثَّوْبِ فَإِنِّي سمعت عُمَرَ بن الْخَطَّابِ يقول سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما يَلْبَسُ الْحَرِيرَ من لَا خَلَاقَ له) فَخِفْتُ أَنْ يَكُونَ الْعَلَمُ منه، وَأَمَّا مِيثَرَةُ الْأُرْجُوَانِ فَهَذِهِ مِيثَرَةُ عبد اللَّهِ فإذا هِيَ أُرْجُوَانٌ، فَرَجَعْتُ إلى أَسْمَاءَ فَخَبَّرْتُهَا فقالت: هذه جُبَّةُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْرَجَتْ إليَّ جُبَّةَ طَيَالِسَةٍ كِسْرَوَانِيَّةٍ لها لِبْنَةُ دِيبَاجٍ وَفَرْجَيْهَا مَكْفُوفَيْنِ بِالدِّيبَاجِ فقالت: هذه كانت عِنْدَ عَائِشَةَ حتى قُبِضَتْ فلما قُبِضَتْ قَبَضْتُهَا وكان النبي صلى الله عليه وسلم يَلْبَسُهَا فَنَحْنُ نَغْسِلُهَا لِلْمَرْضَى يُسْتَشْفَى بها.
أخرجه مسلم في (صحيحه) [3/رقم:2069]، قال حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا خَالِدُ بن عبد اللَّهِ عن عبد الْمَلِكِ عن عبد اللَّهِ مولى أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ وكان خَالَ وَلَدِ عَطَاءٍ قال أَرْسَلَتْنِي أَسْمَاءُ إلى عبد اللَّهِ بن عُمَرَ ... فذكره.
الدَّفْعُ مِنَ المُزْدَلِفَةِ:
129 - عن أبي الْحُوَيْرِثِ قال: (رَأَيْت أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ وَاقِفًا على قُزَحٍ وهو يقول: أَيُّهَا الناس أَصْبِحُوا، أَيُّهَا الناس أَصْبِحُوا، ثُمَّ دَفَعَ، فَرَأَيْت فَخِذَهُ قَدْ انْكَشَفَتْ مِمَّا يَحْرِشُ بَعِيرَهُ بِمِحْجَنِةِ).
غريب الأثر:
1 - قُزَح: اسم جبل بالمزدلفة، وقيل هو القَرْنُ الذي يقف عنده الإِمام بالمزدلفة كما في (اللسان).
2 - بِمِحْجَنِة: العصا المعوجة.
(صحيح):
أخرجه الشافعي في (المسند) [1/ص:369، 373]، وفي (الأم) [2/ص:213]، ومن طريقه البيهقي في (معرفة السنن والآثار) [4/رقم: 3048]، وأخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) [3/رقم: 13883،15325]، والبيهقي في (الكبرى) [5/رقم:9305].
من طرقٍ عن سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع عن أبي الْحُوَيْرِثِ به.
قلت: أبو الْحُوَيْرِثِ هو: جُبَيْرُ ويقال جويبر بنِ الْحُوَيْرِثِ عده الحافظ في الصحابة.
وكل الرواة عن ابن عيينة قالوا: سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع وفي (جزء ابن عيينة) رواية زكريا المروزي [رقم:1] عبد الرحمن بن يربوع.
قال الدارقطني في (العلل الواردة في الأحاديث النبوية) [1/ص:164] تحت حديث: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال قال العج والثج): (قال أهل النسب إنه عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ومن قال سعيد بن عبد الرحمن فقد وهم والله أعلم) اهـ.
قلت: عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع ثقة كما قال الحافظ في التقريب، ولكن الترمذي نفى سماع ابن المنكدر منه فقال في (السنن) [3/ص:190]: (وَمُحَمَّدُ بن الْمُنْكَدِرِ لم يَسْمَعْ من عبد الرحمن بن يَرْبُوعٍ) اهـ
قلت: ولم ينفه غير الترمذي رحمه الله، وسماعه منه ثابت عندي لأن ابن المنكدر صرح بسماعه منه مع براءة ساحته من التدليس كما في مصنف ابن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع سعيد بن عبد الرحمن بن يربوع يخبر عن جويبر بن الحويرث سمع أبا بكر وهو واقف على قزح ... فذكره. فهذا يكفى في إثبات السماع، والله تعالى أعلم.
الصمت وآداب اللسان:
130 - عن زيد بن أسلم عن أبيه: (أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق وهو يجبذ لسانه فقال له عمر: مه غفر الله لك، فقال أبو بكر له: إن هذا أوردني الموارد).
(صحيح)
أخرجه ابن وهب في (الجامع) [رقم: 307، 308، 412]، وابن أبي شيبة في (المصنف) [5/رقم:26500، 7/رقم:37047]، وفي (كتاب الأدب) [رقم:222]، والبيهقي في (الشعب) [4/رقم:4990]، وأبو نعيم في (الحلية) [1/ص:33، 9/ص: 17]، والخطيب في (الفصل للوصل المدرج) [ص:204].
من طرق عن زيد بن أسلم عن أبيه: أن عمر بن الخطاب ... فذكره.
¥