قلت: وله عدة أوجه عن زيد بن أسلم هذا الأول: ورواه عنه على هذا الوجه جماعة منهم:
1 - مالك بن أنس.
2 - أسامة بن زيد.
3 - محمد بن عجلان.
4 - هشام بن سعد. (وله وجه آخر عنه سأذكره بعدُ إن شاء الله).
الوجه الثاني:
وخالفهم الثوري فلم يذكر فيه عمر وقال فيه إن أسلم قال رأيت أبا بكر:
رواه وكيع وابن المبارك وابن مهدي عنه عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر الصديق أنه قال: (بلسانه هذا أوردني الموارد).
أخرجه ابن المبارك في (الزهد) [1/رقم:369]، والخرائطي في (مكارم الأخلاق) [1/رقم:201]، والخطيب في (الفصل للوصل المدرج) [ص: 205، 207].
قلت: قال الخطيب رحمه الله: (وروى سفيان الثوري الحديث الموقوف عن زيد بن أسلم لم يذكر المسند واختلف عليه فيه فرواه وكيع بن الجراح وعبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر الصديق ورواه قبيصة بن عقبة عن سفيان عن زيد عن أبي بكر، لم يذكر أسلم فيه).
قلت: وحديث قبيصة أخرجه الخطيب في (الفصل للوصل المدرج) [ص:206] فقال: وأما حديث قبيصة بن عقبة عن الثوري فأخبرناه إبراهيم بن عمر البرمكي أنا محمد بن عبد الله بن خلف الدقاق نا محمد بن صالح بن ذريح العكبري نا هناد بن السري نا قبيصة عن سفيان عن زيد بن أسلم (أن أبا بكر جعل يلوي لسانه أو يحرك لسانه ويقول هذا أوردني الموارد).
قلت: وأظنه وهماً من الخطيب رحمه الله لأمرين:
1 - لأنه أخرجه من طريق هناد وهو عند هنَّاد بن السري في (الزهد) [2/رقم:1093] يذكر أسلم فيه، قال هناد حدثنا قبيصة عن سفيان عن زيد بن أسلم عن أبيه: (أن أبا بكر جعل يلوي لسانه أو يحرك لسانه ويقول هذا أوردني الموارد).
2 - لعلَّ قائلاً يقول: هذا تصحيف في نسختك نسخة الزهد لهناد فأقول: لقد ذكر الدارقطني الأثر في (العلل) [1/ص:161]: فلم يذكر ما ذكره الخطيب بل ذكر عكسه فقال: (ورواه سفيان الثوري عن زيد بن أسلم عن أبيه عن أبي بكر لم يذكر فيه عمر وقال فيه إن أسلم قال رأيت أبا بكر ويقال إن هذا وهم من الثوري) اهـ
قلت: ورواه عن ابن مهدي على الوجه السابق أبو عبيد القاسم بن سلام كما ذكره الخطيب في (الفصل للوصل المدرج) [ص: 207] وخالفه يعقوب بن إبراهيم فرواه عن ابن مهدي قال حدثنا أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر أطلع على أبي بكر رضي الله عنهما وهو آخذ بلسانه ينصنص (كذا أملاه علينا بالصاد غير معجمة) فقال: ما هذا يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا أوردني الموارد).
أخرجه أبو أحمد العسكري في (تصحيفات المحدثين) [1/ص:294].
وتوبع يعقوب بن إبراهيم تابعه أبو موسى فرواه عن ابن مهدي ثنا أسامة بن زيد عن أبيه عن جده أن عمر اطلع على أبي بكر وهو آخذ بطرف لسانه فيعضعضه وهو يقول: (إن هذا أوردني الموارد).
أخرجه أبو نعيم في (الحلية) [9/ص:17].
قلت: يعقوب بن إبراهيم هو: ابن كثير بن زيد بن أفلح العبدي مولاهم أبو يوسف الدورقي ثقة، وأبو موسى هو: محمد بن المثنى العنزي ثقة ثبت، فتترجح روايتهما للكثرة والتثبت وإن كان القاسم بن سلام ثقةً فاضلاً.
قلت: وإذا كان الأمر كذلك مع توهين الدارقطني لرواية سفيان بسبب وهمه فرواية مالك ومن تبعه هي الراجحة.
الوجه الثالث:
وخالفهم أيضاًهشام بن سعد (هذا هو الوجه الثاني عنه) ويحيى بن عبد الله وعبد الله بن عمر فرووه عن زيد بن أسلم (أن عمر بن الخطاب دخل على أبي بكر الصديق وهو آخذ بلسانه بثوبه وهو يسعسعه وهو يقول: هذا الذي أوردني الموارد) فأرسلوه عن عمر فلم يذكروا فيه أسلم.
أخرجه ابن وهب في (الجامع) [رقم: 307، 412، 455].
قلت: هشام بن سعد هو: المدني أبو عباد أو أبو سعيد صدوق له أوهام، وعبد الله بن عمر: هو العمري (المكبر) ضعيف، ويحيى بن عبد الله هو: ابن سالمبن عبد الله بن عمر المدني صدوق.
قلت: هؤلاء الثلاثة لم يقوا لمخالفة مالك وحده فماذا عسى وقد تبعه ثلاثة رواة منهم أسامة ابنه؟!!.
الوجه الرابع:
رواه الدَّراوردي واختلف عنه:
فرواه عبد الصمد بن عبد الوارث عنه عن زيد بن أسلم عن أبيه: (أن عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يمد لسانه قال ما تصنع يا خليفة رسول الله؟! قال: إن هذا الذي أوردني الموارد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذرب اللسان على حدته).
¥