وخالفهم معمر ويونس (في وجه) ومحمد بن عبد الله فرووه عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما طعن عمر رضي الله عنه احتملته أنا ونفر من الأنصار حتى أدخلناه منزله فلم يزل في غشية واحدة حتى أسفر فقلنا الصلاة يا أمير المؤمنين ففتح عينيه فقال: أَصَلَّى الناس؟ قلنا: نعم، قال: أما إنه لا حظ في الإسلام لأحد ترك الصلاة، فصلى وجرحه يثعب دماً).
أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) [3/رقم:5010]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:924]، وابن شبة في (أخبار المدينة) [2/رقم:1533]، واللالكائي في (اعتقاد أهل السنة) [4/رقم:1529]، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [44/ص:422، 423].
قلت: الجمع أولى من الترجيح؛ فالزهري واسع الرواية ولا مانع أن يكون له شيخان فيه، وعبيد الله هو: ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي أبو عبد الله المدني ثقة فقيه ثبت، أحد الفقهاء السبعة.
قلت: وللأثر عدة أوجه أخرى عن المسور، منها:
1 - ما رواه ابن أبي مليكةعن المسور بن مخرمة رضي الله عنه قال: (لما طعن عمر رضي الله عنه حملناه فأدخلناه فأغمى عليه فجعلنا نناديه ننبهه وجعل لا ينتبه، فقال: بعض القوم إن كان ليس ينتبه فاذكروا له الصلاة، فقالوا: يا أمير المؤمنين الصلاة الصلاة، ففتح عينه وقال: الصلاة الصلاة، هآالله إذاً ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة).
أخرجه الدارقطني في (العلل) [2/ص:211]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:926]، والعدني في (الإيمان) [1/رقم:32].
من طرقٍ عن أيوب عن ابن أبي مليكة به.
قلت: قال الدارقطني: (ورواه ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة وهو صحيح عنه) اهـ.
2 - ما روته أم بكر بنت المسور عن المسور بن مخرمة قال: (دخلت مع عبد الله بن عباس رضي الله عنهم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين طعن فأخذته غشية فقيل له: الصلاة، فرفع رأسه فقال: الصلاة ولا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاةفصلى والجرح يثعب دماً).
أخرجه ابن سعد في (الطبقات الكبرى) [3/ص351]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:929]، من طرقٍ عن عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة الزهري عن عمته أم بكر بنت المسور بن مخرمة به.
قلت: أم بكر بنت المسور بن مخرمة قال الحافظ: مقبولة، قلت: وقد توبعت.
3 - ورواه عبد الملك بن عمير واختلف عنه:
فرواه قرة بن خالد عنه عن جابر بن سمرة عن المسور بن مخرمة قال: (دخلت على عمر رضي الله عنه وهو مسجى فقالوا: الصلاة يا أمير المؤمنين، قال: الصلاة ها الله إذاً ولا حق في الإسلام لمن ترك الصلاة، فصلى وجرحه يثعب دماً).
أخرجه الطبراني في الأوسط) [8/رقم:8181]، وابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:928]، والآجري في (الشريعة) [2/رقم:272]، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) [44/ص:441].
وخالف قُرَّةَ شريكٌ وعبيدُ الله، فروياه عنه عن أبي المليح قال سمعت عمر رضي الله عنه يقول: (لا إسلام لمن لم يصل).
أخرجه ابن نصر في (تعظيم قدر الصلاة) [2/رقم:930، 931].
وذكره الدارقطني في (العلل) [2/ص:211]، وقال: (وقول قرة أشبه بالصواب) اهـ
قلت: نعم قرة بن خالد أضبط وأتقن من شريك وهو: ابن عبد الله النخعي الكوفي صدوق يخطئ كثيراً تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، ولكنَّ شريكاً تابعه عبيد الله وهو: عبيد الله بن عمروبن أبي الوليد الرقي أبو وهب الأسدي ثقة فقيه، ويكفي قول أبي حاتم فيه: صالح الحديث ثقة صدوق لا أعرف له حديثا منكراً، فالذي أراه أن الاضطراب واقع من عبد الملك بن عمير فهو مع أنه ثقة فصيح عالم، إلا أنه تغير حفظه وربما دلس.
(قال علي بن الحسن الهسنجاني عن أحمد: عبد الملك مضطرب الحديث جداً مع قلة روايته ما أرى له خمسمائة حديث وقد غلط في كثير منها .. وقال إسحاق بن منصور عن بن معين مخلط .. وقال بن أبي حاتم ثنا صالح بن أحمد ثنا علي بن المديني سمعت بن مهدي يقول كان الثوري يعجب من حفظ عبد الملك قال صالح فقلت لأبي هو عبد الملك بن عمير؟ قال: نعم، قال ابن أبي حاتم: فذكرت ذلك لأبي فقال: هذا وهم إنما هو عبد الملك بن أبي سليمان وعبد الملك بن عمير لم يوصف بالحفظ) انتهى من التهذيب؛ هذا والله أعلم وقد صح الأثر ولله الحمد والمنة.
حكم تارك الصلاة
¥