قلت: يوسف بن موسى هو التستري أبو غسان السكري (صدوق)، فتترجح رواية محمد بن سليمان بن حبيب المشهور بلوين وهو ثقة.
وخولف أزهر بن سعد خالفه النضر بن شميل ومعاذ بن معاذ العنبري فروياه عن ابن عون عن ابن سيرين به.
أخرجه الدارمي في (السنن) [1/رقم:140]، والبيهقي في (المدخل) [1/رقم:230]، والآجري في (الشريعة [1/رقم:20].
قلت: الجمع أولى من الترجيح لاسيما وأزهر بن سعد والنضر بن شميل ومعاذ بن معاذ كلهم ثقات أثبات، فأقول: يحمل قول ابن سيرين (كانوا يقولون) على أن القائل هو ابن عمر فكان ابن سيرين ينشط فيسند والأخرى فيرسل والله تعالى أعلم.
النجاة في اتباع الأثر:
218 - عن عامر الشعبي قال: (إنما هلكتم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس ولقد بغض إليَّ هؤلاء المسجد حتى إنه لأبغض إليَّ من كناسة داري) يعني أصحاب الرأي.
(صحيح)
أخرجه أبو نعيم في (الحلية) [4/ص:320]، وفي (تاريخ أصبهان) [2/ص:152]، والبيهقي في (المدخل) [1/ص:228]، والخطيب في (الفقيه والمتفقه) [1/ص:462]، وابن حزم في (الإحكام) [8/ص:512]، وابن عبد البر في (الجامع) [2/ص:137].
من طرق عن صالح بن مسلم عن الشعبي.
قلت: صالح بن مسلم هو البكري ثقة سمع من الشعبي.
النجاة في اتباع الأثر:
219 - عن عبد الله بن المبارك قال: (إذا ابتُليتَ بالقضاء فعليك بالأثر).
(صحيح):
أخرجه الترمذي في (الشمائل) [1/رقم:416]، والجوزجاني في (أحوال الرجال) [1/ص:210]، وأبو نعيم في (الحلية) [8/ص:166]، وابن عبد البر في (الجامع) [2/ص:137]، وأبو بكر أحمد بن مروان بن محمد الدينوري في (المجالسة وجواهر العلم) [1/رقم:326].
من طرق عن علي بن الحسن بن شقيق عن ابن المبارك به.
قلت: علي بن الحسن بن شقيق هو: أبو عبد الرحمن المروزي ثقة حافظ.
فائدة: قال الجوزجاني: وقد حدثني علي بن الحسن قال سمعت عبد الله يعني ابن المبارك يقول: (إذا ابتليت بالقضاء فعليك بالأثر) قال علي: فذكرته لأبي حمزة محمد بن ميمون السكري من أهل مرو لا بأس به فقال: هل تدري ما الأثر؟! أن أحدثك بالشيء فتعمل به فيقال لك يوم القيامة من أمرك بهذا فتقول أبو حمزة فيجاء بي فيقال إنَّ هذا يزعم أنك أمرته بكذا وكذا فإن قلت نعم خلي عنك ويقال لي من أين قلت هذا فأقول قال لي الأعمش فيسأل الأعمش فإذا قال نعم خلي عني ويقال للأعمش من أين قلت فيقول قال لي إبراهيم فيسأل إبراهيم فإن قال نعم خلي عن الأعمش وأخذ إبراهيم فيقال له من أين قلت فيقول قال لي علقمة فيسأل علقمة فإذا قال نعم خلي عن إبراهيم ويقال له من أين قلت فيقول قال لي عبد الله بن مسعود من أين قلت قال فيقول قال لي رسول الله e فيسأل رسول الله e فإن قال نعم خلي عن ابن مسعود فيقال للنبي e فيقول قال لي جبريل حتى ينتهي إلى الرب تبارك وتعالى فهذا الأثر).
وعند الدينوري في (المجالسة وجواهر العلم) قال: حدثنا أحمد بن محمد النيسابوري نا الحسن بن عيسى قال: قال ابن المبارك لعلي بن الحسن بن شقيق (إذا ابتُليتَ بالقضاء فعليك بالأثر) قال علي فأتيتُ أبا حمزة السُّكريَّ فسألته عن ذلك وقلت له ما الأثر قال أن تأتيني أحدثك عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي e بكذا وكذا فتقضيَ به أو تعملَ به فإذا سُئلتَ عنه يوم القيامة أحَلت عليّ وأحلتُ أنا على الأعمش ويحيلُ الأعمش على إبراهيم ويحيلُ إبراهيم على علقمة ويحيل علقمة على عبد الله ويحيل عبد الله على النبي e فينتهي الأمر منتهاه فتسلم).
اتَّهِمُوا الرَّأْيَ:
220 - عن أبي وَائِلٍ قال: لَمَّا قَدِمَ سَهْلُ بن حُنَيْفٍ من صِفِّينَ أَتَيْنَاهُ نَسْتَخْبِرُهُ فقال: (اتَّهِمُوا الرَّأْيَ فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي يوم أبي جَنْدَلٍ وَلَوْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَرُدَّ على رسول اللَّهِ e أَمْرَهُ لَرَدَدْتُ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ وما وَضَعْنَا أَسْيَافَنَا على عَوَاتِقِنَا لِأَمْرٍ يُفْظِعُنَا إلا أَسْهَلْنَ بِنَا إلى أَمْرٍ نَعْرِفُهُ قبل هذا الْأَمْرِ ما نَسُدُّ منها خُصْمًا إلا انْفَجَرَ عَلَيْنَا خُصْمٌ ما نَدْرِي كَيْفَ نَأْتِي له).
(صحيح):
أخرجه البخاري في (صحيحه) [3/رقم:3010، 4/رقم:3953، 6/رقم:6878]، ومسلم في (صحيحه) [3/رقم:1785] وغيرهما.
ـ[أبو العباس السالمي الأثري]ــــــــ[18 - 09 - 08, 08:02 م]ـ
¥