تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو القاسم الطبرانى: ((لم يرو هذا الحديث عن الزبيدى إلا مسلمة بن على)).

فهذا معارض لكلام أبى عيسى وأبى جعفر، ومنافٍ لمرادهما من تفرد قرَّة عن الزهرى به!.

قلت جواباً على هذا الاعتراض: لستُ أعلم أحداً أثنى على الخشنى أو رضيه، وذلك أنه يروى الأباطيل والمناكير ويركِّبها على أسانيد الثقات المشاهير من أهل الشام كالأوزاعى والزبيدى. قال أبو حاتم بن حبان: ((كان ممن يروى عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهماً، فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به)).

وقال الحافظ الذهبى فى ((الميزان)) (6/ 423/8533): ((مسلمة بن على الخشنى؛ شامى واهٍ تركوه. قال دحيم: ليس بشئٍ. وقال أبو حاتم: لا يشتغل به. وقال البخارى: منكر الحديث. وقال النسائى: متروك. وقال ابن عدى: عامة أحاديثه غير محفوظة)).

فلا يبعد أن يكون الخشنى سرق حديث قرَّة بن عبد الرحمن، وركَّبه على هذا الإسناد عن الزبيدى عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة. وعليه فالحديث باقٍ على غرابته لتفرد قرَّة عن الزهرى به.

وأما قرَّة بن عبد الرحمن بن حيوئيل المصرى. فقد ضعَّفه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة الرازيان وأبو داود والنسائى. وقوَّى أمرَه عند مصححى حديثه هذا وغيرِه:

(1) ثناء الأوزاعى عليه، وهو من أعرف الناس به وأرواهم لحديثه.

(2) تخريج مسلم حديثاً له فى المتابعات مقروناً بعمرو بن الحارث المصرى. فقد قال الإمام مسلم فى ((كتاب المساقاة)) (1591): حدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن قرة بن عبد الرحمن المعافري وعمرو بن الحارث وغيرهما أن عامر بن يحيى المعافري أخبرهم عن حنش أنه قال: كنا مع فضالة بن عبيد في غزوة فطارت لي ولأصحابي قلادة فيها ذهب وورق وجوهر فأردت أن أشتريها، فسألت فضالة بن عبيد فقال: انزع ذهبها فاجعله في كفة، واجعل ذهبك في كفة، ثم لا تأخذن إلا مثلاً بمثل، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، فَلا يَأْخُذَنَّ إِلا مِثْلاً بِمِثْلٍ)).

(3) تصحيح ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والضياء المقدسى جملةً من أحاديثه.

وأما كلام من ضعَّفه ولم يقبله بمرة، فقال أحمد بن حنبل: ((منكر الحديث جداً)). وقال يحيى بن معين: ((ضعيف الحديث)). وقال أبو حاتم الرازى والنسائى: ((ليس بقوى)). وقال أبو زرعة: ((أحاديثه مناكير)). وقال أبو داود: فى حديثه نكارة.

ففى ((الجرح والتعديل)) (7/ 131/751) لابن أبى حاتم: ((قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل بن ناشرة المعافري المزني المصري. روى عن الزهرى. روى عنه الأوزاعي، وحيوة بن شريح، وسويد بن عبد العزيز، وعبد الله بن وهب. وأخبرنا أبى نا إبراهيم بن الوليد بن سلمة الطبراني نا أبو مسهر نا يزيد بن السمط قال: كان الأوزاعي يقول ما أحد أعلم بالزهرى من قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. وأخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فيما كتب إلىَّ قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: قرة بن عبد الرحمن صاحب الزهرى منكر الحديث جداً. وأخبرنا أبو بكر بن أبى خيثمة فيما كتب إلىَّ قال: سئل يحيى بن معين عن قرة بن عبد الرحمن فقال: ضعيف الحديث. وسألت أبى عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل فقال: ليس بقوي. وسئل أبو زرعة عن قرة بن حيوئيل فقال: الأحاديث التي يرويها مناكير)).

وأما من وثَّقه، فقد قال أبو عمرو الأوزاعى: ما أحد أعلم بالزهرى من قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل. وقال أبو حاتم بن حبان: ((من ثقات أهل مصر)). وقال أبو أحمد بن عدى: ((ولقرَّة أحاديث صالحة، وأرجو أنه لا بأس به)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير