تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فأعل الشافعي والبخاري الحديث بعدم سماع محمد بن المنكدر لهذا الحديث من جابر بن عبد الله t، ورجح الشافعي سماعه من عبد الله بن محمد بن عقيل، فسواه محمد بن المنكدر وأخفى سماعه من عبد الله بن محمد بن عقيل لضعفه عند أهل المدنية فقد ذكره محمد بن سعد في الطبقة الرابعة من أهل المدينة، و قال: و كان منكر الحديث، لا يحتجون بحديثه، و كان كثير العلم. فبين الشافعي والبخاري أن ذكر السماع فيه إنما هو من وهم الرواة عن محمد بن المنكدر.

وقال أحمد بن حنبل: ـ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ سَمِعْتُ ابْنَ الْمُنْكَدِرِ غَيْرَ مَرَّةٍ يَقُولُ عَنْ جَابِرٍ وَكَأَنِّي سَمِعْتُهُ مَرَّةً يَقُولُ أَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرًا وَظَنَنْتُهُ سَمِعَهُ مِنْ ابْنِ الْمُنْكَدِرِ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرٍ: p أَنَّ النَّبِيَّ r أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ وَأَنَّ عُمَرَ أَكَلَ لَحْمًا ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأ ْ i.[28] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn28)

فالإمام أحمد بن حنبل كان يروى الحديث عن سفيان بن عيينة أنه سمع ابن المنكدر وعبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر. ثم تبين له أن سفيان إنما سمعه من ابن المنكدر عمن أخبره أنه سمع جابراً، فعرف الإمام أحمد أن سفيان بن عيينة أسقط راو بين محمد بن المنكدر وجابر بن عبد الله، وغالب الظن أنه عبد الله بن محمد بن عقيل.

ويبعد أن يكون سفيان فعل ذلك تدليساً لأنه قد رواه عن عبد الله بن محمد بن عقيل وعمرو بن دينار ومحمد بن المنكدر كما هو عند ابن ماجه، [29] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn29) فأغلب الظن أنه كان يفعل ذلك اختصاراً عندما يجمع بين الشيوخ فلا يبين اختلافهم في سياق الإسناد اتكالا على أن المخاطب يعلمه ومع ذلك فإن قد صرح بأن ابن المنكدر لم يسمعه من جابر.

وقال البيهقي: وهذا الذي قاله الشافعي محتمل: وذلك لأن صاحبي الصحيح لم يخرجا هذا الحديث من جهة محمد بن المنكدر، عن جابر في الصحيح، مع كون إسناده من شرطهما؛ ولأن عبد الله بن محمد بن عقيل قد رواه أيضا عن جابر ورواه عنه جماعة، إلا أنه قد روى عن حجاج بن محمد، وعبد الرزاق، ومحمد بن بكر، عن ابن جريج، عن ابن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله. فذكروا هذا الحديث. فإن لم يكن ذكر السماع فيه وهما من ابن جريج، فالحديث صحيح على شرط صاحبي الصحيح. [30] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn30).

وعلق مغلطاي على كلام البيهقي السابق فقال: وفيه عدم رجوع لما قاله الشافعي وركون إلى قول من صرح بالسماع، وذهول عن قول الجعفي - رحمهم الله تعالى- ويزيده وضوحا أيضا: رجوع ابن المنكدر عن هذا الرأي، إلى غيره؛ ذكر أبو زرعة الدمشقي في تاريخه عن شعيب بن أبي حمزة: أنّ الزهري ناظر ابن المنكدر فاحتج ابن المنكدر بحديث جابر، واحتج الزهري بحديث عمر بن أميّة في الوضوء مما مست النار قال: فرجع ابن المنكدر عن مذهبه إلى مذهب الزهري.

ولقائل أن يقول: لو أخذه ابن المنكدر عن جابر شفاها لما رجع عنه ولا ساغ له ذلك، ولكن لما أخذه عنه بواسطة ضعيفة رجع عنه مسرعا. [31] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn31)

المطلب الرابع

معالجة علة الحديث

إن هذا الحديث غريب من هذا الوجه فقد تفرد به محمد بن المنكدر عن جابر t، وتفرد به شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر وتفرد بها عياش عن شعيب. [32] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn32) ولا ينظر أحد إلى هذا الحديث إلا حكم بصحته فرواته ثقات سمع بعضهم من بعض. إلا أن نقاد الحديث وجهابذته قد فطنوا إلى علة هذا الحديث بعد أن جمعوا طرقه فوجدوه مما تفرد به شعيب بن أبي حمزة عن ابن المنكدر بهذا اللفظ، وشعيب كان صاحب كتاب صحيح، وتلميذه علي بن عياش كان من أكثر أصحابه ملازمة له، وكان عسر الرواية فكان يعد عليهم المجلس حتى أنهم كانوا يطالبونه بقضائه، وإذا حدثهم كان يمسك كتابه فلا يقدر أحد أن يأخذه منه لشدة حرصه وعنايته به.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير