تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[3 ٍ] قال أبو عيسى الترمذى (2639): حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ ـ يعنى ابن المبارك ـ عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ حَدَّثَنِي عَامِرُ بْنُ يَحْيَى عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعَافِرِيِّ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ اللهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلاً، كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ؟، فَيَقُولُ: لا يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: بَلَى! إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً، فَإِنَّهُ لا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَيَقُولُ: احْضُرْ وَزْنَكَ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلاتِ، فَقَالَ: إِنَّكَ لا تُظْلَمُ، قَالَ: فَتُوضَعُ السِّجِلاتُ فِي كَفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ، فَلا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ)).

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عَامِرِ بْنِ يَحْيَى بِهَذَا الإِسْنَادِ نَحْوَهُ.

قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ)).

وأخرجه كذلك ابن المبارك ((الزهد)) (371)، وأحمد (2/ 213)، وابن ماجه (4300)، وحمزة بن محمد الكنانى ((جزء البطاقة)) (2)، وابن حبان (225)، والحاكم (1/ 710،46)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (1/ 264/283)، والخطيب ((موضح الأوهام)) (2/ 204)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (14/ 84)، والذهبى ((معجم المحدثين)) (ص48) من طرق عن الليث بن سعد به نحوه.

وهو عند أكثرهم بلفظ ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ)).

ومن لطائف رواية هذا الحديث، ما أخرجه الحافظ الجلال السيوطى ((تدريب الراوى)) (2/ 408) قال: قرئ على أم الفضل بنت محمد المصرية وأنا أسمع: شيخ الإسلام أبو حفص البلقيني ومحمد ومريم ولدا أحمد بن إبراهيم سماعا قالوا كلهم: أنا أبو الفتح محمد بن محمد الميدومي أنا أبو عيسى بن علاق أنا أبو القاسم هبة الله بن علي البوصيري ثنا أبو صادق مرشد بن يحيى أنا أبو الحسن علي بن عمر الصواف ثنا أبو القاسم حمزة بن محمد الكنانى أنا عمران بن موسى بن حميد الطبيب ثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث بن سعد عن عَامِرِ بْنِ يَحْيَى المعافري عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِوٍ يَقُولُ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فينشر له تسعة وتسعون سجلا ً ..... )) الحديث.

ثم قال الجلال السيوطى: ((ورجال هذا الإسناد الذي سقناه مني إلى عبد الله بن عمرو كلهم مصريون)).

قلت: فهذا كذلك من غرائب أحاديث أهل مصر، لا نعلمه من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعاً موصولاً إلا بهذا الإسناد، لم يروه عنه إلا أبو عبد الرحمن الحبلى، تفرد به عامر بن يحيى بن جشيب أبو خنيس المعافرى المصرى. والحديث من غرائبه وأفراده، وهو ثقة مأمون قليل الحديث، روى عنه رفعاء المصريين: خالد بن أبي عمران، وسعيد بن يزيد الإسكندراني، والضحاك بن شرحبيل، وعمرو بن الحارث، وقرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل، والليث بن سعد، ويزيد بن أبي حبيب وغيرهم.

وهذه أمثلة لمئاتٍ غيرها من أفراد وغرائب رواة أهل مصر، وكلها صحاح محتج بها، ومتلقاة بالقبول لا يُرد منها شئ البتة.

والخلاصة، فإن حيي بن عبد الله المعافري، وإن تفرد عن تابعى المصريين بأحاديث غرائب، فسبيله كسبيل هؤلاء ممن تلقى الأئمة أحاديثهم بالقبول، وهو من خيار أهل مصر ومتقنيهم، كما قاله أبو حاتم بن حبان البستى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير