امْنُنْ عَلَيْنَا رَسُولَ اللهِ فِي كَرَمٍ ... فَإِنَّكَ الْمَرْءُ نَرْجُوهُ ونَنَتْظِرُ
امْنُنْ عَلَى بَيْضَةٍ قَدْ عَاقَهَا قَدَرٌ ... مُشَتَّتٌ شَمْلُهَا فِي دَهْرِهَا غِيَرُ
أَبْقَتْ لَنَا الدَّهْرَ هَتَّافَاً عَلَى حُزُنٍ ... عَلَى قُلُوبِهِمُ الْغَمَّاءُ وَالْغَمَرُ
إِنْ لَمْ تَدَارَكْهُمُ نَعْمَاءُ تَنْشُرُهَا ... يَا أَرْجَحَ النَّاسِ حِلْمَاً حِينَ يُخْتَبَرُ
امْنُنْ عَلَى نِسْوَةٍ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... إِذْ فُوكَ يَمْلَؤُهُ مِنْ مَحْضِهَا الدُّرُرُ
إِذْ أَنْتَ طِفْلٌ صَغِيرٌ كُنْتَ تَرْضَعُهَا ... وَإِذْ يَزِينُكَ مَا تَأْتِي وَمَا تَذَرُ
لا تَجْعَلَنَّا كَمَنْ شَالَتْ نَعَامَتُهُ ... وَاسْتَبِقِ مِنَّا فَإِنَّا مَعْشَرٌ زُهُرُ
إِنَّا لَنَشْكُرُ لِلنَّعْمَاءِ إِذْ كُفِرَتْ ... وَعِنْدَنَا بَعْدَ هَذَا الْيَوْمِ مُدَّخَرُ
فَأَلْبِسِ الْعَفْوَ مَنْ قَدْ كُنْتَ تَرْضَعُهُ ... مِنْ أُمَّهَاتِكَ إِنَّ الْعَفْوَ مُشْتَهَرُ
يَا خَيْرَ مَنْ مَرَحَتْ كُمْتُ الْجِيَادِ بِهِ عِنْدَ الْهَيَاجِ إِذَا مَا اسْتَوْقَدَ الشَّرَرُ
إِنَّا نُؤمِّلُ عَفْوَاً مِنْكَ تَلْبَسُهُ ... هَادِي الْبَرِيَّةِ إِذْ تَعْفُوا وَتَنْتَصِرُ
فَاعْفُ عَفَا اللهُ عَمَّا أَنْتَ رَاهِبُهُ ... يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذْ يُهْدَي لَكَ الظَّفَرُ
فَلَمَّا سَمِعَ النَّبيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الشِّعْرَ قَالَ: «مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ»، وَقَالَتْ قُرَيْشٌ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ للهِ وَرَسُولِهِ، وَقَالَتِ الأَنْصَارُ: مَا كَانَ لَنَا فَهُوَ للهِ وَرَسُولِهِ.
وَقَالَ أبُو حَيَّانَ التَّوْحِيدِيُّ كَمَا فِي «نَفْحِ الطِّيبِ» (2/ 562): أَخْبَرنِي الْمُحَدِّثُ النَّجِيبُ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ الْهَمْدَانِيُّ بِقِرَاءتِهِ عَلَيْهِ، وَالْجَلِيلَةُ السُّلْطَانِيَّةُ مُؤْنِسَةُ بِنْتُ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرٍ ابْنِ أَيُّوبَ بْنِ شَادِي قِرَاءةً عَلَيْهَا وَأنَا أَسْمَعُ قَالا: أَنْبَأَنَا أبُو الْفَخْرِ أَسْعَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَوْحٍ فِي كِتَابِهِ قَالَ: أَخْبَرَتْنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُوزْدَانِيَّةُ أَنْبَأَنَا أبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ رِيْذَةَ الضَّبِّيُّ الأَصْبَهَانِيُّ أَنْبَأَنَا الْحَافِظُ أبُو الْقَاسِمِ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ مَطَرٍ اللَّخْمِيُّ الطَّبَرَانِيُّ أَنْبَأَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رُمَاحِسَ الْقَيْسِيُّ بِرَمَادَةِ الرَّمْلَةِ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو عَمْرٍو زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ وَكَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَيْهِ عِشْرُونَ وَمِائَةُ سَنَةٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَرْوَلٍ زُهَيْرَ بْنَ صُرَدٍ الْجُشَمِيَّ يَقُولُ: لَمَّا أَسَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ حُنَيْنٍ يَوْمَ هَوَازِنَ، فَذَكَرَهُ مِثْلَهُ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 12 - 07, 11:28 ص]ـ
وَأَخْرَجَهُ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ تُسَاعِيَّاً
وَهُوَ أَعْلَى مَا يَقَعُ لَهُ مِنَ الْمُسْنَدِ الْمَرْفُوعِ
قَالَ الْحَافِظُ الْعِرَاقِيُّ تَذْيِيلاً لِكِتَابِهِ «الأَرْبَعِينَ الْعُشَارِيَّةِ»: أَخْبَرَنِي أبُو الْحَرَمِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْحَرَمِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْقَلانِسِيُّ الْحَنْبَلِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُظَفَّرٍ الْفَارِقِيُّ بِقِرَاءتِي عَلَيْهِمَا قَالا: أَخْبَرَتْنَا مُؤْنِسَةُ ابْنَةُ الْمَلِكِ الْعَادِلِ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَيُّوبَ قِرَاءةً عَلَيْهَا وَنَحْنَ نَسْمَعُ قَالَتْ: أَخْبَرَنَا الْمَشَايِخُ الأَرْبَعَةُ أسْعَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ رَوْحٍ، وَأبُو سَعْدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ، وَعَفِيفَةُ بِنْتُ أَحْمَدَ الْفَارْفَانِيَّةُ، وَعَائِشَةُ بِنْتُ مَعْمَرِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ الْفَاخِرِ إِجَازَةً مِنْهُمْ قَالُوا: أَخْبَرَتْنَا
¥