تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قَالَ بَعْدَ أَنْ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ: زُهَيْرٌ لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ وَلا ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي كِتَابِيْهِمَا، وَلا زِيَادُ بْنُ طَارِقٍ، وَقَدْ رَوَى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ نَحْوَ هَذِهِ الْقِصَّةِ وَالشِّعْرَ. وَسَاقَهُ مِنْ طَرِيقِ الطَّبَرَانِيِّ بِتَمَامِهِ.

قُلْتُ: وَلا أَعْلَمُ لِلْحَافِظِ ضِيَاءِ الدِّينِ فِي تَصْحِيحِهِ سَلَفَاً، لَكِنْ رُوَاتُهُ لَمْ يُجَرَّحُوا، وَقَدْ صَرَّحَ كُلٌّ مِنْهُمْ بِالسَّمَاعِ مِنْ شَيْخِهِ، فَهُوَ فَرْدٌ غَرِيبٌ لا وَجْهَ لِتَضْعِيفِهِ، وَأَمَّا قَوْلُ الإِمَامِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ فِيمَا قَرَأْتُ عَلَى أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ سبط الرقِيِّ بِدِمَشْقَ قُلْتُ لَهُ: أَخْبَرَكُمُ الإِمَامُ أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الْقَيْسِيُّ حُضُورَاً وَإِجَازَةً قَالَ: أَنَا الإِمَامُ القاضِي أبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنِ مُحَمَّدِ بنِ الْحَسَنِ بْنِ الْغَمَّازِ قَالَ: أَنَا الْحافِظُ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ الْكِلاعِيُّ سَمَاعَاً قَالَ: أجَازَنِي أبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ سَعِيْدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ زَرْقُونَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ مُوْسَى بْنِ أَبِي تَلِيدٍ ثَنَا الْحَافِظُ أبُو عُمَرَ فِي كِتَابِ الاسْتِيعَابِ لَهُ قَالَ: زُهَيْرُ بْنُ صُرَدٍ أَبُو صُرَدٍ الْجُشَمِيُّ السَّعْدِيُّ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، وَقِيلَ: يُكْنَى أبَا جَرْوَلٍ، كَانَ رَئِيسَ قَوْمِهِ، وَقَدِمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَفْدِ هَوَازِنَ إِذْ فَرَغَ مِنْ حُنَيْنٍ. فَسَاقَ أبُو عُمَرَ الْقِصَّةَ، ثُمَّ أَسْنَدَهَا منْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: إِلاَّ أنَّهُ فِي الشِّعْرِ يَعْنِي الَّذِي سَاقَهُ بَيْتَيْنِ لَمْ يَذْكُرْهُمَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي حَدِيثِهِ، وَذَكَرَهُمَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رُمَاحِسَ عَنْ زِيَادِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ صُرَدِ بْنِ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍٍ أَبِي جَرْوَلٍ: أَنَّهُ حَدَّثَهُ هَذَا الْحَدِيثَ انْتَهَى.

فَمَا أَعْلَمُ لَهُ مُتَابِعَاً عَلَى ذَلِكَ، وَلا سَاقَ إِسْنَادَهُ إِلَى عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رُمَاحِسَ حَتَّى نَعْلَمَ حَالَ مَنْ زَادَ هَذَيْنِ فِي إِسْنَادَهِ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْ ابْنِ رُمَاحِسَ الْمَذْكُورِ: أبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ الَّذِي سُقْنَاهُ مِنْ طَرِيقِهِ، وَأَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَاصِمٍ، َوأَبُو سَعِيدٍ أحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ الأَعْرَابِيِّ الْحَافِظُ الزَّاهِدُ، وَأَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أحْمَدَ بْنِ مَحْمُوَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ، وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ زَكَرِيَّا، وَالأَمِيْرُ بَدْرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَمَّامِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ زَيْدٍ الْجَعْفَرِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عِيسَى الْمَقْدِسِيُّ، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَلِيٍّ الْخَوَّاصُ. فَهَؤُلاءِ عَدَدٌ مِنَ الثِّقَاتِ رَوَوْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رُمَاحِسَ قَالَ: ثَنَا زِيَادٌ قَالَ: سَمِعْتُ أبَا جَرْوَلٍ، فَالظَّاهِرُ أَنَّ قَوْلَهُمْ أَقْرَبُ إِلَى الصَّوَابِ، وَالْعَدَدُ الْكَثِيْرُ أَولَى بِالْحِفْظِ مِنَ الْوَاحِدِ، لا سِيَّمَا وَهُوَ لَمْ يُسَمْ.

وَأَمَّا الَّذِي أُنْبِئْتُ عَنِ الْحَافِظِ أبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيِّ رَحِمَهُ اللهُ قَالَ فِي «كِتَابِ الْمِيزَانِ» لَهُ فِي تَرْجَمَةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ رُمَاحِسَ: «وَكَانَ مُعَمِّرَاً، مَا رَأَيْتُ لِلْمُتَقَدِّمِينَ فِيهِ جَرْحَاً وَمَا هُوَ بِمُعْتَمَدٍ عَلَيْهِ، ثُمَّ رَأْيَتُ الْحَدِيثَ الَّذِي رَوَاهُ لَهُ عِلَّةٌ قَادِحَةٌ، قَالَ أبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي شِعْرِ زُهَيْرٍ: رَوَاهُ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ رُمَاحِسَ عَنْ زِيَادِ بْنِ طَارِقٍ عَنْ زِيَادِ بْنِ صُرَدِ بْنِ زُهَيْرِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ زُهَيْرِ بْنِ صُرَدٍ، فَعَمَدَ عُبَيْدُ اللهِ إِلَى الإِسْنَادِ، فَأَسْقَطَ رَجُلَيْنِ مِنْهُ، وَمَا قَنَعَ بِذَلِكَ حَتَّى صَرَّحَ بِأَنَّ زِيَادَ بْنَ طَارِقٍ قَالَ: حَدَّثَنِى زُهَيْرٌ، هَكَذَا هُوَ فِي مُعْجَمِ الطَّبَرَانِيِّ وَغَيْرِهِ بِإِسْقَاطِ اثْنَيْنِ مِنْ سَنَدِهِ» انْتَهَى.

فَهَذَا تَحَكُّمٌ بِلا دَلِيلٍ، وَسِيَاقُ الذَّهَبِيِّ يُوهِمُ أنَّ الْجَمِيعَ مِنْ كَلامِ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلْ انْتَهَى كَلامُ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ قَبْلَ قَوْلِهِ فَعَمَدَ، وَمِنْ قَوْلِهِ فَعَمَدَ إِلَى آخِرِهِ قَالَهُ الذَّهَبِيُّ مِنْ عِنْدِ نَفْسِهِ بَانِيَاً عَلَى مَا حَكَاهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ، وَمُضَعِّفَاً بِهِ الْحَدِيثَ، وَقَدْ قَدَّمْنَا أنَّ قَوْلَ ابْنِ عَبْدِ الْبَرِّ لَمْ يُسْنِدْهُ. وَأَمَّا مَا قَرَأْتُ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْفَضْلِِ ابْنِ الْحُسَيْنِ الشَّافِعِيِّ فِي آخِرِ أَرْبَعِينِهِ الْعُشَارِيَّةِ: وَإِنَّمَا ذَكَرْتُ هَذِهِ الأَحَادِيثَ التُّسَاعِيَّةَ لِبَيَانِ أَمْرِهَا، خُصُوصَاً هَذَا الأَخِيْرَ الَّذِي فِيهِ إِسْقَاطُ رَجُلَيْنِ، فَقَدْ أَوْرَدَهُ الْحَافِظُ الشَّرِيفُ عِزُّ الدِّينِ الْحُسَيْنِيُّ فِي ثُمَانِيَّاتِ النَّجِيبِ، وَالْحَافِظُ أَبُو الْفَتْحِ الْيَعْمَرِيُّ فِي ثُمَانِيَّاتِ مُؤْنِسَةَ خَاتُونَ وَسُبَاعِيَّاتِهَا انْتَهَى، فَإِنَّهُ قلَّدَ فِي ذلكَ الْحَافِظَ أَبَا عَبْدِ اللهِ الذَّهَبِيَّ الَّذِي قَدَّمْنَاهُ، وَاللهُ أَعْلمُ» اهـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير