[تخريج حديث عبد الله بن عامر (لو لم تفعلي كتبت عليك كذبة)]
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[26 - 12 - 07, 07:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة ولاسلام على رسول الله, أما بعد
فالمرجو من الفضلاء التفضل بما عندهم عن تخريج هذا الحديث ودرجته, وهو من الأحاديث التي يستدل بها على إيجاب الوفاء بالوعد, وهي مسألة أثيرت في عصرنا هذا وبنى عليها بعض المعاصرين الإلزام بالوعد في بعض البيوع كبيع المرابحة للآمر بالشراء
وهذه محاولتي, وانتظر من يصوبني ويفيدني جزاه الله خيرا:
أخرجه أحمد وأبو داود وابن أبي شيبة وأبي نعيم في معرفة الصحابة من طريق الليث بن سعد عن مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ مَوْلًى لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ الْعَدَوِيِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ به.
وجاء عند البيهقي وأبي نعيم في معرفة الصحابة من طريق يحيى بن ايوب عن محمد بن عجلان به, وفيه تسمية المولى بزياد. " قال أبو نعيم: رواه حاتم بن إسماعيل، ويحيى بن أيوب، وحيوة بن شريح، عن ابن عجلان، وقال يحيى بن أيوب: عن زياد مولى عبد الله "
قال ابن سعد في الطبقات: قال محمد بن عمر: فلا أحسب عبد الله بن عامر حفظ هذا الكلام عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لصغره " قال السخاوي في المقاصد الحسنة معلقا: " ... هذا مع نقله عنه أنه يكون عند الوفاة النبوية ابن خمس سنين، ونحوه قول ابن منده كان ابن خمس وقيل أربع، قال شيخنا] أي ابن حجر [يحتمل أن تكون أمه أخبرته بذلك فأرسله هو انتهى. وقد اعتمد غير واحد هذا الحديث فذكروا عبد الله في الصحابة، وقال الترمذي: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه حرفاً، وقال أبو حاتم الرازي: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أمه وهو صغير، وقال ابن حبان في الصحابة أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم في بيتهم وهو غلام ".
قال العجلوني: بسند حسن, وقال السخاوي كما تقدم: وسنده حسن.
قال الحافظ العراقي: " رواه أبو داود وفيه من لم يسم وقال الحاكم إن عبد الله بن عامر ولد في حياته صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه. قلت: وله شاهد من حديث أبي هريرة وابن مسعود ورجالهما ثقات إلا أن الزهري لم يسمع من أبي هريرة ". قال الألباني: " أما حديث ابن مسعود فلم أعرفه الآن، و أما حديث أبي هريرة فهو بلفظ:" من قال لصبي: تعال هاك، ثم لم يعطه شيئا، فهي كذبة ". رواه ابن وهب في " الجامع " (80) بسند صحيح عن ابن شهاب عن أبي هريرة مرفوعا، و أخرجه أحمد (2/ 452).و هذا سند رجاله ثقات، لكنه منقطع بين ابن شهاب و أبي هريرة، فإنه لم يسمع منه ... " السلسلة الصحيحة حديث رقم (748).
أقول: حديث ابن مسعود موقوف, وقد أخرجه الطبري في تهذيب الآثار والبخاري في الأدب المفرد من طريق جرير، عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة، عن عبد الله بن مسعود، قال: «لا يصلح الكذب في هزل ولا جد، ولا أن يعد أحدكم ولده شيئا، ثم لا ينجزه» وعبد الله بن سخبرة ذكره ابن حبان في الثقات وقال: " الازدي من أزد شنوءه كنيته أبو معمر يروى عن بن مسعود وخباب عداده في أهل الكوفة روى عنه إبراهيم النخعي " وقال ابن حجر في التقريب: ثقة. ونقل ابن سعد عن أصحابه في طبقاته توثيقه. ووثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل, كما أن الأعمش روى هذا الأثر عن غيره فقد رواه عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن ابن مسعود به كما في الزهد لوكيع. وهذه الأسانيد قد يعلها البعض بتدليس الأعمش, ولكن التعليل بتدليس الأعمش ليس بتلك القوة ما لم يكن في حديثه نكارة.
ثم إن للأثر الموقوف عن ابن مسعود طريقان آخران ليس في أحدهما الأعمش:
الطريق الأول عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به, وقد أخرجه وكيع في الزهد من طريق أبي إسحاق، عن أبي الأحوص عن ابن مسعود به, وأخرجه ابن المقرئ في معجمه بإسناده إلى أبي إسحاق به, وأخرجه عبد الرزاق عن معمر من طريق أبي إسحاق إلا أنه أطول وفيه زيادات ليست في باقي الروايات.
الطريق الثاني أخرجه الطبراني في المعجم الكبير بإسناد له عنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ والذي يظهر ثبوت الأثر عن ابن مسعود موقوفا.
وقد جاء أثر ابن مسعود مرفوعا في مسند القضاعي بسياق قريب من سياق المصنف إلا أنه أقصر, وذلك عن أبو القاسم حمزة بن عبد الله الطرابلسي أنا القاضي أبو بكر، يوسف بن القاسم الميانجي، نا أبو جعفر، محمد بن صالح بن ذريح، نا عثمان بن أبي شيبة، نا جرير بن عبد الحميد، عن إدريس بن يزيد الأودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود به. ورواه البيهقي في الآداب فقال: أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن إدريس الأردني، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، فذكره. أقول: ولعل الأردني صوابه الأودي كما في إسناد القضاعي. والله أعلم هل يصح هذا الأثر مرفوعا أم لا.
وصلى الله على نبينا محمد
¥