تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال الترمذى (1791): حدثنا أحمد بن منيع ثنا إسماعيل بن إبراهيم أخبرنا ابن جريج عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن أبي عمار قَالَ: قُلْتُ لِجَابِرٍ: الضَّبُعُ صَيْدٌ هِيَ؟، قَالَ: نَعَمْ قُلْتُ: آكُلُهَا؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ لَهُ: أَقَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: نَعَمْ.

قَالَ أَبو عِيسَى: ((هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَقَدْ ذَهَبَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَى هَذَا، وَلَمْ يَرَوْا بِأَكْلِ الضَّبُعِ بَأْسًا، وَهُوَ قَوْلُ أَحْمَدَ وَإِسْحَقَ. وَرُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي كَرَاهِيَةِ أَكْلِ الضَّبُعِ، وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِالْقَوِيِّ)).

[الحديث الثانى] أخرجه الخطيب ((التاريخ)) (7/ 144) من طريق محمد بن خلاد الباهلي حدثني يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ، فليقلْ سُبْحَانَكَ اللَّهْمَّ وبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ بِكَ وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، فإِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا، وَإِنْ أَرْسَلْتَهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحِينَ)).

قلت: وهذا الحديث من صحاح أحاديث سعيد المقبرى عن أبى هريرة، يرويه عنه كذلك: مالك، وعبيد الله بن عمر، وابن عجلان. وتفرد يحيى بن سليم عن إسماعيل بن أمية ليس بمؤثرٍ مع ثبوت صحته عن المقبرى عن أبى هريرة.

والخلاصة، فإن توثيق يحيى بن سليم فى رواياته عن أهل بلده خاصةً: عبد الله بن عثمان بن خثيم، وإسماعيل بن أمية مما لا يرتاب فيه أهل التحقيق. ولهذا اقتصر عليهما مسلم لما ترجم له فى ((الكنى والأسماء)) (1/ 336) فقال: ((أبو زكريا يحيى بن سليم الطائفي، ويقال أبو محمد. سمع: إسماعيل بن أمية، وابن خثيمٍ))، واحتجَّ وخرَّج فى ((صحيحه)) روايته عن ابن خثيم. وأما البخارى فقد احتج بروايته عن إسماعيل بن أمية.

(القول الثانى) توثيقه مع توهين روايته عن عبيد الله بن عمر. قال العقيلى ((الضعفاء)) (4/ 406): ((حدثنا عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول: وقفت على يحيى بن سليم وهو يحدث عن عبيد الله أحاديث مناكير، فتركته ولم أحمل عنه إلا حديثا، وسألت أبي عن يحيى ابن سليم فقال: كذا وكذا، ليس حديثه فيه شيء، وكأنه لم يحمده، وقال: قد أتقن حديث ابن خيثم كان عنده في كتاب)).

قال أبو جعفر: ((ومن حديثه ما حدثناه محمد بن زكريا ثنا محمد بن عباد ثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر: أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم قال لأبي بكر: ((متى توتر؟) قال: أوتر ثم أنام، قال: ((بالحزم أخذت))، ثم قال لعمر، فقال: أنام ثم أقوم من الليل فأوتر، قال: ((فعل القوم فعلت)). ولا يتابع عليه من حديث عبيد الله بن عمر، وقد روى بغير هذا الإسناد من وجه آخر)) اهـ.

وفى ((تهذيب الكمال)) (31/ 368/6841) للمزى، و ((الكاشف)) (2/ 367) للذهبى، و ((تهذيب التهذيب)) (11/ 198) لابن حجر ثلاثتهم: ((قال النسائى: ليس به بأس، وهو منكر الحديث عن عبيد الله بن عمر)).

وأما الذى فى ((الضعفاء)) للنسائى: ((ليس بالقوى)).

قلت: قد احتج به النسائى فى غير روايته عن عبيد الله بن عمر، ومما أخرج له:

قال النسائى ((المجتبى)) (1/ 66): أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ كَثِيرٍ ح وَأَنْبَأَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَنْبَأَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ لَقِيطِ بْنِ صَبْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي عَنِ الْوُضُوءِ؟، قَالَ: ((أَسْبِغِ الْوُضُوءَ وَبَالِغْ فِي الاسْتِنْشَاقِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا)).

وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (7/ 615/11731) وقال: ((يخطئ))

قلت: وهذا محمول على الخطأ فى روايته عن عبيد الله بن عمر خاصةً، فقد خرَّج له فى ((صحيحه)) عن: إسماعيل بن أمية، وعبد الله بن عثمان بن خثيم، وإسماعيل بن كثير.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير