تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وابن حبان رحمه الله قد ذكر أنه سبر مرويات بقية وتتبعها فظهر له أنه التدليس من تلاميذه لا منه فقال: (سمعت ابن خزيمة يقول سمعت أحمد بن الحسن الترمذي يقول سمعت أحمد بن حنبل رحمه الله يقول توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى قال أبو حاتم لم يسبه _ وفي بعضها لم يستمر ولعله لم يسبره _ أبو عبد الله رحمه الله وإنما نظر إلى أحاديث موضوعة رويت عنه عن أقوام ثقات فأنكرها ولعمري إنه موضع الإنكار وفي دون هذا ما يسقط عدالة الإنسان في الحديث ولقد دخلت حمص وأكثر همي شأن بقية فتتبعت حديثه وكتبت النسخ على الوجه وتتبعت ما لم أجد بعلو من رواية القدماء عنه فرأيته ثقة مأمونا ولكنه كان مدلسا سمع من عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك أحاديث يسيرة مستقيمة ثم سمع عن أقوام كذابين ضعفاء متروكين عن عبيد الله بن عمر وشعبة ومالك مثل المجاشع بن عمرو والسرى بن عبد الحميد وعمر بن موسى المثيمي وأشباههم وأقوام لا يعرفون إلا بالكنى فروى عن أوليك الثقات الذين رآهم بالتدليس ما سمع من هؤلاء الضعفاء وكان يقول قال عبيد الله بن عمر عن نافع وقال مالك عن نافع كذا فحملوا عن بقية عن عبيد الله وبقية عن مالك وأسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به) المجروحين (1/ 200 - 201)

وقال ايضاً: (ذكر أجناس من أحاديث الثقات التي لا يجوز الاحتجاج بها .. ) ثم ذكر هذه الأجناس إلى أن قال: (الجنس السادس: أقوام من المتأخرين قد ظهروا يسوقون الأخبار فإذا كان بين الثقتين ضعيف واحتمل أن يكون الثقتان رأى أحدهما الآخر أسقطوا الضعيف من بينهما حتى يتصل الخبر فإذا سمع المستمع خبر أسامٍ رواته ثقاتٌ اعتمد عليه وتوهم أنه صحيح كبقية بن الوليد قد رأى عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس وشعبة بن الحجاج وسمع منهم ثم سمع عن اقوام ضعفاء عنهم فيروي الرواة عنه اخباره ويسقطون الضعفاء من بينهم حتى يتصل الخبر في جماعة مثل هؤلاء يكثر عددهم) المجروحين (1/ 94) وهذا الذي ذكره ابن حبان أنه من عمل تلاميذه هو ما ذكره الشيخ المحدث اللباني رحمه الله.

ثانياً: حديث قصة أسماء رضي الله عنها رواه ابو داود والبيهقي في سننهما من رواية الوليد بن مسلم عن سعيد بن بشير عن قتادة عن خالد بن دريك عن عائشة رضي الله عنها: أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقال " يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم تصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا " وأشار إلى وجهه وكفيه.

فهو من رواية الوليد بن مسلم لا بقية بن الوليد.

والله أعلم

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[02 - 01 - 08, 04:08 م]ـ

تنبيه:

بناء على ما سبق فإذا صرح بقية بن الوليد بالتحديث عن شيخه قُبِل إلا أن يتبين تدليسه بجمع الطرق أو ينص أحد الأئمة على تدليسه تدليس تسوية في هذا الحديث بعينه كما سبق في قول أبي حاتم وأبي زرعة.

وقد أخرج مسلم في صحيحه حديث بقية في المتابعات مع أنه حدث فقط في روايته عن شيخه قال مسلم: حدثني إسحاق بن منصور حدثني عيسى بن المنذر حدثنا بقية حدثنا الزبيدي عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: من دعى إلى عرس أو نحوه فليجب "

علماً ان مسلم قد ذكر ما يدل على تدليسه في المقدمة.

تنبيه آخر:

خالد بن دريك الشامي ثقة كما قال ابن معين والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات لكنه لم يسمع من عائشة رضي الله عنها كما قال أبو داود واختاره المزي وابن حجر وعبد الحق.

والله أعلم

ـ[الطالب علي]ــــــــ[05 - 01 - 08, 02:32 ص]ـ

جزاكم الله خير

ـ[ابو ياسر المصرى]ــــــــ[13 - 01 - 08, 10:47 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم

أما بعد ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخانا الفاضل: أبا حازم الكاتب

جزاكم الله خيرا عما قدمتموه لنا .. وبينتموه لنا فى المسألة التى سألناها .. وإن شاء الله تعالى سوف نتحرى الصحة والدقة فى أى شىء نسأله عما قريب .. وعذرنا أننا مبتدئون .. فى هذا العلم الشريف ..

وإن شاء الله نسلك المسلك الطيب طالما وجدنا من إخواننا المخضرمبن التعليم والتوجيه وتصويب الخطأ بهذه الطريقة الجميلة التى لا تقنّط طلبة العلم الصغار ولا تنفرهم من العلم .. فجزاكم الله خير الجزاء على ذلك

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[13 - 01 - 08, 11:47 م]ـ

جزى الله أخانا أبا حازم خيرا على ماخط، وكتب، ووضح

وتتمة للفائدة أقول:

أما كلام الشيخ الألباني في بقية: فقد نقله الشيخ أبو إسحاق في غوث المكدود (3/ 166)، فقال:

قال لي شيخنا الألباني مرة: يجب أن يحرر تدليس بقية.، ورأى أنه كان يدلس التدليس المعتاد وليس التسوية، ولذلك يقول في تصحيحه لحديث بقية " صرح بالتحديث أما الذي أعتقده: هو أن بقية كان يدلس تليس التسوية .... ا.هـ

وعندي كلام آخر عن الإمام أحمد وابن القيم وابن حجر، كنت قد وقفت عليه في بحثي لحديث " خالد بن معدان " في الموالاة في الوضوء، حيث تكلموا على إسناد الحديث وتصحيحه مع وجود بقية فيه، وعدم تصريحه بالتحديث إلا لشيخه فقط.

وأنا أنصح أخي أبا ياسر أن يقوم ببحث هذا الحديث - إن كان يود التمرين والتدريب على التحقيق والتخريج -، فسوف تخرج منه - بإذن الله - بفائدة حول تدليس بقية، وتعامل الأئمة معه.

ولعلي أنشط في وقت لاحق لنقل كلام من ذكرتهم من العلماء بأعلى.

بصرنا الله وإياكم بالصواب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير