أخرجه النسائي ولم يعلله بشئ، وعدم تخريجهما له ليس بعلة كما ذكرناه مرارا، وابن أبى الجهم ثقة أخرج له مسلم، فلا يضره تفرده، كيف وقد جاء له شواهد ذكرها البيهقى.
قلت:
رحم الله ابن التركماني، فإن قوله عن ابن أبي الجهم (أخرج له مسلم) قوة لكلام البيهقي وليس فيه تضعيف له، إذا مما تقدم من صنيع البيهقي رحمه الله ينبني عندنا ههنا سؤال هام ألا وهو، طالما أخرج مسلم لابن أبي الجهم لماذا لم يخرج له هذا الحديث؟! هذا محل نظر كبير عند أهل هذا الشأن رحمة الله عليهم.
وفي هذه الأمثلة كفاية
يتبع إن شاء الله تعالى .........
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[14 - 04 - 04, 08:51 م]ـ
المثال الخامس:
قال أبو بكر البيهقي 5/ 190
.... هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه، وقد روينا عن أبي حازم بن دينار عن عبد الله بن أبي قتادة في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها.
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
قلت:
ساق البيهقي رحمه الله حديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة صيده حمار وحش والصحابة رضي الله عنهم محرمون.
وهو في الصحيحين.
ثم ساق حديثه من طريق معمر وزاد فيه (وإني إنما اصطدته لك) وقوله (ولم يأكل منه حين أخبرته أني اصطدته له).
ثم قال أبو بكر:
قال علي: قال لنا أبو بكر: قوله اصطدته لك وقوله ولم يأكل منه لا أعلم أحدا ذكره في هذا الحديث غير معمر وهو موافق لما روي عن عثمان. (تم تصويب عبارة البيهقي من سنن الدارقطني)
ثم قال راوي السنن:قال الشيخ (أي البيهقي): هذه لفظة غريبة لم نكتبها إلا من هذا الوجه.
ثم ذكر البيهقي قوله:
وتلك الرواية أودعها صاحبا الصحيح كتابيهما دون رواية معمر، وإن كان الإسنادان صحيحين والله أعلم.
فعلم من هذا أن البيهقي يرى أن إسناد رواية معمر صحيح، وهذا بيِّن ظاهر، لكنه يقول وإن كان إسنادها صحيح لكن رواية أصحاب الصحيح أولى بالتقديم وأجدر لما عرف عنهما من شدة الفحص والتدقيق وانتقاء الروايات.
المثال السادس:
قال أبو بكر البيهقي 6/ 11
... أخرجه أبو داود في السنن عن جماعة عن عيسى بن يونس، وهذا حديث صحيح على شرط مسلم بن الحجاج دون البخاري، فإن البخاري لا يحتج برواية أبي الزبير ولا برواية أبي سفيان، ولعل مسلما إنما لم يخرجه في الصحيح لأن وكيع بن الجراح رواه عن الأعمش، قال: قال جابر بن عبد الله فذكره. ثم قال: قال الأعمش: أرى أبا سفيان ذكره، فالأعمش كان يشك في وصل الحديث فصارت رواية أبي سفيان بذلك ضعيفة.
وهذا يضاف إلى موضوع شيخنا ابن وهب في الرابط في أول مشاركة، فإن ترك مسلم رواية ظاهرها أنها على شرطه مسألة مهمة ينبغي الاعتناء بها، إذ لا بد أنه أعرض عنها لعلة ما فيها، أيا كانت العلة كما تقدم ذكره في غير موضع.
أبو بكر
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[24 - 02 - 05, 08:34 م]ـ
للفائدة
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[25 - 02 - 05, 01:08 ص]ـ
بارك الله فيكم
فصّل في هذه المسألة بصورة جيدة الدكتور نجم عبد الرحمن خلف في كتابه الصناعة الحديثية في السنن الكبرى
ـ[أبو بكر بن عبدالوهاب]ــــــــ[23 - 03 - 05, 05:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
يتبع إن شاء الله