إسناده ضعيف بهذه السياقة، أبو بلج - واسمه يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم - وإن ويقه غير واحد، قد قال فيه البخاري: فيه نظر، وأعدل الأقوال فيه أنه يُقبل حديثه فيما لا بنفرد به كما قال ابن حبان في " المجروحين "، وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح، ولبعضه الآخر شواهد ... ا. هـ.
وقد تتبع ألفاظ الحديث وبين ما فيها من النكارة والمخالفة للأحاديث الثابتة، فمن ذلك:
1 - نقله لكلام شيح الإسلام في " المنهاج " (5/ 34 - 36) على الحديث فقال شيخ الإسلام بعد أن ساق الحديث: وفيه ألفاظ هي كذب على رسوله صلى الله عليه وسلم .... ا. هـ.
2 - قصة نوم علي رضي الله عنه في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم رويت في كتب السير وغيرها وليس فيها إسناد قائم.
3 - قصة تأخر خروج أبي بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فهي مخالفة لما وقع في الصحيح في أنهما خرجا معا من بيت أبي بكر، أخرجه البحاري في صحيحه (3905).
قال ابن كثير في " السيرة النبوية " (2/ 235): وقد حكى ابن جرير عن بعضهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق الصديق في الذهاب إلى غار ثور، وأمر عليا أن يدُلَّه على مسيره ليلحقه، فلحقه في أثناء الطريق. وهذا غريب جدا، وخلاف المشهور أنهما خرجا معا.
4 - وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في أسانيد هذه الأحاديث إسناد صالح، بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد، ولم يصنع الحافظ ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية هذا الحديث بمثل هذه الأسانيد، ولم يصب في تنقيد الحافظين ابن الجوزي والعراقي رحمهما الله في إيرادهما هذا الحديث في " الموضوعات ".
هذا ملخص لما أورده المحقق لمسند الإمام أحمد - طبعة الرسالة - من إيرادات على الحديث.
ومن كان له تعقيب، أو إضافة فنكون له من الشاكرين.
---
فالح العجمي
16 - 11 - 2002, 03:01 AM
أخ عبدالله جزاك الله كل خير على هذا الإيراد
---
محمد الأمين
16 - 11 - 2002, 03:01 AM
بارك الله بك وأحسن إليك فقد شفيت صدري بهذا التعليق
والحقيقة أن الحديث ليس فيه مجرد فضائل لعلي حتى نتساهل فيه، بل فيه طعناً بأبي بكر الصديق. فهو يحاول الطعن بفضيلة هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعله لحق به مجرد لحاق بدون إذن الرسول عليه الصلاة والسلام. ولا ريب أن هذا كذب.
ثم إن قصة مبيت علي في فراش النبي عليه الصلاة والسلام فيها نظر. إذ ما فائدة مبيته بدلاً منه سوى تعريض نفسه للخطر دون طائل؟! والظاهر أن الشيعة لما وجدوا فضيلة عظيمة لأبي بكر الصديق ليست لأحد من الصحابة غيره، حاولوا التقليل منها، واختراع فضيلة جديدة لعلي -رغم أنه بغنى عن أكاذيبهم-. والله أعلم.
على أية حال فحديث لا تجده في الصحيحين ولا في السنن ولا في المسند (هو من زوائد عبد الله) لا يكاد يكون صحيحاً.
---
ابن فهد المكي
16 - 11 - 2002, 07:57 PM
للفائدة:
قال أبو عبدالله مصطفى العدوى في كتابه ((المسند الصحيح من فضائل الصحابة)):
وهذا إسناد حسن إذا سلم من العلة إلا أن العلة تحوم حوله فقد ذكر الذهبي رحمه الله في ترجمة يحيى بن أبي سليم أبى بلج أن من مناكيره عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه و سلم ثم ذكر الحديث. ص134.
---
عبد الله زقيل
16 - 11 - 2002, 09:31 PM
الأخ ابن فهد المكي.
جزاك الله خيرا على هذه الفائدة.
وقد رجعت إلى ترجمة يحيى بن سليم، أو ابن أبي سليم في " ميزان الاعتدال " (4/ 384) فقال:
ومن مناكيره: عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب علي رضي الله عنه. رواه أبو عوانة عنه. ويروي شعبة عنه.
مسند احمد بن حنبل (بأحكام شعيب الأرنؤوط) - (ج 1 / ص 405)
تعليق شعيب الأرنؤوط: إسناده ضعيف بهذه السياقة. أبو بلج أعدل ما قيل فيه أنه يقبل حديثه فيما لاينفرد به. وفي متن حديثه هذا ألفاظ منكرة بل باطلة لمنافرتها ما في الصحيح ولبعضه الآخر شواهد. ثم طول الكلام على فقراته وكان مما قال:
1 - قال ابن تيمية في منهاج السنة: فيه ألفاظ هي كذب على رسول الله كقوله " لا ينبغي أن أذهب الا وأنت خليفتي " فقد ذهب النبي غير مرة وخليفته على المدينة غير علي ... . وكذلك قوله " وسد الأبواب كلها إلا باب علي " فهذا وضعته الشيعة على طريق مقابلة " إلا خوخة أبي بكر " ... وقوله " أنت ولي كل مؤمن بعدي " فهذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث
2 - وقصة نوم علي في فراش رسول الله رويت في كتب السير وغيرها وليس لها إسناد قائم
3 - قصة تأخر خروج أبي بكر إلى رسول الله في الهجرة مخالفة لما ثبت في البخاري من أنهما خرجا معا من بيت أبي بكر
4 - وفي قصة سد الأبواب غير باب علي أحاديث ... وليس في هذه الأحاديث إسناد صالح بل هي أسانيد ضعيفة لا تثبت على نقد ولم يصنع ابن حجر رحمه الله شيئا في تقوية الحديث بمثل هذه الأسانيد ولم يصب في نقد الحافظين ابن الجوزي والعراقي لإيرادهما هذين الحديثين في الموضوعات
5 - وأما دخول علي المسجد وهو جنب فله شواهد منها: ... فذكر ثلاثة شواهد وضعفها
6 - قوله " من كنت مولاه فعلي مولاه " لها شواهد كثيرة تبلغ حد التواتر
¥