قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله –بعد أن ساق مقالة الجهم بن صفوان {وهذا ما اتفق المسلمون عليه ونقلوه نصاً وقال المسلمون كلهم إلا جهماً أن الله يخلد أهل الجنة في الجنة ويخلد أهل الكفار في النار} مقالات الإسلاميين 149
روى عبدالله في السنة قال {حدثني أبي ثنا عبدالرزاق سمعت جعفر بن سليمان يحدث عن أبي عمران قال سمعته يقول:ما نظر الله إلى شيء إلا رحمه وكان يحلف يقول: والله لو نظر الله إلى أهل النار لرحمهم ولكنه قضى أنه لا ينظر إليهم} 2\ 465 أبو عمران ثقة روى له البخاري في التفسير
قال البغوي رحمه الله في قوله تعالى: {مادامت السماوات والأرض} قال رحمه الله: {قال الضحاك:مادامت سموات الجنة والنار وأرضهما وكل ما علاك وأظلك فهو سماء وكل ما استقرت عليه قدمك فهو أرض
قال أهل المعاني:هذه عبارة عن التأبيد على عادة العرب يقولون لا آتيك مادامت السماوات والأرض ولا يكون كذا ما اختلف الليل والنهار ويعنون أبداً قوله {إلا ماشاء ربك} اختلفوا في هذين الإستثنائين فقال بعضهم الاستثناء في أهل الشقاء يرجع إلى أقوام من المؤمنين يدخلهم الله النار بذنوب اقترفوها ثم يخرجهم منها فيكون ذلك استثناء من غير الجنس لأن الذين أخرجوا من النار سعداء استثناهم الله من جملة الأشقياء} 4\ 200 وما بعدها فله كلام جيد
ثم أسند رحمه الله تحت قوله تعالى {إلا ماشاء ربك} حديث الجهنميين الذي أخرجه البخاري رحمه الله ونصه:عن أنس رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسيلم {ليصيبن أقواماً سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته يقال لهم الجهنميون} أخرجه البخاري في التوحيد 9\ 134 من طريق حفص بن عمر حدثنا هشام حدثنا قتادة حدثنا أنس وأخرجه في الرقاق من طريق:هدبة بن خلد حدثنا همام عن قتادة حدثنا أنس رضي الله عنه بنحوه 8\ 115
ولم يذكر إلا ذلك فعلم أنه لا يريد غيره ونقل ابن الجوزي رحمه الله عن ابن قتيبة وابن الأنباري ما نقله البغوي عن أهل المعاني
وعند عبدالرزاق في التفسير {عن عبدالرزاق عن معمر عن قتادة قال في قوله تعالى {فأما الذين شقوا ففي النار} إلى قوله {إلا ماشاء ربك} الله أعلم بثياه وذكر لنا أن ناساً يصبهم سفع من النار بذنوب أصابوها ثم يدخلهم الله الجنة} 2\ 312 وكأنه يشير إلى الحديث السابق الذي أخرجه البخاري
وهناك أثر عن ابن عباس وعن السدي تركتهما لضعفهما
ولأبن الجوزي رحمه الله في الكلام عن الأحقاب جيد فليراجع 9\ 8 وما بعدها
قال ابن القيم رحمه الله في بدائع التفسير في قوله تعالى {ويوم يحشرهم جميعاً يمعشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أوليائهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم} الأنعام 128 قال رحمه الله {وكأن هذا والله أعلم إشارة منهم إلى نوع استعطاف وتوبة فكأنهم يقولون هذا أمر كان إلى وقت انقطع بانقطاع أجله فلم يستمر ولم يدم فبلغ الذي كان أجله وانتهى إلى غايته ولكل شيء أخر فقال تعالى {النار مثواكم خالدين فيها} 2\ 183 أقول لما ذكر الكفار من أصحاب النار أن لكل شيء أجل رد الله عليهم أنهم في النار خالدين فيها وهذا ما رجحه ابن القيم رحمه الله
وأقول في ختام المقال: الحمد لله وحده الذي بنعمته تتم الصالحات وهذا جهد المقل فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله ورسوله منه بريئان والحمد لله رب العالمين
أخوكم /سلطان الشثري
ـ[فراس الفارسي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 03:06 م]ـ
جزاك الله خير اخي سلطان الشثر على هذا البحث و التخريج
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:30 م]ـ
بحثك فيه تعنت في مواطن فالطعن في معاوية بن صالح لا يتجه فقد وثقه جماعة من أهل العلم
وأنت اقتصرت على المضعفين
وليس هذا بالمسلك الجيد
وصحيفة علي بن أبي طلحة أثنى عليها أحمد وانتصر لتصحيحها جمع من أهل العلم
وانظر ما كتبه الشيخ الطريفي في أسانيد التفسير عن هذه الصحيفة والكتاب موجود في صيد الفوائد
والأثر المذكور _ وهو الأثر الثالث _ لا يدل على فناء النار لا من قريب ولا من بعيد
فالجنة مذكورة مع النار فيلزم من فهم من الأثر القول بفناء النار أن يحكم بفناء الجنة
ـ[سلطان الشثري]ــــــــ[21 - 02 - 08, 06:56 ص]ـ
جزاك الله خير أخي فراس
وكذلك أخي عبدالله
أما صحيفة علي ابن أبي طلحة فلها منكرات لم يتابع عليها وهذا منها وقد ذكر ذلك الشيخ الطريفي بنفسه
معاوية ابن صالح لم يكن المعول عليه ولكن له أغلاط والإشكال كله في عبدالله بن صالح ولم يكن تعويلي على معاوية فقط
أما الأثر الثالث فأنا نقلت ما في الكتاب حفظك الله ورعاك
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[23 - 02 - 08, 05:07 م]ـ
بارك الله فيك
تحديد النكارة يحتاج إلى قرائن قوية لتقنع المخالف
ولا بد أن تكون أجوبتك شاملة للسند والمتن وألا تجيب المخالف بما يستطيع أن يدفعه أو يناقش فيه لئلا يوهم _ إذا رد عليك _ أن ليس لك إلا هذا الوجه إذا رد عليك
وكلامك على معاوية بن صالح عام ومثله عبدالله بن صالح قد أثنوا على روايته لصحيفة علي بن أبي طلحة
وبهذا يستطيع أن يجيبك مخالفك
وعلى العموم لا يوجد في الأثر دليل على ما زعم
¥