إلا أن أبا داود يقول ((علىُّ بْنُ صَالِحٍ))، وهو وهم، وإنما هو الْعَلاءُ بْنُ صَالِحٍ الأَسَدِيُّ كوفى ثقة مشهور. قال عباس الدوري وأبو بكر بن أبي خيثمة عن يحيى بن معين وأبو داود: ثقة. وقال غيرهما عن يحيى بن معين وأبو زرعة وأبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان فى ((كتاب الثقات)) (7/ 268)، والعجلى فى ((معرفة الثقات)) (2/ 149).
وأما محمد بن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، فقد ذكر حجراً باسمه وكنيته.
فقد أخرج الطبرانى ((الكبير)) (22/ 45/113): حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا الأزرق بن علي ثنا حسان بن إبراهيم ثنا محمد بن سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ عن أبيه عن أبي السَّكَنِ حجر بن عنبس سمعت وائل بن حجر الحضرمي يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلِّم، حتى رأيت بياض خده من ذا الجانب، ومن ذا الجانب.
[إيقاظ] لعل قائلاً يقول: إن شعبة لم يخطئ فى هذا الاسم ((حُجْرُ أَبو الْعَنْبَسِ))، فقد يكون لحجرٍكنيتان، فذكر شعبة إحداهما، وذكر غيره الثانية؟.
فنقول: قد بان للمستبصر أن الخطأ من شعبة فى هذا الحديث قد تجاوز الإسناد إلى متن الحديث وسياقه، وأن المبين لخطئه هو الثقة الحجة سفيان الثورى، وقد تقرر أن أكثر خطأ شعبة فى أسماء الرجال، وأن سفيان أحفظ منه للأسانيد والمتون، وإذا خالف سفيان فالقول قول سفيان، فكيف وقد توبع سفيان!. هذا مع نص هؤلاء الأئمة الرفعاء بنسبة شعبة إلى الخطأ فى سند الحديث ومتنه: البخارى، وأبو زرعة، والترمذى، والدارقطنى.
[إيقاظ ثان] قال أبو بكر البيهقى ((الكبرى)) (2/ 57): ((وأما خطأ شعبة في متنه فبيِّن، وأما قوله ((حُجْرُ أَبو الْعَنْبَسِ))، فكذلك ذكره محمد بن كثير عن الثوري، وأما قوله ((عن علقمه))، فقد بيَّن في روايته أن حجرا سمعه من علقمة، وقد سمعه أيضا من وائل نفسه، وقد رواه أبو الوليد الطيالسي عن شعبة نحو رواية الثوري)).
ثم أسنده أبو بكرٍعن إبراهيم بن مرزوق البصري ثنا أبو الوليد ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل سمعت حجرا أبا عنبس يحدث عن وائل الحضرمي: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قال ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ: آمِينَ، رافعاً بها صوته.
فنقول: أما حديث محمد بن كثير العبدى، فقد سبق بيان أنه رواه عن الثورى على الوجهين:
[الأول] ((عَنْ حُجْرِ بْنِ الْعَنْبَسِ)) كرواية الجم الغفير عن الثورى، ورواه عنه الدارمى (1247).
[الثانى] ((عَنْ حُجْرٍ أَبِي الْعَنْبَسِ)) كرواية شعبة سواء، ورواه عنه أبو داود (932).
وإنما أوتى ابن كثير العبدى من حيث أنه كان راويةً للاثنين: الثورى وشعبة، وما وافق فيه أثبات أصحاب الثورى فهو أولى بالقبول، مما شذَّ فيه عنهم.
وأما حديث أبى الوليد عن شعبة، وقوله فيه ((رافعاً بها صوته))، فقد خولف عليه إبراهيم بن مرزوق البصري. خالفه معاذ بن المثنى كما سبق بيانه، فرواه عن أبى الوليد عن شعبة بلفظ ((فَأخْفَى بِهَا صَوْتَهُ)) بنحو رواية الجماعة عن شعبة.
أخرجه بهذا اللفظ الطبرانى ((الكبير)) (22/ 43/109) قال: حدثنا معاذ بن المثنى ثنا أبو الوليد ثَنَا شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ سمعت أَبَا الْعَنْبَسِ يحدث عن وَائِلٍ الحضرمي: أنه صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قال ((وَلا الضَّالِّينَ))، قَالَ:آمِينَ، فَأخْفَى بِهَا صَوْتَهُ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى، وسلَّم عن يمينه، وعن يساره.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[04 - 08 - 04, 10:07 م]ـ
الحمد لله تعالى. والصلاة الزاكية على محمَّدٍ تتوالى. وبعد ..
الوهم الرابع: خَالِدُ بْنُ عَلْقَمَةَ أخطأ فيه شعبة فقال مَالِكُ بْنُ عُرْفُطَةَ
ـــــــــ ... ـــــ ... ــــــــــ
¥