تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال البلاذري في "أنساب الأشراف" (1/ 335):

أمر الحكمين وما كان منهما

حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن وهب، عن ابن جعدبة، عن صالح بن كيسان قال:

"لما تقاضوا وانصرفوا إلى بلادهم مكثوا بقية السنة التي اقتتلوا فيها بصفين؛ حتى إذا كان شهر رمضان من سنة ست - أو سبع - وثلاثين، خرج عبد الله بن عباس وعمرو بن العاص ومعهما من جندهما من أحبا، وكان ابن عباس قاضي علي - أو قال: خليفة علي - حتى نزلا بتدمر شهراً يتراجعان ويكتبان إلى صاحبيهما، ويكتب صاحباهما إليهما حتى دخلا في السنة المقبلة، ثم تحولا من تدمر إلى دومة الجندل فأقاموا بها شهراً، ثم تحولا من دومة الجندل إلى أذرح؛ وكتبا إلى صاحبيهما ومن أرادا من الناس، وأنفذا إلى علي كتاباً مع معن بن يزيد بن الأخنس السلمي، وجاء معاوية للميعاد؛ في رجال أهل الشام فيهم عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث، وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد، وحبيب بن مسلمة.

وكتبوا إلى ناس من أهل المدينة منهم: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، فأبى أن يخرج إليهم، فكتبوا إلى سعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير، وعبد الرحمن بن الأرقم الزهري، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام. ويقال إن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أتاهم من غير أن يكتب إليه.

وأتاهم أبو جهم بن حذيفة وهم بأذرح، ورجع الرسول الموجه إلى علي ولم يقدم علي معه. وقال سعد بن أبي وقاص: أنا أحق الناس بهذا الأمر لم أشرك في دم عثمان، ولم أحضر شيئاً ما من هذه الأمور الفتنة.

وقال ابن الزبير لابن عمر: اشدد لي ضبعك فإن الناس لم يختلفوا فيك. ولم يشك الناس في ابن عمر، وكان أبو موسى الأشعري مع ابن عباس.

فتحاور الحكمان في أمرهما فدعا أبو موسى إلى عبد الرحمن بن الأسود ابن عبد يغوث الزهري فاختلفا، فقال عمرو: هل لك في أمر لا نختلف معه؟ قال: وما هو؟ قال: يجعل أينا ولاه صاحبه الأمر إلى من رأى، وعليه عهد الله وميثاقه ليجهدن للمسلمين. قال أبو موسى: نعم. قال عمرو: ذاك إليك بعهد الله وميثاقه؟ قال أبو موسى: لا. قال عمرو: فهو إلي بذلك. قال أبو موسى: قد أعطيتك إياه، قال عمرو: نعم قد قبلت. ثم ندم أبو موسى فقال: ألا تدري ما مثلك يا عمرو؟ مثلك مثل الحمار يحمل أسفاراً. يقول: إنك لا تنظر لدين ولا ترعى الذي حملت من الأمانة والعهد. فقال عمرو: مثلك مثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، إن جعلت الأمر إلي أبيت، وإن جعلته إليك أبيت.

ثم خلا عمرو بعبد الله بن عمر فقال له: اجتمع أمر الناس عليك وأنت أحقهم بهذا الأمر، فإن علياً قد تخلف عنا، وترك ما افترقنا عليه، ولا بد للناس من إمام يلي أمورهم ويحوطهم ويقاتل من ورائهم.

فقال ابن عمر: ما أنا بالذي أقاتل الناس فتؤمروني عليهم، ولا حاجة لي في الإمرة، فزعموا أن عمراً قال له: أتجعلني على مصر؟ فقال: والله لو وليت من الأمر شيئاً ما استعملتك على شيء.

قال: وأقبل معاوية حين خلا عمرو بابن عمر ليبايعه فقال له رجل بالباب: لا تعجل فإنهما قد اختلفا؛ وابن عمر يأباها. فرجع معاوية فلما أبى ابن عمر أن يقبلها تفرق الناس ورجعوا إلى أرضيهم ورجع أبو موسى إلى مكة ولم يلحق بعلي، وانصرف معاوية ولم يبايع له، وكان تفرق الناس والحكمين عن أذرح في شعبان، فقال كعب بن جعيل التغلبي:

كأنّ أبا موسى عشية أذرح ... يطيف بلقمان الحكيم يواربه

ولما التقينا في تراث محمد ... علت بابن هند في قريش مضاربه" اهـ

وجزاكم الله خيراً

ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[17 - 01 - 08, 07:08 م]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ابن جعدبة هو يزيد بن عياض: كذاااااااب.

ثم إن صالح بن كيسان لم يدرك الواقعة، لكن إلزاق هذه الأكذوبة بابن جعدبة أولى.

والله أعلم.

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[17 - 01 - 08, 07:47 م]ـ

أرى أن ابن جعدبة هذا ينبغي أن يكون يزيد بن عياض فهو سكن البصرة ومات بها ووهب بصري -هو ابن جرير بن حازم- ويروي عن المدنيين من طبقة صالح بن كيسان ويزيد هذا متروك وكذبه غير واحد.

والله تعالى أعلم.

تعديل: عذرا، لم أكن رأيت المشاركة السابقة

ـ[أبو يوسف القويسني]ــــــــ[17 - 01 - 08, 08:16 م]ـ

لا إخواني الأعزاء,

للأسف ابن جعدبة ليس يزيد بن عياض فليست له رواية عن صالح بن كيسان وليس لوهب بن جرير عنه رواية, وإنما هو أنس بن عياض بن جعدبة الثقة فشيخة صالح بن كيسان وتلميذه وهب بن جرير

كما أن بعض الروايات التي ساقها البلاذري في كتابه من طريق يزيد بن عياض عن ابن جعدبة مما يدل على أنه يعني به أنس هذا

كما أنه قد ترجم لكليهما في خاتمة الكتاب

ولكن الوجه القوي عندي هو إعلاله بالإرسال ...

ومن رآه يزيد بن عياض فليقدم على ذلك أدلته فما قولكم؟؟

ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[17 - 01 - 08, 08:37 م]ـ

يزيد بن عياض هو الذي يروي التاريخ، وأنس بن عياض لا يروي مثل هذا بل يروي الحديث المسند.

كم مرة رأيت أصحاب أنس بن عياض يسمونه "ابن جعدبة"؟

كم حديثا رواه وهب بن جرير عن أقران أنس بن عياض من المدنيين؟ وكم حديثا رواه وهب عن أقران يزيد بن عياض من البصريين؟

كم هو علم وهب بحديث المدنيين وكم هو علمه بحديث البصريين؟ فلم ينص أهل العلم على روايته عن أنس ولا يزيد، فالراجح أنه يروي عن بلديه لأنه قلما يروي عن غيرهم.

هذا ما يحضرني الآن والله أعلم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير