تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قدماء الشيعة كانوا يذمّون السبئية وعبدالله بن سبأ، وما شكَّ أحد منهم في غُلُوِّه فضلاً عن وجوده. فلما صار القوم كلهم سبئية في القرون المتأخرة، وأداروا دينهم على تأليه الأئمة، صاروا يلتمسون وسيلة لحلّ هذا الإشكال العظيم، لأن الرجل الذي كان أسلافهم يصفونه بأشنع الأوصاف صار لا يختلف في غُلُوِّه عن الحرّ العاملي والمجلسي والطبرسي والخميني! فكيف يعترفون لخصومهم بأن أمير المؤمنين قد وقف في وجه هذه الردّة وأمر بإحراق داعيتها بالنار؟!

وجد مرتضى العسكرى ضالته في كلام بعض المستشرقين الذين قرروا بناء على المصادر القليلة المتوفرة لهم في القرن التاسع عشر أن سيف ابن عمر انفرد برواية أخبار عبدالله بن سبأ، ولوّح طه حسين إلى هذه التهمة على عادته في استيراد قذارات القوم، ومنه التقط العسكري هذه الفكرة لأنه غير مطَّلع على أبحاث المستشرقين، وجرى تلاميذ مدرسة طه التغريبية على هذا المنوال، من غير أن يتجرَّأ أحد منهم على مناقشة دعوى (الانفراد).

والحقيقة ـ كما ذكرنا ـ أن ابن سبأ مذكور في كتب الشيعة قبل كتب أهل السنة، عندما كان يوجد في الشيعة قليل من علم ومن حياء!

فزعم العسكري أن ابن سبأ أسطورة اخترعها سيف ابن عمر، وإذن فتأليه الأئمة ـ الذي هو جوهر التشيّع المعاصر ـ لم يكن من اختراع ابن سبأ، لأن ابن سبأ لا وجود له، بل هو دين رب العالمين!

وقد أفنى العسكري عمره الطويل، ولا يزال، في سبيل تأصيل هذه التهمة الخطيرة، خدمة لمذهبه الباطني، فعمد إلى استخراج الأسماء والوقائع والأشعار والمواضع الواردة في روايات سيف، ولبس رداء المحدّثين من أهل السنة نفاقاً ورياء، وأورد أقوالهم في سيف كأنه واحد منهم، على عادة الباطنية. وقرر بناء على ذلك أن كل حرف يرويه سيف هو مختلق إلا أن يثبت العكس، وبناء على هذه القاعدة المنكرة قرر أن سيفاً قد اخترع مائة وخمسين صحابياً أولهم القعقاع! غير الأشعار والمعارك والمواضع الوهمية ... إلخ

ثم جاء الرافضي حسن المالكي ليسرق أفكار العسكري ويعمِّي على اسمه، زاعماً أنه توصل إلى هذه النتائج بجهده وعرقه، إلى أن فضحه أهل العلم، فاعترف بأنه وقف على كلامه، وزعم بعد أن فات الأوان أنه لم ير حاجة لإسناد الآراء إليه لأنه هو بحث الموضوع من أساسه!!

وبالطبع آخر ما يخطر على بال هؤلاء الروافض هو البحث العلمي النزيه لدعوى الانفراد والاختراع، وإيراد النصوص والقرائن التي تشهد لصحة روايات سيف من حيث الجملة!!

المهدي صاحب السرداب هو حقيقة عند هؤلاء الباطنية، وابن سبأ والقعقاع أسطورة!! مع أن من يقرأ قصة مولد المهدي في (أعيان الشيعة) للعاملي سيترجح عنده ما ذكره المؤرخون من أن هذا المولود لم يولد أصلاً!!

الغريب في الأمر أن روايات سيف تصور القعقاع بصورة المؤيد المخلص لأمير المؤمنين رضي الله عنه، ولكنَّ هذا لا يعني شيئاً عند الروافض! فسيفٌ عنهم كذاب والسلام!

المصيبة أن نظريات الروافض في التاريخ الإسلامي بدأت تتسلل إلى عقول الطيبين من أهل السنة، تحت شعار (كتابة التاريخ بمنهج الحديث!). فلأن سيف بن عمر ليس ثقة في رواية الحديث فهو ليس ثقة في رواية التاريخ، وهذا ما يريده الروافض!! أن نشهد لهم بزيف تاريخنا، فيستفيدون من ذلك لإضلال المثقفين والشباب من أهل السنة، ذوي الثقافة الشرعية والتاريخية الضحلة، وتشكيكهم في ثوابت دينهم وتاريخهم، تمهيداً لإقناعهم بأن المذهب الرافضي الأسطوري هو المذهب الصحيح!

فعُوا خطورة المسألة ودوافعها، بارك الله فيكم!

ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 12:37 ص]ـ

نجن تحدثنا من جهة السند أخي الكريم, وهذا هو رباط المسألة, فنحن نعي أن نفي صحابي او تابعي هو خطر كبير وكذلك نسبة الأحاديث المكذوبة للرسول عليه افضل الصلاة والتسليم خطير ايضا.

وكل ذلك مناط الحكم فيه السند.

والله ولي التوفيق.

ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[12 - 02 - 08, 01:08 ص]ـ

لا افهم اخي "خزانة الأدب" بالله عليه المسلم ليس بشتام ولا سباب كن صبورا مع امة رسول الله وان كان الرافضة فليكن رسول الله قدوتك في هذه الأمور عافاك الله ورضي عنك

ـ[أبو مسلم الأثري]ــــــــ[12 - 02 - 08, 05:14 ص]ـ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير