تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو مريم طويلب العلم]ــــــــ[20 - 01 - 08, 12:31 م]ـ

حديث عبد الله بن مسعود (حديثٌ ضعيفٌ)

قال أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في المعجم الكبير (ط. دار العلوم والحكم بتحقيق حمدي عبد المجيد السلفي – عن موسوعة جوامع الكلم):

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَةَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الأَخْرَمُ الأصبهاني، قَالا: ثنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ الْبَجَلِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم، قَالَ: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ زَمَانَ صَبْرٍ، لِلْمُتَمَسِّكِ فِيهِ أَجْرُ خَمْسِينَ شَهِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟ قَالَ: مِنْكُمْ

قال الألباني – رحمه الله – في الصحيحة 494، معلقا على هذا الإسناد: {قلت: وهذا إسنادٌ صحيحٌ رجاله كلهم ثقاتُ رجال مسلم}

كذا قال: لأن الذي في المعجم الكبير للطبراني: سهل بن عثمان البجلي، وفي مسند البزار والأفراد للدارقطني (سهل بن عامر البجلي)

ونقل الدكتور/ محفوظ الرحمن زين الله قول الهيثمي تعليقا على هذا الحديث:

رواه البزار والطبراني بنحوه، إلا أنه قال: للمتمسك أجر خمسين شهيدا، فقالوا يا رسول الله، منا أو منهم؟ قال: منكم. ورجال البزار رجال الصحيح غير سهل بن عامر البجلي، وثقه ابن حبان. (مجمع الزوائد 7/ 282) (وهو يعزو إلى ط. دار الكتاب بيروت 1967م؟؟؟!)

وقال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار في البحر الزخار:

1776 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، قَالَ: نا سَهْلُ بْنُ عَامِرٍ الْبَجَلِيُّ، قَالَ: نا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فِيهِنَّ كَقَبْضٍ عَلَى الْجَمْرِ، لِلْعَامِلِ فِيهَا أَجْرُ خَمْسِينَ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، خَمْسِينَ مِنْهُمْ أَوْ خَمْسِينَ مِنَّا؟ قَالَ: خَمْسُونَ مِنْكُمْ وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ

وقال الدارقطني في الأفراد (كما في أطراف الغرائب والأفراد:طبعة دار التدمرية ح3687): تفرد به سهل بن عامر البجلي عن عبد الله بن نمير عن الأعمش عن زيد.

كلامُ أهل العلم في سهل بن عامر البجلي

فأما سهل بن عامر البجلي، فقد:

قال أبو حاتم: هو ضعيف الحديث، روى أحاديث بواطيل، أدركته بالكوفة وكان يفتعل الحديث. (الجرح والتعديل 4/ 873)

وقال الإمام البخاري: سهل بن عامر البجلي الكوفي عن مالك بن مغول، منكر الحديث.

وعَقَّب ابن عدي على ذلك بقوله: ولسهل أحاديث عن مالك بن مغول خاصَّةً، وعن غيره ليست بالكثيرة، وأرجو أنه لا يستحقُّ ولا يستوجبُ تصريح كذبه (الكامل 859)

وفي التاريخ الأوسط للبخاري (ج4/ (1545) ط دار الرشد)، قال: سهل بن عمار البجلي الكوفي، عن مالك بن مغول، منكر الحديث، لا يكتب حديثه.

وذكره ابن حبان في الثقات (8/ 290)

وقد اكتفى الذهبي في الميزان بإيراد كلام البخاري وأبي حاتمٍ فيه!

طريق أخرى لهذا الحديث

وللحديث طريق أخرى ذكرها الخطيب البغدادي في تلخيص المتشابه (ط دار طلاس، بتحقيق سكينة الشهابي – عن موسوعة جوامع الكلم):

قال رحمه الله:

هاشم بن بشير أبو هذيل الكوفي

حَدَّث عن الأعمش، روى عنه عيسى بن جعفر القاضي الكوفي.

أَنَا أَبُو طَالِبٍ عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعِيدٍ الْفَقِيهُ، نا عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ، إِمْلاءً، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ النَّحْوِيُّ، نا الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ السَّمْحِ، نا عَلِيٌّ زَنْجَةُ الرَّازِيُّ، نا عِيسَى بْنُ جَعْفَرٍ الْقَاضِي كُوفِيٌّ، عَنْ أَبِي الْهُذَيْلِ هَاشِمِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، أَوْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عليه وسَلَّم: مِنْ وَرَائِكُمْ أَيَّامُ صَبْرٍ فَلِلْمُتَمَسِّكِ بِمَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرٌ كَبِيرٌ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مِنَّا أَوْ مِنْهُمْ؟، قَالَ: مِنْكُمْ

وقال الدارقطني في الأفراد (3863): تفرد به هَاشِمُ بْنِ بشرٍ أبو الْهُذَيْلِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْمَعْرُورِ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، و أَبِي ذَرٍّ،

قلت: في طبعة دار التدمرية (هاشم بن بشر) والرقم رقم هذه الطبعة، والله أعلمُ بالصواب. وقال المحقق: {ينظر تلخيص المتشابه 2/ 837}

ولم أقف لهاشم بن بشير على ترجمة إلا ما ذكر الخطيب في تلخيص المتشابه، والظاهر أنه مجهول، وقد تفرد بهذا الحديث عن الأعمش، ولا تَحتَمِلُ حاله أن يتفرَّدَ عن حافظٍ مُكثرٍ مشهورٍ كسليمان بن مهران الأعمش، وأين كان أصحابُ الأعمشِ الكبار من هذا الحديث؟

وعليه فلفظ منكم ضعيفٌ من هذا الطريق أيضا إن شاء الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير