تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدَّثنا أبو كريب ومحمد بن رافع قالا: ثنا زيد بن حباب عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان حدَّثنى عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج عن أبى هريرة ((أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرتين مرتين)).

قال أبوعيسى: ((هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن ثوبان عن عبد الله بن الفضل، وهو إسناد حسن صحيح. وفى الباب عن جابر)) اهـ.

قلت: وأخرجه كذلك أحمد (2/ 288)، وأبو داود (136)، وابن الجارود (71)، وابن حبان كما فى ((الإحسان)) (1091)، والحاكم (1/ 150)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 79) جميعاً من طريق عبد الرحمن ابن ثابت بن ثوبان حدثنى عبد الله بن الفضل عن الأعرج عن أبى هريرة به.

وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه أبو عيسى من هذا الوجه لتفرد عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان به، وبيَّن بقوله ((حسن)) أنه مروىٌّ من غير وجهٍ نحوه، وزاد ذلك إيضاحاً بقوله ((وفى الباب عن جابر)).

قلت: وفى الباب كذلك ((عن عبد الله بن زيد المازنى، وابن عمر، وزيد بن ثابت، وأبى بن كعب، ومعاذ بن جبل، وعائشة)). وهذا بيان هذه الوجوه:

[حديث عبد الله بن زيد المازنى] أخرجه أحمد (4/ 41)، والبخارى (1/ 42. سندى)، وابن خزيمة (170)، والبيهقى (1/ 79) جميعا من طريق فليح بن سليمان عن عبد اللَّه بن أبى بكر بن عمرو بن حزم عن عبَّاد بن تميمٍ عن عبد الله بن زيدٍ ((أنَّ النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرتين مرتين)).

[حديث عبد الله بن عمر] أخرجه ابن ماجه (419)، والعقيلى ((الضعفاء الكبير)) (2/ 288)، وأبو يعلى ((مسنده)) (9/ 448/ 5598) و ((معجمه)) (46)، وابن حبان ((المجروحين)) (2/ 161)، والدارقطنى (1/ 80/2،3)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 80) و ((الصغرى)) (112) جميعا من طريق عبد الرحيم بن زيدٍ العمِّى عن أبيه عن معاوية بن قُرَّة عن ابن عمر: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرَّة مرَّة، فقال: ((هذا وضوء من لا يقبل اللهُ منه صلاة إلا به))، ثمَّ توضأ مرَّتين مرَّتين، فقال: ((هذا إسباغ الوضوء)) ثمَّ توضأ ثلاثاً ثلاثاً، فقال: ((هذا وضوئى ووضوء إبراهيم خليل الله ووضوء الأنبياء قبلى وهو إسباغ الوضوء، فمن توضأ هكذا وقال بعد وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله فتحت له أبواب الجنَّة الثمانية، يدخل من أيِّها شاء)).

وأخرجه الطيالسى (1924)، وابن عدى ((الكامل)) (3/ 300)، والبيهقى ((الكبرى)) (1/ 80) من طريق سلام الطويل عن زيدٍ العمِّى عن معاوية بن قرَّة عن ابن عمر بنحوه.

قلت: وكلا الإسنادين واهيان لا يُحتج بمثلهما، عبد الرحيم بن زيد العمِّى، وسلام الطويل متروكان يرويان المناكير.

قال ابن أبى حاتم ((الجرح والتعديل)) (1/ 45/100): ((سألت أبى عن حديثٍ رواه عبد الرحيم بن زيد العمِّى عن أبيه .. .. .. فذكره. فقال أبى: عبد الرحيم بن زيد متروك الحديث، وزيد العمِّى ضعيف الحديث، ولا يصح هذا الحديث عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وسئل أبو زرعة عن هذا الحديث، فقال: هو عندى حديث واهٍ، ومعاوية بن قرَّة لم يلحق ابن عمر. قلت لأبى: فإن الربيع بن سليمان حدثنا هذا الحديث عن أسد بن موسى عن سلام بن سليم عن زيد العمِّى عن معاوية بن قرَّة عن ابن عمر عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم. فقال: هو سلام الطويل، وهو متروك الحديث، وزيد العمِّى هو ضعيف الحديث)).

حديث زيد بن ثابت أخرجه الدارقطنى فى ((غرائب مالك)) كما فى ((نصب الراية)) (1/ 29) من طريق على بن الحسن الشامى ثنا مالك عن ربيعة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت وأبى هريرة أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرة مرة، وقال: ((هذا الذى لا يقبل العمل إلا به))، وتوضأ مرتين مرتين، وقال: ((هذا يضاعف الله به الأجر))، وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً، وقال: ((هذا وضوئى ووضوء الأنبياء قبلى)).

قال أبو الحسن الدارقطنى: ((تفرد به على بن الحسن، وكان ضعيفاً)).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير