تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: لو أقسمت بالله ثلاثاً أن هذا الحديث لم يرويه زيد بن ثابت، ولا رواه عنه ابن المسيب، ولا رواه عنه ربيعة بن عبد الرحمن، ولا حدَّث به عنه مالك بن أنس ما حنثتُ.

[حديث أبى بن كعب] أخرجه ابن ماجه (420)، والعقيلى ((الضعفاء)) (2/ 288)، وابن المنذر ((الأوسط)) (1/ 409/413)، والدارقطنى (1/ 81/6)، وابن عبد البر ((التمهيد)) (20/ 260)، وابن الجوزى ((التحقيق فى أحاديث الخلاف)) (1/ 162/153) جميعا من طريق عبد الله بن عرادة عن زيد بن أبى الحوارى عن معاوية بن قرَّة عن عبيد بن عمير عن أبى بن كعب بنحو حديث ابن عمر.

قال أبو الفرج: ((فى هذا الإسناد زيد بن أبى الحوارى العمِّى، قال يحيى: ليس بشئٍ، وقال النسائى: ضعيف، وقال أبو زرعة: واهى الحديث. وفيه عبد الله بن عرادة، قال يحيى: ليس بشئٍ، وقال البخارى: منكر الحديث، وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به)) اهـ.

[حديث جابر بن عبد الله] أخرجه الترمذى (45)، والدارقطنى (1/ 81/8) كلاهما عن شريك عن ثابت بن أبى صفية الثمالى قال: قلت لأبى جعفر: حدَّثك جابر ((أن النَّبىَّ صلَّى الله عليه وسلَّم توضأ مرَّة مرَّة، ومرَّتين مرَّتين، وثلاثاً ثلاثاً) قال: نعم.

قلت: هذا إسناد واهٍ، ثابت بن أبى صفية أبو حمزة الثمالى، قال ابن حبان: كثير الوهم فى الأخبار حتى خرج عن حد الاحتجاج به، مع غلوه فى التشيع.

وأخرجه ابن عدى (6/ 249) عن محمد بن القاسم الأسدى عن زهير بن معاوية عن أبى الزبير عن جابر أنَّ النَّبىَّ توضأ مرتين مرتين.

قال أبو أحمد: ((وهذا عن زهير بهذا الإسناد، لا أعلم رواه عنه غير محمد بن القاسم الأسدى)).

[حديث معاذ بن جبل] أخرجه الطبرانى ((الكبير)) (20/ 68/125)، و ((مسند الشاميين)) (2248) من طريق محمد بن سعيد المصلوب عن عبادة بن نُسَىٍّ عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال: ((كان النَّبىُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتوضأ مرَّة مرَّة، واثنتين اثنتين، وثلاثاً ثلاثاً. كلُّ ذلك كان يفعل)).

قلت: هذا إسناد باطلٌ. محمد بن سعيدٍ المصلوب وضَّاع، لا يحل الاحتجاج به بحال، كان لا يسمع كلمة إلا وضع لها إسناداً.

[حديث عائشة] قال ابن أبى حاتم ((1/ 57/146): ((سئل أبو زرعة عن حديث يحيى بن ميمون عن ابن جريج عن عطاء عن عائشة عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فى صفة الوضوء مرَّة مرَّة، فقال: ((هذا الذى افترض عليكم))، ثم توضأ مرتين مرتين، فقال: ((من ضعَّف ضعَّف الله له))، ثمَّ أعادها الثالث، فقال: ((هذا وضوءنا معشر الأنبياء)). فقال أبو زرعة: هذا حديثٌ واهٍ منكر ضعيف)) اهـ.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[02 - 05 - 04, 12:59 م]ـ

الحمد لله المتعزِّز فى عليائه، المتوحِّد فى عظمته وكبريائه، النافذ أمرُه فى أرضه وسمائه، حمدا يكافئ المزيد من أفضاله ونعمائه، ويكون ذخراً لقائله عند ربه يوم لقائه. والصلاة والسلام الدائمان على المصطفى من رسل الله وأنبيائه، ورضى الله عن آله وصحبه وأصفيائه.

وبعد ..

فإنَّ ((جامع النرمذى)) كتاب على أكف القبول مرفوع. وفن الحديث فى طياته مبثوث لا مقطوع ولا ممنوع. أعجز من أتى بعده عن تحصيله. وأخمل همم النقاد الكملة عن تأويله أو تكميله.

فهو كشَّاف معضلات أسانيد الأخبار. ووضَاح أسرار دقائق علل الآثار. وروضةُ علمٍ تنزهت فى جنباتها أبصارُ بصائر أهل السنَّة. وجنَّةٌ يتلى على متفيئِ ظلها ارتع فى رياض الجنَّة.

فأكرم به كتاباً ما الكواكب الدرارى بأجلى للظلمات من أضواءه. ولا السحائب الجوارى بأغدق بالحيا من أنواءه.

كتابٌ لهُ من شرعِ أحمدَ شِرْعةٌ ... مطهَّرةٌ تعلو السِّماكينِ والنَّسرا

على مفرقِ الإسلامِ تَاجٌ مُرصِّعٌ ... أضاء به شمساً ونارَ به بَدرا

وقد سبق بيان أن أبا عيسى ذكر اصطلاحات زائدةً عما ذكره أهل الاصطلاح، ومن ذلك قوله فى بيان مراتب الأخبار ((حسن غريب)). وتفسير معناه على ما سبق بيانه أنَّ: ((كلُّ حديث قال عنه ((حسن غريب)) فهو حديث قد رُوى من غير وجهٍ نحوه، وإنما يُستغربُ من الطريق المذكورة لتفرد راوٍ بها)).

وهذه تتمة الأمثلة النماذج المبينة لهذا التفسير:

((الحديث الثانى))

... *** ... ***

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير