(إيقاظ) هذه الطرق المذكورة كلها تفسير لقول الترمذى فى باب فيمن أمَّ قوماً وهم له كارهون، فجاءت كلها جرياً على مقصوده وإيضاحاً له. وأما حديث الأصل، ففى متنه أمر زائد: العبد الآبق، وله طرق كثيرة ليس ذا موضع حصرها، فليتنبه!.
((الحديث الثالث))
... *** ... ***
قال الترمذى فى ((كتاب الصلاة)) (324):
حدَّثنا محمد بن العلاء أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا: حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر ثنا أبو الأبرد مولى بنى خطمة أنَّه سمع أسيد بن ظُهيرٍ، وكان من أصحاب النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يحدِّث عن النَّبىِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الصلاة فى مسجد قباء كعُمرةٍ)).
قال أبوعيسى: ((حديث حسن غريب. ولا نعرف لأُسيد بن ظُهير شيئاً يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبى أسامة عن عبد الحميد بن جعفر)) اهـ.
وأخرجه ابن أبى شيبة (2/ 149/7529 و6/ 416/ 32524)، وابن سعد ((الطبقات الكبرى)) (1/ 245)، والبخارى ((التاريخ الكبير)) (2/ 47/1641)، وابن ماجه (1411)، وابن أبى عاصم ((الآحاد والمثانى)) (4/ 43/1989)، وأبو يعلى (13/ 117)، والطبرانى (1/ 210/570)، والحاكم (1/ 478)، والبيهقى ((الكبرى)) (5/ 248) و ((شعب الإيمان)) (3/ 499/4190)، والمقدسى ((الأحاديث المختارة)) (4/ 281،282/ 1472،1473،1474)، والمزى ((تهذيب الكمال)) (9/ 528) جميعا من طريق أبى أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن أبى الأبرد الخطمى عن أسيد بن ظُهيرٍ به.
ولم يتفرد به أبو أسامة عن عبد الحميد، بل تابعه على بن ثابت الجزرى، خلافاً لقول الترمذى.
فقد أخرجه عمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/132) قال: حدَّثنا محمد بن حاتم ثنا على بن ثابت ثنا عبد الحميد بن جعفر بنحوه.
وهذا مما يصدق أن يقال عنه ((رُوى من غير وجهٍ نحوه))، وإنما استغربه الترمذى من حديث أسيد بن ظُهيرٍ لتفرد عبد الحميد بن جعفرٍ به. فقد رُوى عن: سهل بن حنيف، وابن عمر، وكعب بن عجرة.
قلت: وحديث أسيد بن ظُهيرٍ، رجال إسناده موثقون غير أبى الأبرد الخطمى، ذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (5/ 580/6370). وقال الذهبى ((الكاشف)) (1/ 413): وثق.
[حديث سهل بن حنيفٍ]
أخرجه أحمد (3/ 87)، والبخارى ((التاريخ)) (1/ 96/266)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/129)، والنسائى ((الكبرى)) (1/ 258/777) و ((المجتبى)) (2/ 37) وابن ماجه (1412)، والطبرانى (6/ 74/ 5558،5559)، والحاكم (3/ 12)، والبيهقى ((شعب الإيمان)) (3/ 49/4191) جميعا من طريق محمد بن سليمان الكرمانى سمعت أبا أمامة بن سهل ابن حنيف عن سهل بن حنيف قال: قال رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((من تطهَّر فى بيته، ثمَّ أتى مسجد قباءٍ، فصلَّى فيه صلاة، كان له كأجر عمرة)).
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات كلهم. ومحمد بن سليمان الكرمانى من أهل قباء، وقد وثق.
ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (1/ 96/266)، وابن أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (7/ 267/1456)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً.
وقال ابن أبى حاتم: ((روى عن: أبى أمامة بن سهل بن حنيف. وروى عنه: سعد بن إسحاق، ومجمع ابن يعقوب، وعبد الرحمن ابن أبى الموال، وعاصم بن سويد، وحاتم بن إسماعيل)).
وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (7/ 372/10490)، وزاد فى الرواة عنه: عبد العزيز الداروردى، وعيسى بن يونس. وقال الذهبى فى ((الكاشف)) (2/ 176/4885): ((وثق)).
قلت: ولم يتفرد، تابعه عن أبى أمامة بن سهل: يوسف بن طهمان مولى آل معاوية. وقد ذكره العقيلى، وابن عدى فى ((الضعفاء))، على أنه ليس له كثير حديث، بل لا يعرف إلا بهذا الحديث وحديث آخر، لا يزيدان شيئاً.
أخرجه البخارى ((التاريخ الكبير)) (8/ 378/389)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 133/1356) كلاهما عن إسماعيل ابن المعلى عن يوسف بن طهمان عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف بنحوه.
وأخرجه ابن أبى شيبة (2/ 149/7530 و6/ 416/32525)، وعمر بن شبة ((تاريخ المدينة)) (1/ 32/130)، والعقيلى (4/ 449)، والطبرانى (6/ 75/5560) جميعا من طريق موسى بن عبيدة الربذى عن يوسف بن طهمان بنحوه.
[حديث عبد الله بن عمر]
أخرجه ابن حبان كما فى ((الإحسان)) (1625) من طريق عاصم بن سويد حدَّثنى داود بن إسماعيل الأنصارى عن ابن عمر ((أنه شهد جنازة بالأوساط فى سعد بن عبادة، فأقبل ماشياً إلى بنى عمرو بن عوف بقباء بنى الحارث ابن الخزرج، فقيل له: أين تؤم يا أبا عبد الرحمن؟، قال: أؤم هذا المسجد فى بنى عمرو بن عوف، فإنى سمعت رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم يقول: ((من صلَّى فيه كان كعدل عُمُرةٍ)).
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات كلهم، غير داود بن إسماعيل بن مجمع الأنصارى. ذكره البخارى فى ((التاريخ الكبير)) (3/ 231/777)، وان أبى حاتم فى ((الجرح والتعديل)) (3/ 406/1862)، فلم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وذكره ابن حبان فى ((الثقات)) (4/ 217/2585).
[حديث كعب بن عجرة]
أخرجه الطبرانى (19/ 146/319) من طريق يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلى عن أبيه عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((من توضأ، فأسبغ الوضوء، ثمَّ عمد إلى مسجد قباءٍ، لا يريد غيره، ولم يحمله على الغدو إلا الصلاة فى مسجد قباءٍ، فصلَّى فيه أربع ركعاتٍ، يقرأ فى كلَّ ركعة بأم القرآن، كان له كأجر المعتمر إلى بيت الله)).
قلت: وفى إسناده يزيد بن عبد الملك النوفلى، قال أحمد: عنده مناكير. وقال ابن عدى: عامة ما يرويه غير محفوظ. وقال ابن حبان: كان ممن ساء حفظه، فكان يروى المقلوبات عن الثقات ويأتى بالمناكير عن المشاهير، وإن اعتبر معتبر بما وافق الثقات من حديثه من غير أن يحتج به لم أر بذلك بأساً.
¥