تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَحَدِيثُ جَابِرٍِ هَذَا مِمَّا يَصْدُقُ أَنَّ يُقَالَ عَنْهُ ((رُوِي مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ))، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الوَجْهِ لِتَفَرُّدِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِهِ، وَبَيَّنَ بِقَوْلِهِ ((حَسَنٌ)) أَنَّهُ مَرْوِىٌّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ، وَزَادَ ذَلِكَ إِيْضَاحَاً بِقَوْلِهِ ((وَفِى البَابِ عَنْ: أَبِي قَتَادَةَ، وَعَائِشَةَ، وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ)).

وَهَذَا بَيَانُ هَذِهِ الوُجُوهِ:

[1] حَدِيثُ أَبِي قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (5/ 300): حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ: أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبُولُ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ.

وَحَدَّثَنَا إِسْحَاقُ يَعْنِي ابْنَ الطَّبَّاعِ مِثْلَهُ، قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو قَتَادَةَ.

وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ الطَّحَاوِيُّ ((شَرْحُ المَعَانِي)) (4/ 234) عَنْ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَالطَّبَرَانِيُّ ((الأَوْسَطُ)) (172) و ((الكَبِيرُ)) (3/ 240/3276) عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي مَرِيمٍ، كِلاهُمَا عَنْ ابْنِ لَهِيعَةَ بِمِثْلِهِ.

قُلْتُ: وَالرُّوَاةُ الخَمْسُ - حَسَنُ بْنُ مُوسَى وَمُتَابِعُوهُ – لَيْسُوا مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ ابْنِ لَهِيعَةَ، فَلا تُقْبَلُ رِوَايَتُهُمْ عَنْهُ، لِجَوازِ أَنْ تَكُونَ مِنْ رِوَايَاتِهِ بَعْدَ اخْتِلاطِهِ.

[2] حَدِيثُ عَائِشَةَ رضِيَ اللهُ عَنْهَا:

أَخْرَجَهُ الطَّيَالِسِيُّ (1541)، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ (1/ 140/1613)، وَأَحْمَدُ (6/ 239،227،219،137)، وإِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ (1095)، وَابْنُ مَاجَهْ (324)، وَالبُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 155)، وَالطَّحَاوِيُّ ((شَرْحُ المَعَانِي)) (4/ 234)، وَابْنُ المُنْذِرِ ((الأَوْسَطُ)) (1/ 326)، وَالدَّارَقُطْنِيُّ (1/ 60/7)، وَابْنُ عَبْدِ البَرِّ ((التَّمْهِيدُ)) (1/ 310)، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (16/ 117) مِنْ طُرُقٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: ذَكَرُوا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ اسْتِقْبَالَ الْقِبْلَةِ بِالْفُرُوجِ، فَقَالَ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ: قَالَتْ عَائِشَةُ: ذَكَرُوا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ قَوْمَاً يَكْرَهُونَ ذَلِكَ، فَقَالَ: ((قَدْ فَعَلُوهَا، حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي نَحْوَ الْقِبْلَةِ)). وَفِي رِوَايَةِ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ ((حَوِّلِي مَقْعَدِي إِلَى الْقِبْلَةِ)).

رَوَاهُ هَكَذَا: أَسَدُ بْنُ مُوسَى، وَبَهْزُ بْنُ أَسَدٍ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَوَكِيعٌ، وَيَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ السِّيلِحِينِيُّ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالِ، وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، وَأبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، وَمُظَفَّرُ بْنُ مُدْرِكٍ الخُرَاسَانِيُّ أبُو كَامِلٍ (1)، تِسْعَتُهُمْ عَنْ حَمَّادٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.

وَتَابَعَهُ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ: عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ العَزِيزِ بْنُ المُغِيرَةِ، وَهُشَيْمٌ وَاخْتَصَرَهُ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ الثقفِيُّ، إِلا أَنَّهُ قَالَ: عَنْ رَجُلٍ، وَلَمْ يُسَمِّهِ.

قَالَ الإِمَامَ أَحْمَدُ (6/ 184): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ قَالَ خَالِدٌ الحَذَّاءُ أَخْبَرَنِي عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي خِلَافَتِهِ، وَعِنْدَهُ عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ، فَقَالَ عُمَرُ: مَا اسْتَقْبَلْتُ الْقِبْلَةَ وَلا اسْتَدْبَرْتُهَا بِبَوْلٍ وَلا غَائِطٍ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ عِرَاكٌ حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَلَغَهُ قَوْلُ النَّاسِ فِي ذَلِكَ أَمَرَ بِمَقْعَدَتِهِ، فَاسْتَقْبَلَ بِهَا الْقِبْلَةَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير