تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَقَدْ أَخْرَجَهُ البُخَارِيُّ ((التَّارِيخُ)) (3/ 155)، وَابْنُ عَسَاكِرَ ((تَارِيخُ دِمِشْقَ)) (16/ 117) عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تُنْكِر قَوْلَهُمْ: لا تُسْتَقْبَلُ القِبْلَةُ.

وَقَالَ البُخَارِيُّ: ((وَهَذَا أَصَحُّ – يَعْنِي مِنْ حَدِيثِ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ -)).

وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ((عِلَلُ الحَدِيثِ)) (1/ 29): ((سَأَلْتُ أَبِي عَنْ حَدِيثٍ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الحَذَّاءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ سَمِعَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمَاً يَكْرَهُونَ اسْتِقْبَالَ القِبْلَةِ بِالغَائِطِ، فَقَالَ: ((حَوِّلُوا مَقْعَدَتِي إِلَى القِبْلَةِ)). قَالَ أَبِي: فَلَمْ أَزَلْ أَقْفُو أَثَرَ هَذَا الحَدِيثَ حَتَّى كَتَبْتُ بِمِصْرَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ أَوْ غَيْرِهِ عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ مَوقُوفٌ، وَهَذَا أَشْبَهُ)) اهـ.

وَقَالَ الشَّيْخ شَمْسُ الدِّينِ بْنُ الْقَيِّمِ رَحِمه اللهُ: ((حَدِيث عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ هَذَا لا يَصِحُّ , وَإِنَّمَا هُوَ مَوْقُوفٌ عَلَى عَائِشَةَ. حَكَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي ((كِتَابِ الْعِلَلِ)) عَنْ الْبُخَارِيِّ. وَقَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: هَذَا حَدِيثٌ لا يَصِحّ , وَلَهُ عِلَّةٌ لَا يُدْرِكُهَا إِلَّا المُعْتَنُونَ بِالصِّنَاعَةِ , المُعَانُونَ عَلَيْهَا، وَذَلِكَ أَنَّ خَالِدَ بْنَ أَبِي الصَّلْتِ لَمْ يَحْفَظ مَتْنه , وَلَا أَقَامَ إِسْنَاده، خَالَفَهُ فِيهِ الثِّقَةُ الثَّبْتُ صَاحِبُ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ المُخْتَصّ بِهِ , الضَّابِطُ لِحَدِيثِهِ: جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ الْفَقِيهُ , فَرَوَاهُ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تُنْكِر ذَلِكَ، فَبَيَّنَ أَنَّ الْحَدِيث لِعِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ , وَلَمْ يَرْفَعهُ , وَلَا يُجَاوِز بِهِ عَائِشَةَ، وَجَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ هُوَ الْحُجَّة فِي عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ , مَعَ صِحَّة الْأَحَادِيث عَنْ النَّبِيّ وَشُهْرَتهَا بِخِلَافِ ذَلِكَ , وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي ((كِتَابِ المَرَاسِيلِ)) عَنْ الأَثْرَمِ قَالَ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللهِ - وَذَكَرَ حَدِيث خَالِدِ بْنِ أَبِي الصَّلْتِ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مُرْسَل. فَقُلْت لَهُ: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ سَمِعْت عَائِشَةَ؟، فَأَنْكَرَهُ، وَقَالَ: عِرَاكُ بْنُ مَالِكٍ مِنْ أَيْنَ سَمِعَ عَائِشَةَ؟! مَا لَهُ وَلِعَائِشَةَ؟! إِنَّمَا يَرْوِيه عَنْ عُرْوَةَ , هَذَا خَطَأ , قَالَ لِي: مَنْ رَوَى هَذَا؟ قُلْت: حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , قَالَ: رَوَاهُ غَيْر وَاحِد عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ , وَلَيْسَ فِيهِ سَمِعْت. وَقَالَ غَيْر وَاحِد أَيْضَاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ , لَيْسَ فِيهِ سَمِعْت. فَإِنْ قِيلَ: قَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحه حَدِيثَاً عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عَائِشَةَ. قِيلَ: الْجَوَاب أَنَّ أَحْمَدَ وَغَيْره خَالَفَهُ فِي ذَلِكَ , وَبَيَّنُوا أَنَّهُ لَمْ يَسْمَع مِنْهَا)) اهـ.

وَثَمَّةُ أَمْرٍ آخَرَ أُعِلَّ بِهِ الحَدِيثُ، وَهُوَ نَكَارَةُ مَتْنِهِ، فَرَاجِعْهُ فِي مَظَانِهِ مِنْ الفِقْهِ (3). وَلِذَا قَالَ الذَّهَبِيُّ ((المِيزَانُ)) (2/ 414): هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ، تَفَرَّدَ بِهِ ابْنُ أَبِي الصَّلْتِ.

[3] حَدِيثُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير