النبي صلى الله عليه و سلم فلما فرغنا قال النبي صلى الله عليه و سلم هذا الذي تعب قليلا ونعم طويلا هذا من الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم قلنا رأيناك أعرضت عنه ونحن نغسله قال إني أحسب أن صاحبكم مات جائعا إني رأيت زوجتيه من الحور العين وهما يدسان في فيه ثمار الجنة قال ابن الجوزي لا يصح والحمل فيه على محمد بن عبد الملك الأنصاري الضرير المديني كان يضع الحديث
قلت جرير بن عبد الله رضي الله عنه وإن لم يتعرض له ابن الجوزي لكن حكمه على المتن بالوضع يقتضي أن يكون جميع طرقه عنده موضوعا وقد رد عليه الحافظ السيوطي وجعل حديث أحمد شاهدا له والطرق الثلاثة التي رواها أحمد وإن كان فيها مقال لكن بعضها يقوي بعضا وله شاهد عند ابن أبي حاتم في تفسيره والحكيم الترمذي في نوادر الأصول من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس وأخرجه ابن أبي حاتم من مرسل بكر بن سوادة وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره من مرسل إبراهيم التي كلاهما باختصار والطريق الثلاثة عند أحمد كلها تدور على زاذان أبي عمر الكندي قال ابن معين ثقة وقال ابن عدي أحاديثه لا بأس بها وقال الحافظ
العسقلاني في التقريب إنه صدوق قلت وهو من رجال مسلم وقد روى عنه أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي قال يحيى وعثمان ابن سعيد والنسائي والدارقطني إنه ضعيف وقال يحيى بن معين مرة ليس به بأس إلا أنه كان يدلس وكذا قال أبو نعيم وقال يحيى مرة هو صدوق وقال الحافظ العسقلاني ضعفوه لكثرة تدليسه
وأما الطريق الثالث فأورده من طريق الحجاج بن أرطأة من وجهين أحدهما عن عمرو بن مرة وهو ثقة والثاني عن عثمان بن عمير البجلي أبي اليقظان الكوفي الأعمى وهو ضعيف لكن لم يتهم بالوضع أما الحجاج بن أرطأة فقد اختلفوا فيه قال العسقلاني إنه صدوق لكن كثير التدليس
وأما الطريق الثاني وهو طريق ثابت عن زاذان فلم أقف على حال رجاله وهذه الطرق تقوى بعضها بعضا والله أعلم
الكتاب: القول المسدد في الذب عن المسند للإمام أحمد
المؤلف: أحمد بن علي العسقلاني أبو الفضل
(باب منه) عن جرير بن عبدالله رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن هذا الراكب أتاكم يريدنا قال فانتهى الرجل إلينا فسلم فرددنا عليه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم من أين أقبلت قال من أهلي وولدي وعشيرتي قال فأين تريد قال أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقد أصبته قال يارسول الله علمني ما الايمان فقال تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت قال أقررت.
قال ثم إن بعيره دخلت يده في شبكة جرذان فهوى بعيره وهوى الرجل فوقع على هامته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بالرجل قال فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه فقالا يارسول الله قبض الرجل فأعرض عنهما رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أما رأيتما إعراضي عن الرجل فاني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة فعلمت أنه مات جائعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والله من الذين قال الله عزوجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الامن وهم مهتدون) قال ثم قال دونكم
أخاكم قال فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر فقال ألحدوا ولا تشقوا، وفي رواية هذا ممن عمل قليلا وأجر كثيرا، وفي رواية فدخل خف بعيره في جحر يربوع.
رواها كلها أحمد والطبراني في الكبير وفي إسناده ابو جناب (1) وهو مدلس وقد عنعنه والله أعلم.
الكتاب: مجمع الزوائد
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:08 م]ـ
السلام عليكم
حياك الله وبياك و نفع بك و سددك