تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ».

قَالَ أَبُو عِيسَى: «حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى بَعْضُ أَصْحَابِ الْحَسَنِ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ حُرَيْثٍ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ، وَالْمَشْهُورُ هُوَ قَبِيصَةُ بْنُ حُرَيْثٍ. وَرُوِي عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوُ هَذَا».

قَالَ: «وَفِي الْبَاب عَنْ: تَمِيمٍ الدَّارِيِّ».

قُلْتُ: وَأَخْرَجَهُ كَذَلِكَ النَّسَائِيُّ «الْكُبْرَى» (1/ 143/325) و «الْمُجْتَبَى» (1/ 232) عن هَارُونَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْخَزَّازِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ المَرْوزِيُّ «تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلاةِ» (185) عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِيِّ، كِلاهُمَا عَنْ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ بِنَحْوِ حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ حَمَّادٍ.

وَقَالَ الْخَزَّازُ: قَالَ هَمَّامٌ: لا أَدْرِي هَذَا مِنْ كَلامِ قَتَادَةَ أَوْ مِنْ الرِّوَايَةِ «فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ».

وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الشَّامِيِّينَ» (2673) قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَشِيرِ بْنِ حَبِيبٍ البَيْرُوتِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنِ بَكَّارٍ السُّلَمِيُّ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ حُرَيْثِ بْنِ قَبِيصَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَوُّلُ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ صَلاتُهُ، فَإِنْ كَانَتْ كَامِلَةً، وِ إِلا زِيدَ عَلَيْهَا مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ سَائِرُ الْعَمَلِ مِثْلَهُ».

وَهَذَا مِمَّا يَصْدُقُ أَنْ يُقَالَ عَنْهُ «رُوِيَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ نَحْوُهُ»، وَإِنَّمَا اسْتَغْرَبَهُ أبُو عِيسَى مِنْ هَذَا الْوَجْهِ، لِتَفَرُّدِ قَتَادَةَ بِهِ، وَبَيَّنَ تَعَدُّدَ طُرُقِهِ بِقَوْلِهِ «وَقَدْ رُوِى مِنْ غَيْرِ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ»، وَذَكَرَ بَعْضَ وُجُوهِهِ بِقَوْلِهِ «وَرُوِى عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ».

قُلْتُ: قَدْ اخْتَلَفُوا عَلَى الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ فِى هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى خَمْسَةِ أَوْجُهٍ خَلا هَذَا الْمَذْكُورَ آنِفَاً:

[الوَجْهُ الأَوَّلُ] الْحَسَنُ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:

قَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 425): حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ عَنِ الْحَسَنِ عَنْ أَنَسِ بْنِ حَكِيمٍ الضَّبِّيِّ: أَنَّهُ خَافَ زَمَنَ زِيَادٍ أَوْ ابْنِ زِيَادٍ، فَأَتَى الْمَدِينَةَ، فَلَقِيَ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: فَانْتَسَبَنِي فَانْتَسَبْتُ لَهُ، فَقَالَ: يَا فَتَى أَلا أُحَدِّثُكَ حَدِيثَاً لَعَلَّ الله أَنْ يَنْفَعَكَ بِهِ، قُلْتُ: بَلَى رَحِمَكَ اللهُ، قَالَ: «إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ الصَّلاةِ، يَقُولُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ لِمَلائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ: انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا، فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً، وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئَاً، قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ، فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ، قَالَ: أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ، ثُمَّ تُؤْخَذُ الْأَعْمَالُ عَلَى ذَلِكُمْ»، قَالَ يُونُسُ: وَأَحْسَبُهُ قَدْ ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير