تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال أبو أحمد بن عدى: ((هذا منكر لا يرويه عن الزهرى غير الموقرى)).

قلت: ولا يرويه عن الموقرى بهذا الإسناد غير ابن أبى سكينة، وغيره يرويه عن الموقرى ((عن الزهرى عن ابن المسيب عن أبى هريرة))، ولا يذكر سليمان بن يسار.

والخلاصة، فإن محمد بن إبراهيم بن أبى سكينة راوى هذه الحكاية ليس ممن يوثق بروايته عن ابن المبارك، لشدة وهنه وروايته ما ليس له أصل، وروايته ما لم يروه أثبات أصحاب ابن المبارك.

(الثاني) محمد بن عبد الله بن المطلب أبو المفضل الشيباني الكوفى نزيل بغداد، كذاب دجال، كذَّبه أبو الحسن الدارقطنى، وأبو القاسم الأزهرى. قال الخطيب ((تاريخ بغداد)) (5/ 466): ((كان يروي غرائب الحديث، وسؤالات الشيوخ، فكتب الناس عنه بانتخاب الدارقطني، ثم بأن كذبه، فمزقوا حديثه وأبطلوا روايته، وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة ويملي في مسجد الشرقية)).

وقال أبو بكر الخطيب: ((سمعت الأزهري ذكر أبا المفضل فأساء ذكره ثم قال: وقد كان يحفظ، وقال أبو الحسن الدارقطني: أبو المفضل يشبه الشيوخ حدثني القاضي أبو العلاء الواسطي قال: كان أبو المفضل حسن الهيئة جميل الظاهر نظيف اللبسة، وسمعت الدارقطني سئل عنه فقال: يشبه الشيوخ سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن أبي المفضل فقال: كان يضع الحديث وقد كتبت عنه، وكان له سمت ووقار. أخبرنا أبو الفتح محمد بن الحسين العطار قطيط حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى بن العراد الكبير حدثنا محمد بن الحسن بن شمون البصري حدثنا أبو شعيب حميد بن شعيب حدثني أبو جميلة عن أبان بن تغلب عن محمد بن علي أبي جعفر عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قال الله تعالى: ما تحبب إلىَّ عبدي بأحب إلي من أداء ما افترضت عليه ... )) وذكر الحديث، سمعت من يذكر أن أبا المفضل لما حدث عن ابن العراد قيل له: من أيهما سمعت الأكبر أو الأصغر وكانا أخوين؟، قال: فسئل عن السنة التي سمع منه فيها، فذكر وقتا مات ابن العراد قبله بمدة، فكذبه الدارقطني فى ذلك وأسقط حديثه.

وقال لي الأزهري: كان أبو المفضل دجالا كذابا، ما رأينا له أصلا قط، وكان معه فروع فوائد قد خرجها في مائة جزء، فيها سؤالات كل شيخ، ولما حدث عن أبي عيسى بن العراد كذبه الدارقطني في روايته عنه، لأنه زعم أنه سمع منه في سنة عشر وثلاثمائة، وكانت وفاته سنة خمس وثلاثمائة)).

وقال الحافظ الذهبى ((الميزان)) (6/ 215/7808): ((محمد بن عبد الله أبو المفضل الشيباني الكوفي. عن البغوي وابن جرير وخلائق. وله رحلة إلى مصر والشام. قال الخطيب: كتبوا عنه بانتخاب الدارقطني ثم بان كذبه فمزقوا حديثه وكان بعد يضع الأحاديث للرافضة. مات سنة سبع وثمانين وثلثمائة وله تسعون سنة. فمن موضوعاته بإسناد له: أن نبياً شكا إلى الله جبن قومه فقال له: ((مرهم أن يستقوا الحرمل، فإنه يذهب الجبن)) اهـ.

ونقل الحافظ ابن حجر عُظم ما ذكره الخطيب فى ترجمته فى ((لسان الميزان)) (5/ 231/811)، وزاد عليه: ((وقال أبو ذر الهروي:كتبت عنه في المعجم للمعرفة، ولم أخرج عنه في تصانيفي شيئا، وتركت الرواية عنه لأني سمعت الدارقطني يقول: كنت أتوهمه من رهبان هذه الأمة، وسألته الدعاء لي فتعوذ بالله من الحور بعد الكور. وقال أبو ذر: سبب ذلك أنه قعد للرافضة، وأملى عليهم أحاديث ذكر فيها مثالب الصحابة، وكانوا يتهمونه بالقلب والوضع، وحدَّث بحديث كان الإمام ابن خزيمة تفرد به، فقيل له: لو أخرجت أصولك بهذا، فإن هذا حديث ابن خزيمة، فكان جوابه للذي قال له ذلك: أنت تنتسب إلى قيس بن سعد بن عبادة وهو عقيم!!)).

قلت: ولا أستبعد أن يكون أبو المفضل الشيبانى الرافضى هو واضع هذه الحكاية كيداً للإمامين المتحابين المتصافيين: ابن المبارك، والفضيل بن عياض. ولا يتصور فى حق ابن المبارك أن تصدر عنه أمثال هذه المجازفات، سيما قوله ((فى العبادة تلعب))، ففيه من الاستخفاف بشأن العبادة والمجاورة بالحرم ما لا يخفى على من علم تحرى ابن المبارك فى أقواله وأحكامه، فضلاً عن محبته الصادقة الناصحة لأصحابه: الفضيل بن عياض، وإسماعيل بن علية، والثورى، وابن عيينة، ومحمد بن السماك، وغيرهم من أفاضل عبَّاد زمانهم.


أبو محمد أحمد شحاته السكندرى الألفى
[/ size]

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير