[أثر سفر أبي بكر للتجارة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم]
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[19 - 02 - 08, 09:12 م]ـ
بحثت عن هذا الأثر كثيرا ولم أفلح في الوقوف عليه, ثم وقفت على ذكر ابن حجر له مصادفة في الفتح, وأن فيه خروج سويبط بن حرملة مع أبي بكر في ذلك السفر, وكما هو معلوم فإن اسما كسويبط هو ممتاز جدا لمحركات البحث وبرامج التخريج, فهذه بعض النتائج:
أخرج الحديث ابن ماجة فقال:
حدثنا أبو بكر حدثنا وكيع عن زمعة بن صالح عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة عن أم سلمة ح و حدثنا علي بن محمد حدثنا وكيع حدثنا زمعة بن صالح عن الزهري عن عبد الله بن وهب بن زمعة عن أم سلمة قالت خرج أبو بكر في تجارة إلى بصرى قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة وكانا شهدا بدرا وكان نعيمان على الزاد وكان سويبط رجلا مزاحا فقال لنعيمان أطعمني قال حتى يجيء أبو بكر قال فلأغيظنك قال فمروا بقوم فقال لهم سويبط تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم إني حر فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه منك فاشتروه منه بعشر قلائص ثم أتوه فوضعوا في عنقه عمامة أو حبلا فقال نعيمان إن هذا يستهزئ بكم وإني حر لست بعبد فقالوا قد أخبرنا خبرك فانطلقوا به فجاء أبو بكر فأخبروه بذلك قال فاتبع القوم ورد عليهم القلائص وأخذ نعيمان قال فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبروه قال فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه منه حولا
وأخرجه أحمد وأبو نعيم في معرفة الصحابة والبلاذري في أنساب الأشراف بأسانيدهم إلى زمعة به, وليس فيه ذكر تأريخ هذا السفر بقبل موت النبي صلى الله عليه وسلم بعام.
قال السندي: " وَفِي الزَّوَائِد فِي إِسْنَاده زُمْعَةُ بْنُ صَالِحٍ وَهُوَ وَإِنْ أَخْرُج لَهُ مُسْلِمٌ فَإِنَّمَا رَوَى لَهُ مَقْرُونًا بِغَيْرِهِ وَقَدْ ضَعَّفَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرهمَا ".
وقد أخرجه ابن عساكر بإسناده إلى الزبير بن بكار: " حدثني يحيى بن أبي الحارث بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة عن جابر بن علي بن يزيد بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة عن قريبة بنت عبد الله الأصغر بن وهب عن أبيها عن أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وسلم) قالت خرج أبو بكر الصديق قبل وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعام في تجارة إلى بصرى ومعه نعيمان بن عمرو الأنصاري وسليط بن حرملة وهما ممن شهد بدرا مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان سليط بن حرملة على (3) الزاد وكان نعيمان بن عمرو مزاحا فقال لسليط أطعمني قال لا أطعمك حتى يأتي أبو بكر فقال نعيمان لسليط لأغيظنك فمروا بقوم فقال نعيمان لهم تشترون مني عبدا لي قالوا نعم قال إنه عبد له كلام وهو قائل لكم لست بعبد أنا ابن عمه فإن كان إذا قال لكم هذا تركتموه فلا تشتروه ولا تفسدوا علي عبدي قالوا لا بل نشتريه ولا ننظر في قوله فاشتروه منه بعشر قلائص ثم جاؤه ليأخذوه فامتنع منهم فوضعوا في عنقه عمامة فقال لهم إنه يتهزأ ولست بعبده فقالوا قد أخبرنا خبرك ولم يسمعوا كلامه فجاء أبو بكر الصديق فأخبروه خبره فاتبع القوم فأخبرهم أنه يمزح ورد عليهم القلائص وأخذ سليطا منهم فلما قدموا على النبي (صلى الله عليه وسلم) أخبروه الخبر فضحك من ذلك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه عليهم السلام حولا أو أكثر " انتهى
قال ابن عساكر: " كذا قال والمحفوظ سويبط لا سليط وسيأتي في موضعه ".
ولم أوفق لترجمة يحيى بن أبي الحارث بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة أو جابر بن علي بن يزيد بن عبد الله الأصغر بن وهب بن زمعة, فلعلهما مجهولان.
ما يستفاد من الحديث:
احتج به على جواز السفر لبلاد الكفر للتجارة خلافا للمالكية, ويرد عليه أن في إسناده زمعة بن صالح وقد ضعفه أحمد وابن معين, ورواية ابن عساكر فيها مجهولان, فضلا عن قريبة والتي لم أعثر على تعديل لها وهي تابعية.
¥