قال أبو عبد الله الحاكم: ((هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وقد ذكر هشام بن أبي عبد الله سماع يحيى بن أبي كثير عن أبي راشد، وهشام ثقة مأمون، وأدخل أبان بن يزيد العطار بينهما زيد بن سلام)).
قلت: والحديث محفوظ من كلا الطريقين، فهو من المزيد فى متصل الأسانيد.
وقد أخرجه كذلك عبد الرزاق ((جامع معمر)) (10/ 387)، وأحمد (3/ 444)، وعبد بن حميد ((المسند)) (1/ 129/314) جميعا عن معمر عن يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده قال: كتب معاوية إلى عبد الرحمن بن شبل أن علم الناس ما سمعت من رسول الله فذكره بنحوه.
قلت: وأخطأ معمر إذ اسقط من إسناده أبا راشد الحبرانى، وكان معمر يخطئ فيما يرويه عن يحيى بن أبى كثير كما قاله يحيى بن معين. قال أبو بكر ابن أبى خيثمة سمعت يحيى بن معين يقول: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخفه إلا عن الزهري وابن طاوس، فإنَّ حديثه عنهما مستقيم، فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا!. فإن قيل: قد أخرج البخارى فى ((صحيحه)) من رواية معمر عن يحيى بن أبى كثير. قلنا: وإنما أخرج له روايةً واحدةً وقد توبع عليها ولم يتفرد، قال البخارى فى ((كتاب الحج)): باب تقليد النعل. قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ َبْنُ سَلَّامٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى بْنُ عَبْدِ الأعلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا يَسُوقُ بَدَنَةً، قَالَ: ارْكَبْهَا، قَالَ: إِنَّهَا بَدَنَةٌ، قَالَ: ارْكَبْهَا، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ رَاكِبَهَا يُسَايِرُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّعْلُ فِي عُنُقِهَا. تَابَعَهُ مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّه عَنْه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلّم.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[17 - 03 - 08, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا، ووفق الله الشيخ.
وجزاك بمثله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا في صحة الشيخ.
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
افضل ما قرات لك يا عمر
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - 04 - 08, 08:58 ص]ـ
افضل ما قرات لك يا عمر
الأخ الحبيب مصطفى سعد الجليمي - وفقه الله -.
نفعك الله بالمقال.
ـ[عمر رحال]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعدُ: ... لي سؤال صغير وهو كالتالي:
س19: أخرج الدارقطني في ((سننه)) عن عبد الله بن سيدان السُّلمي قال: شَهِدْتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مَعَ أَبِى بَكْرٍ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ قَبْلَ نِصْفِ النَّهَارِ ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عُمَرَ وَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ إِلَى أَنْ أَقُولَ انْتَصَفَ النَّهَارُ ثُمَّ شَهِدْتُهَا مَعَ عُثْمَانَ فَكَانَتْ صَلاَتُهُ وَخُطْبَتُهُ إِلَى أَنْ أَقُولَ زَالَ النَّهَارُ فَمَا رَأَيْتُ أَحَداً عَابَ ذَلِكَ وَلاَ أَنْكَرَهُ.
وعبد الله بن سيدان هذا مجهول ولم أرى من وثقه غير العجلي في ((ثقاته)) قال: ((تابعي ثقة)) , وترجمه البخاري في ((التاريخ الكبير)) وقال: ((لا يتابع في حديثه)) , وقال ابن عدي في ((الكامل)): ((وهذا الذي أشار اليه البخاري هو حديث واحد وهو شبه المجهول)) , قلت: وهو حديثهم هذا.
ونقل الدارقطني في الضعفاء والمتروكين قول هبة الله الطبراني: ((مجهول لا تقوم بروايته حجة)) , وقد نقل النووي الاتفاق على تضعيفه, كما في ((الخلاصة)) , وضعفه كذلك ابن حجر في الفتح (2/ 497) , والزيلعي في ((نصب الراية)). وقد حاول ابن رجب رحمه الله تعالى تصحيح الحديث كما في ((شرحه للبخاري)) وليس له ذلك لما علمت.
وصحح هذا الحديث عن عبد الله بن سيدان الشيخ الألباني أيضاً كما في ((تمام المنة)) (330) وحجته بأنه قد روى عنه أربع من الثقات وهم:
1 - ثابت بن الحجاج.
2 - جعفر بن برقان.
كما في ((الجرح والتعديل)).
3 - وميمون بن مهران.
4 - وحبيب بن أبي مرزوق.
كما في ((الثقات)) لابن حبان.
¥