[حديث:" لا أجر لمن لا حسبة له "]
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 12:00 ص]ـ
عن الْقَاسِمِ أَبَي عَبْدَ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لاَ أَجْرَ لِمَنْ لاَ حِسْبَةَ لَهُ ".
هذا الحديث قد حسنه الشيخ الألباني في [صحيح الجامع: 7164] و قال عنه: هذا إسناد مرسل حسن [السلسلة الصحيحة: 5/ 538] , و له شاهد من حديث أبي ذر مرفوعا: " لا أجر إلا عن حسبة ولا عمل إلا بنية " قد ضعفه الشيخ الألباني في [الضعيفة: 3991] , [ضعيف الجامع: 6170] ثم صححه في السلسلة الصحيحة (2415) و قال - رحمه الله - بعده: [لكن الحديث صحيح في نفسه، فإن الجملة الأولى منه وجدت لها شاهدا، فقال ابن المبارك في " الزهد " (152): أخبرنا بقية قال: سمعت ثابت بن عجلان يقول: سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا أجر لمن لا حسبة له ". و هذا إسناد مرسل حسن، صرح فيه بقية بالتحديث. و الجملة الأخرى يشهد له الحديث المشهور: " إنما الأعمال بالنيات ... ". أخرجه الشيخان و غيرهما، و هو مخرج في " الإرواء " (1/ 59 / 22)] ا. هـ[" السلسلة الصحيحة " 5/ 537]
قال ابن رجب الحنبلي في (جامع العلوم والحكم) (1/ 69):
وروى ابنُ أبي الدُّنيا بإسنادٍ منقطعٍ عن عُمَر، قال: لا عَمَلَ لِمَنْ لا نيَّةَ له، ولا أجْرَ لمَنْ لا حِسْبَةَ لهُ، يعني: لا أجر لمن لم يحتسبْ ثوابَ عمله عندَ الله - عز وجل -.
وبإسنادٍ ضعيفٍ عن ابنِ مسعودٍ، قال: لا ينفعُ قولٌ إلاَّ بعملٍ، ولا ينفعُ قولٌ وعملٌ إلاَّ بنيَّة، ولا ينفعُ قولٌ وعملٌ ونيَّةٌ إلاَّ بما وافق السُّنَّةَ
و في كنز العمال:
7251 - لا أجر إلا عن حسبة ولا عمل إلا بنية (فر عن أبي ذر).
44189 - عن عمر أنه كتب إلى ابنه عبد الله بن عمر: أما بعد فاني أوصيك بتقوى الله، فانه من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن أقرضه جزاه، ومن شكره زاده، ولتكن التقوى نصب عينيك وعماد عملك وجلاء قلبك، فانه لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له (ابن أبي الدنيا في التقوى، وأبو بكر الصولى في جزئه، كر).
و في " الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع":
أنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله المعدل، أنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، أنا أحمد بن زهير، نا خالد بن خداش، قال: نا عبد الله بن المثنى أبو الأنصاري، قال: حدثني بعض، أهل بيتي، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له»
وقال ابن حجر في (التلخيص) (1/ 234):
لْلبَيْهَقِيِّ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ: {أَنَّهُ لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ، وَلَا أَجْرَ لِمَنْ لَا حِسْبَةَ لَهُ} ذَكَرَهُ فِي بَابِ السِّوَاكِ بِالْإِصْبَعِ، وَفِي سَنَدِهِ جَهَالَةٌ، وَرَوَيْنَا فِي السُّنَّةِ لِأَبِي الْقَاسِمِ اللَّالَكَائِيِّ، مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ الْبَصْرِيِّ، سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَعْنِي الْبَصْرِيَّ يَقُولُ: لَا يَصْلُحُ قَوْلٌ إلَّا بِعَمَلٍ، وَلَا يَصْلُحُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ إلَّا بَنِيَّةٍ، وَلَا يَصْلُحُ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَنِيَّةٌ إلَّا بِمُتَابَعَةِ السُّنَّةِ، وَمِنْ طَرِيقِ وِقَاءَ بْنِ إيَاسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ نَحْوُهُ، وَهَذَانِ الْأَثَرَانِ مَوْقُوفَانِ، وَرَوَى ابْنُ عَسَاكِرَ فِي الْأَوَّلِ مِنْ أَمَالِيهِ مِنْ حَدِيثِ أَبَانَ وَهُوَ ابْنُ أَبِي عَيَّاشٍ، عَنْ أَنَسٍ نَحْوَهُ، وَأَبَانُ مَتْرُوكٌ، قُلْت: وَهُوَ فِي أَمَالِي ابْنِ عَسَاكِرَ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسٍ بِلَفْظِ: {لَا عَمَلَ لِمَنْ لَا نِيَّةَ لَهُ} وَقَالَ: غَرِيبٌ جِدًّا.كَذَا قَالَ، وَهُوَ شَاذٌّ؛ لِأَنَّ الْمَحْفُوظَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مِنْ حَدِيثِ عُمَرَ بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ.حَدِيثُ {لَا صَلَاةَ إلَّا بِطَهَارَةٍ} تَقَدَّمَ فِي بَابِ الْأَحْدَاثِ] ا. هـ
فما قول الأخوة الفاضل في هذا الحديث، و لاسيما أنه غريب من حيث المعنى أى أنه لا أجر لمن لا احتساب له.لذلك فإنه - إن صح سنده - قد أشكل علي معناه و قد يوقع الكثيرين في حرج و مشقه، و لكن بالطبع نحن نسلم به و نمتثل إن صح ....
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:42 م]ـ
أظن أن معنى الحديث مخالف لمعنى الآية {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: 114]. قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: [أرأيت قول الله تعالى: {لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، وقوله: {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً} [النساء: 114].
فجعل الله - سبحانه وتعالى - الخيرية بهذه الثلاثة مطلقاً، ولو لم ينو الإنسان التقرب إلى الله، وأن الأجر العظيم لمن يتقرب بالفعل إلى الله] ا. هـ[الشرح الممتع (6/ 173)]