تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وَأَطَالَ فِى تَقْرِيرِ هَذِهِ الْقَاعِدَةِ النَّافِعَةِ، ثُمَّ قَالَ: «وَبِهَذَا الْوَجْهِ وَقَعَ التَّشْنِيعُ عَلَى ابْنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِيِّ، فَإِنَّهُ لَمْ يُلازِمْ الأَخْذَ عَنِ الشُّيُوخِ، وَلا تَأَدَّبَ بِآدَابِهِمْ. وَبِضِدِّ ذَلِكَ كَانَ الْعُلَمَاءُ الرَّاسِخُونَ كَالأَئِمَّةِ الأَرْبَعَةِ وَأَشْبَاهِهِمْ» اهـ.

فَإِذَا بَانَ لَكَ ذَلِكَ، فَمَا أَحْرَاكَ بِتَقْدِيْمِ تَوْثِيقِ وَتَعْدِيلِ إِمَامِ الأَئِمَّةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ لِزَيْنَبِ بِنْتِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيَّةِ، وَاحْتِجَاجِهِ بِحَدِيثِهَا وَإِيْدَاعِهِ إِيَّاهُ فِى «مُوَطَئِهِ»؛ عَلَى كَلامِ مَنْ جَهَّلَ الْمَشَاهِيْرَ، وَخَفِيَ عَلَيْهِ تَوْثِيقُهُمْ مَعَ اسْتِفَاضَةِ شُهْرَتِهِمْ!!.

وَلا يَذْهَبَنَّ عَنْكَ قَوْلُ أَبِي سَعِيدٍ ابْنُ الأَعْرَابِيِّ: كَانَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ يُوَثِّقُ الرَّجُلَ لِرِوَايَةِ مَالِكٍ عَنْهُ، سُئِلَ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ رَوَى عَنْهُ مَالِكٌ. وَقَوْلُ الأَثْرَمِ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ: يزين أمره عندى أن مالكاً روى عنه.

وَأَمَّا تَضْعِبفُ ابْنِ حَزْمٍ سَعْدَ بْنَ إِسْحَاقَ ابْنَ أَخِي زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبِ، فَأَعْجَبُ وَأَبْطَلُ، إِذْ هُوَ قَوْلٌ لَمْ يُسْبَقْ إِلَيْهِ، وَلا تَكَلَّمَ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ. وَإِذَا عَارَضَ مِثْلَهُ قَوْلُ وَحُكْمُ إِمَامَيْ الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ أَبِي زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وأَبِي حاتم الرازِيِّ، مَعَ قِيَامِ الْحُجَّةَ عَلَى صِدْقِ قَوْلِهِما، وَمَتَانَةِ حُكْمِهِمَا، بِتَوْثِيقِ إِمَامِ الأَئِمَّةِ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ إِيَّاهُ، وَرِوَايَتِهِ عَنْهُ، بَطَلَتْ دَعَوَاهُ فِي تَضْعِيفِ الثِّقَةِ الثَّبْتِ: سَعْدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عُجْرَةَ!.

وَقَدْ ذَكَرْنَا آنِفَاً عِدَّةَ مَنْ رَوَى عَنْهُ مِنْ أَثْبَاتِ الأَئِمَّةِ: مَالِكٌ، وَشُعْبَةُ، وَالثَّوْرِيُّ، وَابْنُ شِهَابٍ الزُّهْرِيُّ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِي ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رُفْعَاءِ الأَئِمَّةِ وَنُبَلائِهِمْ، عَلَى أَنَّ الرُّوَاةَ عَنْهُ أَضْعَافُ هَذَا الْعَدَدِ، وَقَدْ ذَكَرَ أَكْثَرَهُمْ الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ الْمِزِّيُّ فِي «تَهْذِيبِ الْكَمَالِ».

قَالَ الإِمَامُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ «الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ»: ذَكَرَ أَبِي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ قَالَ: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ ثِقَةٌ.

وسَمِعْتُ أَبِى يَقُولُ: سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبٍ هُوَ صَالِحٌ.

وَقَالَ الإمَامُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ «مَعْرِفَةُ الثِّقَاتِ» (1/ 389): سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ ثِقَةٌ.

وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي «كِتَابِ الثِّقَاتِ» (6/ 375). وَقَالَ فِي «مَشَاهِيْرِ عُلَمَاءِ الأَمْصَارِ» (1/ 136): سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ الأَنْصَارِيُّ مِنْ أَثْبَاتِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمُتْقِنِى الأَنْصَارِ، وَكَانَ يُغْرِبُ.

وَقَالَ الْحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ «تَهْذِيبُ التَّهْذِيبِ» (3/ 404): «وَكَذَلِكَ قَالَ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ: ثِقَةٌ. وَذَكَرَ الْحَاكِمُ أَنَّ صَالِحَ جَزَرَةْ وَثَّقَهُ. وَذَكَرَ ابْنُ خَلْفُونَ: أَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْمَدِينِيِّ، وَابْنَ نُمَيْرٍ وَثَّقَاهُ. وَقَالَ أَبُو عُمَرَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: ثِقَةٌ لا يُخْتَلَفُ فِيهِ».

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 01:38 ص]ـ

الزَّائِدُ عَمَّا سَبَقَ بِهَذَا الرَّابِطِ:

«تَبْيِينُ الْعَجَبْ مِمَّنْ ضَعَّفَ حَدِيثَ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبْ»

ـــ،،، ـــ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131065

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 03:05 م]ـ

تَحْمِيْلُ «تَبْيِينُ الْعَجَبْ مِمَّنْ ضَعَّفَ حَدِيثَ زَيْنَبَ بِنْتِ كَعْبْ»

ـ[أبو الفتح محمد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:45 م]ـ

بارك الله فى شيخنا الكريم

ـ[أبو الزهراء الشافعي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:36 م]ـ

بارك الله فيك شيخنا الكريم على ما تفيد وتعلم.

نرجو منك الدعاء.

بارك الله لنا فيك.

ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[03 - 04 - 08, 04:18 ص]ـ

أيُّهَا الْحِبُّ الْوَدُودُ: أَبُو الزَّهْرَاءِ

كَسَاكَ اللهُ مِنْ حُلُلِ الْعَوَافِي ... كِسَاءً مِنْ قَذَى الأَسْوَاءِ صَافِي

وَدُمْ فِي نِعْمَةٍ وَدَوَامِ فَضْلٍ ... مَعْ لُطْفٍ مِنَ الرَّحْمَنِ كَافِي

طَيَّبَ اللهُ تَعَالَى بَالَكُمْ وَأَحْوَالَكُمْ. وَجَمَّلَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاقِ فِعَالَكُمْ وَآدَابَكُمْ.

وَأَجْزَلَ عَطَائَكُمْ وَجَزَاءَكُمْ. وَجَعَلَ جَنَّة الْخُلْدِ مَثْوَاكُمْ وَمَآبَكُمْ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير