تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الكلام على حديث ((لا تصلوا بعد العصر إلا أن تكون الشمس مرتفعة))]

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:46 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد:

فقد روى الإمام أحمد في مسنده وأبو داود وابن خزيمة في صحيحه من حديث علي عن النبي صلى الله عليه وسلم ((أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة))

ورجاله ثقات رجال الصحيحين عدا وهب بن الأجدع

فهو من كبار التابعين روى عنه الشعبي وهلال بن يساف

وذكره ابن حبان في الثقات مستقصياً شيوخه وتلاميذه وذاكراً محل سكنه

وكذا وثقه العجلي

ورواية الشعبي عنه تقويه

فقد قال ابن معين _ كما في ترجمة الشعبي من التهذيب _ ((إذا روى الشعبي عن رجل فسماه فهو ثقة))

وعليه يكون هذا السند صحيحاً

غير أن عاصم بن ضمرة روى هذا الحديث عن علي _ كما في المسند _ ولفظه ((لاتصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا _ العصر _ والشمس مرتفعة))

وزيادة ذكر العصر وجدتها في طبعة الرسالة

وعاصم بن ضمرة يروي عنه هذا الخبر أبو إسحاق السبيعي ولا أدري أسمع منه أم لم يسمع

كما أن عاصم بن ضمرة محل خلاف فقد وثقه ابن المديني وأحمد وابن معين والعجلي

وضعفه الجوزجاني ابن حبان ابن عدي _ واستنكر الأخيران عدداً من أخباره عن علي _

وعامة أئمة الجرح والتعديل على تفضيله على الحارث الأعور

والقول الفصل أنه حجة ولكن قبول زيادته على الثقة_ الذي لم يختلف فيه _ محل نظر

وخصوصاً أن الزيادة فيها نكارة فإن صلاة العصر _ في حق من فاتته _ تجوز والشمس مرتفعة والشمس تريد الغروب

واعلم أن هذا الحديث لا يخالف أحاديث النهي عن الصلاة بعد العصر فإنها كلها مطلقة وهذا مقيد

وتقييد الخبر الأحادي لمطلق المتواتر هو الصواب الذي لا محيص عنه

فقد خصص الجمهور عموم الكثير من النصوص القرآنية بأحاديث السنة الصحيحة

وقد بسط الأمثلة على ذلك الإمام الشافعي في كتاب الرسالة _ فراجعه غير مأمور _

واعلم أن جواز الصلاة بعد العصر هو مذهب لجماعة من الصحابة وتبعهم على ذلك ابن حزم في المحلى

ومن المعاصرين الشيخ الألباني _ رحم الله الجميع _

هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:15 م]ـ

بارك الله فيكم.

في شأن رواية عاصم بن ضمرة؛ قال الدارقطني -في العلل (4/ 148)، بعد أن ذكر رواية الثوري وغيره عن منصور عن هلال بن يساف ... -: (وحدث بهذا الحديث إسحاقٌ الأزرق عن الثوري بإسناد آخر: عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، ولم يتابع عليه، والصحيح: حديث منصور، عن هلال بن يساف،

حدثنا علي بن عبد الله بن مبشر، ثنا محمد بن حرب ح، وحدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي، قال: ثنا الحسن بن شاذان، قالا: ثنا إسحاق الأزرق، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة "، قال سفيان: لا أدري يعني مكة أو غيرها. تفرد به إسحاق الأزرق عن الثوري).

ولفظة (العصر) في قوله: (إلا أن تصلوا العصر) ثابتة في أطراف المسند (4/ 425)، لكنها لم تذكر في رواية محمد بن حرب والحسن بن شاذان عن إسحاق الأزرق -كما في إسناد الدارقطني المنقول آنفًا-.

وجزاكم الله خيرًا.

ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:44 م]ـ

وإياك وشكراً على التوضيح

فإن لفظة (العصر) لم أجدها في بعض نسخ المسند فساروني الشك

ولكنك قطعته باليقين

وأود أن أسألك هل معنى كلام الدارقطني أن رواية عاصم بن ضمرة في وجه مرجوح لرواية وهب بن الأجدع

لأن عبدالرحمن بن المهدي _ وغيره _ رووه عن سفيان عن منصور عن هلال عن وهب بن الأجدع

وخالفهم إسحاق الأزرق فرواه من الوجه الآخر

إذا كان الأمر كذلك فهذا يدعم بحثي بقوة

ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:29 م]ـ

غفر الله لكم.

هذا ظاهر كلام الدارقطني؛ أن الأمر خلاف على الثوري، وأن رواية إسحاق الأزرق معلولة برواية ابن مهدي.

وقد ذكر الدارقطني في الموضع نفسه من العلل خلافًا آخر على الثوري.

وكذا؛ فقد كان ابن خزيمة أسند رواية إسحاق الأزرق عن الثوري (1286)، ثم قال: (هذا حديث غريب)، فكأنه يعلّه.

ومَنْ غير ابن مهدي رواه عن سفيان عن منصور عن هلال -فيما وقفتم عليه-؟

ويُضاف في قرائن تقوية أمر وهب بن الأجدع: أنه -على قلة حديثه- صحح له ابن خزيمة، وانتقى له ابن الجارود هذا الحديث. ومن أجل ذلك وما ذُكر أولاً؛ قال الحافظ في التقريب: (ثقة).

وقد قال ابن خزيمة -عقب إسناده هذا الحديث في أحد المواضع من صحيحه (1286) -: (سمعت محمد بن يحيى يقول: " وهب بن الأجدع قد ارتفع عنه اسم الجهالة، وقد روى عنه الشعبي أيضًا وهلال بن يساف ").

وقد صحح إسناد الحديث الحافظُ في التلخيص وغيره.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير