[أرجوكم ما صحة هذا الحديث ..]
ـ[عبد الرحمن فيصل]ــــــــ[19 - 03 - 08, 05:24 م]ـ
هناك حديث لا أذكر لفظه ولكن معناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر إن الله عنك راض فهل أنت عنه راض ....
أرجوكم ابحثو لي في هذا الحديث وأخبروني هل هناك من صححه من أهل العلم
ولكم مني جزيل الشكر والتقدير ..
ـ[أبو السها]ــــــــ[19 - 03 - 08, 08:04 م]ـ
قصة سؤال الله تعالى لأبي بكر أراض أنت عني؟
إعداد/ علي حشيش
الحلقة الخامسة والسبعون
نواصل في هذا التحذير تقديم البحوث العلمية الحديثية للقارئ الكريم حتى يقف على حقيقة هذه القصة التي
اشتهرت على ألسنة الخطباء والوعاظ والقصاص والمتصوفة، ومما ساعد على انتشارها ورودها في كتاب «الإحياء» (2/ 164) من غير تخريج ولا تحقيق، وإلى القارئ الكريم التخريج والتحقيق:
أولاً: متن القصة:
رُوِيَ عن ابن عمر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خلَّلها على صدره بخلال، إذ نزل عليه جبريل فأقرئه من الله السلام وقال: يا رسول الله،
ما لي أرى أبا بكر عليه عباءة قد خللها على صدره بخلال؟ فقال: يا جبريل، أنفق ماله عليَّ قبل الفتح،
قال: فاقرئه من الله السلام وقل له: يقول لك ربك: أراضٍ أنت عني في فقرك
أم ساخط؟ قال: فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر هذا جبريل يقرئك من الله السلام ويقول: أراضٍ أنت عني في فقرك هذا أم ساخط؟ فبكى أبو بكر وقال: أعلى ربك أغضب، أنا عن ربي راضٍ، أنا عن ربي راضٍ.
ثانيًا: التخريج:
أخرج القصة ابن حبان في «المجروحين» (2/ 185)
قال: أخبرنا الحسن بن سفيان قال: حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، قال: حدثنا عمر بن حفص الشيباني قال: حدثنا العلاء بن عمرو قال: حدثني الفزاري عن سفيان الثوري، عن آدم بن علي عن ابن عمر قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم جالس ... » القصة.
وأخرج القصة أيضًا أبو نعيم في «الحلية» (7/ 105)
قال: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا زكريا
الساجي ح وحدثنا أبو محمد بن حبان ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا قالا: حدثنا
عمر بن حفص الشيباني به.
ثالثًا: التحقيق:
القصة واهية، والحديث الذي جاءت به القصة كذب وعلة هذا الحديث: العلاء بن عمرو.
1 - قال الإمام الذهبي في «الميزان» (3/ 103/5737): «العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي متروك»، ثم أورد هذه القصة في
ترجمته وجعلها من أكاذيبه حيث قال: «وهو كذب».
2 - وأقر ذلك الإمام العراقي في «تخريج الإحياء» (2/ 164) حيث قال: ديث ابن عمر بينما النبي صلى الله عليه وسلم
جالس وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خللها على صدره بخلال فنزل جبريل فأقرأه من ربه السلام ... »
الحديث أخرجه ابن حبان والعقيلي في الضعفاء،
قال الذهبي في الميزان: هو كذاب». اهـ.
قلت: هذا هو تخريج الإمام العراقي رحمه الله للقصة وبيان كذبها.
3 - وأقر ذلك تلميذ العراقي الحافظ ابن حجر في «اللسان» (4/ 214) (1341/ 5692) - حيث قال: «العلاء بن عمرو الحنفي الكوفي متروك»، ثم أورد الحديث الذي جاءت به القصة وأقر قول الإمام الذهبي: «هو كذب».
4 - أورد الإمام ابن حبان حديث القصة في «المجروحين» (2/ 185) عن العلاء بن عمرو وقال:
شيخ يروي عن أبي
إسحاق الفزاري العجائب لا يجوز الاحتجاج به بحال». اهـ.
قلت: ثم ذكر هذه القصة كما بينا آنفا وجعلها من عجائبه.
5 - ولقد بين الإمام أبو نعيم في «الحلية» (7/ 150) أن حديث القصة من الغرائب حيث قال:
«غريب من حديث الثوري لم نكتبه إلا من حديث الفزاري،
وحديث الأسواري لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عمرو بن سلم».
اهـ.
قلت: وهذه القصة من عجائب المتروكين والمجهولين وغرائبهم وهذا النوع من الغرائب بين حكمه الإمام الصنعاني في «توضيح الأفكار» (2/ 409)
قال مالك: «شر العلم الغريب» وقال عبد الرزاق: «كنا نرى غريب الحديث خيرا فإذا هو شر».
وفي «شرح الطحاوية» (ص210) قال أبو يوسف:
«من طلب الدين بالكلام تزندق، ومن طلب
غريب الحديث كذب». اهـ.
قلت: ولقد بين أئمة هذا العلم أن حديث القصة من هذا النوع من الغرائب وهو كذب.
فليحذر الداعية أن يجعل هذه القصة الواهية من أسباب نزول الآية: ولسوف يرضى