أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1) والبيهقي (1/ 431) عن حفص ابن عبد الله، إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا: ((يُغْفَرُ للمُؤَذِّنِ مَدَى صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ)) قال: وسمعته يقول أن رسول الله r قال: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ)).
قال شيخنا - أيَّده الله -: ((وهذا سندٌ صحيحٌ)).
وصححه العيني في ((القاري)) (5/ 113).
· قلت: رضي الله عنكما!
وأين تدليس الأعمش؟ فلم يصرِّح بسماعه من مجاهد.
وقد قال أبو حاتم - كما في ((علل ولده)) (2119) -: ((الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس)).
وقد خولف ابن طهمان؛ خالفه عمار بن رزيق، فرواه عن الأعمش بسنده بالشطر الثاني حسبُ.
أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1) ومن طريقه البيهقي، وأبو نعيم في
((أخبار أصبهان)) (2/ 272).
وتابع عمارًا عبدُ الله بن بشر؛ أخرجه أحمد (2/ 136)، أبو يعلى - ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري - والطبراني في ((الكبير)) (12/ رقم 13469) وابن عدي في ((الكامل)) (4/ 245) عن عبد الله بن بشر، عن الأعمش به.
وصحَّح إسنادَه المنذريُّ في ((الترغيب)) (1/ 132).
وقد أجاب ابنُ التركماني في ((الجوهر النقي)) عن هذا فقال:
((إن ترك بعض الرواة لا يعارض زيادة غيره، لا سيما مع انفصال أحد المتنين عن الآخر في المعنى ... فهما حديثان مستقلان، فبعض الرواة روى أحدهما، وبعضهم شارك في ذلك، وانفرد بالحديث الآخر)).
قلت: وقد رُوي عن ابن طهمان عن الأعمش بشطره الثاني حسبُ.
أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1) عن حفص بن عبد الله عنه، فهذا يدلُّ على صحة ما قاله ابن التركماني.
وقد صحَّح هذا الوجهَ الضياءُ في ((المختارة)).
وقد اختلف على الأعمش في إسناده، فرواه ابن طهمان ومن معه عنه، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا.
وخالفهم جرير بن عبد الحميد فرواه عن الأعمش بسنده عن ابن عمر موقوفًا بالشطر الثاني. أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1).
وهذا لا يعل المرفوع، فلعل الأعمش رفعه مرةً، ووقفه مرةً.
وخالفهم زائدة بن قدامة، فرواه عنه، عن رجلٍ، عن ابن عمر مرفوعًا بدون قوله: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ)).
أخرجه أحمد (2/ 136)، وهذا عندي ليس بقادحٍ، بل مرجعها إلى رواية من سبق، فهذا المبهم هو: مجاهد، والله أعلم.
ورواه وكيع، عنه، عن مجاهد قال: المؤذن يشهد له كل رطب ويابس سمعه.
أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 205)، وهذا لا يضرُّ أيضًا، ووقف من وقف الحديث لا يعارض من رفعه.
وذكر الدارقطني أن مجاهدًا أرسله، ولم أقف عليه.
وأخرجه البيهقي والخطيب في ((المتفق)) (3/ 165) عن عمرو بن عبد الغفار، والطبراني في ((الأوسط)) (1/رقم 121) عن يحيى بن سليمان الجعفي، والبيهقي عن سعيد بن سليمان الواسطي، كلاهما عن حفص بن غياث، قالا: عن الأعمش، عن مجاهد، عن أبي هريرة بالشطر الأول حسبُ.
قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن حفص إلا يحيى الجعفي)).
كذا قال! وروايه البيهقي تردُّ عليه.
وتابعهما محمد بن عبيد الطنافسي، ذكره الدارقطني في ((العلل)) (8/ 236).
ولا يبعد عندي أن يرويه الأعمش على الوجهين، وإن كان الوجه الأول أقوى، والله أعلم بالصواب.
وقد خولف الأعمش؛ خالفه ليث بن أبي سليم فرواه عن مجاهد، عن عمر موقوفًا بلفظ: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، وَلا يَخُصُّ نَفْسَهُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّعَاءِ دُونَهُمْ)).
أخرجه ابن المنذر في ((الأوسط)) (4/ رقم 2090) حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: ثنا أبو نعيم قال: ثنا عبد السلام، عن ليث، عن مجاهد، عن عمر به.
وهذا سندٌ ضعيفٌ لضعف ليث، والانقطاع بين مجاهد وعمر.
وخولف مجاهدٌ فيه؛ فرواه قتادة عن ابن عمر من قوله بلفظ: الإمام ضامن، إن قدَّم أو أخَّر، وأحسن أو أساء.
أخرجه عبد الرزاق (1840) عن معمر، عن قتادة، عن ابن عمر به.
وهذا سندٌ ضعيفٌ، وقتادة مدلِّسٌ، ومعمر في البصريين ليس بذاك المتقن، ولو سلمنا أنه صحيح فالوقف لا يخالف الرفع كما سبق قبل قليلٍ، والله أعلم.
· وقد روي نحوه عن ابن عمر بسندٍ آخر.
¥