تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثاني عشر: حديث عمر بن الخطاب t .

أخرجهأبو الشيخ في ((الأذان)) - كنز (23163) -، والثعلبي في ((تفسيره)) (4/ 84) عن صالح بن سليمان صاحب القراطيس، حدثني غياث بن عبد الحميد، عن مطر، عن الحسن، عن الرصافي قال: قال عمر بن الخطاب t : لو كنت مؤذنا لكمل أمري، وما باليت أن لا أنتصب لقيام الليل ولا لصيام النهار، سمعت النبي r يقول: ((اللَّهُمَّ! اغْفِرْ للمُؤَذِّنِينَ)) ثلاثًا.

قال الحافظ في ((الإصابة)) (7/ 460):

((قلت: وصالح بن سليمان هذا ضعيف، وشيخه غِيَاثٌ - بكسر المعجمة ثم تحتانية خفيفة ثم مثلثة - ذكره الذهبي في ((الميزان)) وقال: ((له حديث منكر ما أظن له غيره)) فذكره. قلت: وليس كما ظن، فهذا آخر وقد أورد الخطيب في ((المؤتلف)) ترجمة غياث من رواية يعقوب بن سفيان عن صالح فذكر الحديث الأول موقوفا، ثم قال ... فذكر حديثا طويلا، ولم يصله في رواية بالصحبة)).

· قلت: قد توبع غياث، تابعه إبراهيم بن طهمان، فرواه عن مطر بمثله سواءً.

أخرجه ابن أبي حاتم - ابن كثير (4/ 100) - عن أبي زرعة، عن إبراهيم ابن طهمان، عن مطر، عن الحسن، عن أبي الوقاص عن عمر بن الخطاب t ... فذكره.

ومطر هو ابن طهمان؛ تكلم فيه، وحاصل الكلام أنه حسن الحديث، والحسن مدلِّسٌ، ولم يصرِّح بالتحديث.

وأما أبو الوقاص فقد وقع عند المستغفري وأبي موسى المديني في ((ذيله)) أنه صاحب رسول الله r ، فإن يكن كذلك، وإلا فهو مجهول.

وقد استغرب الحافظ هذا الحديث في ((اللسان)) (3/ 170).

وقد خولف أبو زرعة فيه؛ خالفه غسان بن سليمان، فرواه عن إبراهيم، عن مطر، عن الحسن، عن عمر. فأسقط أبا الوقاص.

أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في ((مسند عمر)) - كما في ((مسند الفاروق)) (1/ 144) - عن محمد بن عمرويه الهروي، حدثنا غسان بن (سليمان) ([16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=40#_ftn16)) به.

· قلت: والوجه الأول أقوى؛ وغسان لم أجد له ترجمة إلا في ((ثقات ابن حبان)) (9/ 1) وقال: ((صدوق))، فهو لا يقاوم أبا زرعة، ولو كان معه عشرة من أمثاله!

وقال ابن كثير: ((إسناده غريبٌ)).

فسند هذا الحديث ضعيفٌ، والله أعلم.

وقد روي قوله: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ)) من قول عمر بن الخطاب t ، وقد تقدم في حديث ابن عمر.

* * *

ثالث عشر: حديث أبي شريح العدوي.

أخرجه ابن وهب في ((مسنده)) (383) - ومن طريقه البخاري في ((الكبير)) (6/ 519 معلَّقًا) والطحاوي في ((المشكل)) (5/ 440) - عن يحيى بن أيوب، والطبراني في ((الكبير)) (22/ رقم 490) عن ابن لهيعة، كلاهما عن العلاء ابن كثير، عن داود بن أيوب به، عن سعيد المقبري، عن أبي شريح العدوي مرفوعًا بلفظ: ((الإِمامُ جُنَّةٌ، فَإِن أَتَمَّ فَلَكُمْ، وَإِنْ نَقَصَ فَعَلَيْهِ النُّقْصَانُ وَلَكُمُ التَّمَامُ)).

وهذا سندٌ ضعيفٌ، وداود بن أيوب لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلاً، وهذا على كلِّ حال شاهد لا بأس به للحديث.

* * *

وفي الباب مرسل الحسن، ومرسل عطاء.

أما مرسل الحسن: فمرَّ في حديث أبي هريرة t .

وأما مرسل عطاء: فرواه الإمام أحمد في ((مسائل صالح)) (2/ 409/1089) قال: حدثنا أبو حفص المعيطي، عن عبد الملك العزرمي، عن عطاء قال: قال النبي r : (( الإِماَمُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ ... )) فذكر الحديث.

· قلت: وهذا سندٌ حسنٌ إلى عطاء، والمعيطيُّ هو عمر بن حفص، قال أبو حاتم: لا بأس به.

* * *

فتبين بهذا أن الحديثَ صحيحٌ عن نبينا r ، وحديث أبي هريرة هو أمثل ما في الباب، بل هو صحيح بذاته - كما بينت -، ولو سلمنا بضعفه فشواهده الكثيرة ترقيه إلى درجة الصحيح بلا ريب، فالحمد لله على توفيقه، وأسأله المزيد من فضله.

([1]) قال الدارقطني: ((وليس بمحفوظ)).

([2]) وقد زاد زيادة في الحديث يأتي الكلام عليها إن شاء الله تعالى.

([3]) وظنَّ الشيخ أحمد شاكر ~ أنه قاله في ((السنن)).

([4]) وعزاها العلائيُّ لابن معينٍ، ولم أجده. .

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير