تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فإن قيل: فقوله ((لا أراه)) يشبه قول الأعمش ((ولا أراني ... )) فما الذي أوجب التفريق بينهما؟

فالجواب: وجود التصريح منه بغير شكٍّ، إذ الشكُّ لا يقدح في المتيقن كما مرَّ.

فيظهر بما ذكرت أن هذا الطريق صحيحٌ بمفرده، وقد رجَّحه أبو زرعة وغيره على حديث عائشة الذي سيأتي ذكره.

ولئن كان ضعيفًا فضعفه يسير ينجبر بالشواهد الكثيرة التي تأتي إن شاء الله.

* * *

· (تنبيه): قد زاد أبو حمزة السكري زيادة في هذا الحديث.

فرواه عن الأعمش بسنده مرفوعًا بلفظ: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ، اللهم! أَرْشِد الأَئِمَّة، واغْفِر للمُؤَذِّنِينَ)).فقال رجل: يا رسول الله! لقد تركتنا ونحن نتافس الأذان بعدك زمانًا. فقال: ((إِنَّ بَعْدَكُم زَمَانًا سَفَلَتُهُم مُؤَذِّنُوهُم)).

أخرجه البزار، وابن عبد البر في ((التمهيد)) (3/ 38 - 39) عن عتاب بن زياد، وأبو الشيخ في ((الأذان)) والطحاوي في ((المشكل)) (5/ 443) عن علي ابن الحسن بن شقيق، والبيهقي (1/ 430) والبحيري في ((فوائده)) (ق5/ 2) عن أبي الموجه ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn10))، وأبو الشيخ في ((الطبقات)) (3/ 155 - 156) عن عبد الله، وابن عساكر في ((التاريخ)) (51/ 152 - 153) عن إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني، ثلاثتهم عن عبدان، ثلاثتهم عن أبي حمزة به.

قال البزار:: ((تفرد بآخره أبو حمزة، ولم يتابع عليه)).

وصرح بتفرده بها: الدارقطني، والخليلي، وابن عدي، وأبو طاهر السِّلفي - كما في ((سبل الهدى والرشاد)) للصالحي (10/ 68) -، وابن عبد البر.

وتعقبهم في ذلك الحافظ ابن حجر في ((اللسان)) فقال:

((وأخرجها البيهقي في ((السنن)) من طريق عمرو بن عبد الغفار، ومحمد بن عبيد، وأبي حمزة ثلاثتهم عن الأعمش، فصاروا ثلاثة غير أبي حمزة)).

وقال شيخنا الحويني ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn11)) - أيَّده الله - بعد أن ذكر كلام بعض من سبق ذكرهم:

((كذا تتابع العلماء على هذا القول، مع أن أبا حمزة لم يتفرد بها، فقد تابعه عمرو بن عبد الغفار ومحمد بن عبيد قالا: ثنا الأعمش بسنده سواء بتمامه)).

· قلت: رضي الله عنكما!

فلقد بيَّن البيهقي في روايته التي أحلتما عليها أن أبا حمزة هو الذي رواها!

فقال: ((أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أنبأ أبو جعفر الرزاز ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn12)) ، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا عمرو بن عبد الغفار ومحمد بن عبيد، قالا: ثنا الأعمش. وأخبرنا أبو طاهر الفقيه، ثنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، ثنا أبو الموجه محمد بن عمرو بن الموجه، أنبأ عبد الله بن عثمان، ثنا أبو حمزة السكري قال: سمعت الأعمش يحدث، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله r ... )) فذكر الحديث. ثم قال:

((زاد أبو حمزة في روايته قال: فقال رجل يا رسول الله! لقد تركتنا ونحن نتنافس الأذان بعدك زمانًا، قال: ... )) فذكر الزيادة.

وقد رواه البيهقي في ((الشعب))، والحافظ في ((نتائج الأفكار)) عنهما بدون الزيادة، ورواه أحمد (2/ 424) عن الطنافسي وحده بدونها أيضًا.

ثم قال شيخنا: ((ومحمد بن عبيد الطنافسيُّ ثقةٌ، لكن قال أحمد: كان يخطئ ولا يرجع عن خطئه)).

وقد تأوَّله الحافظ في ((هدي الساري)) على حديثٍ واحدٍ، وتأوله الشيخ المعلمي في ((التنكيل)) على أنه كان يلحن ولا يرجع عن خطئه.

وعلى هذا فلا يصحُّ قدحًا في الرجل، ولا موجبًا لضعف حديثه، والله أعلم.

وقد صرَّح الدارقطني بأن الحديث غير محفوظٍ، وضعَّفه ابن عبد البر، والخليلي في ((الإرشاد)) (3/ 884)، واستنكره الذهبي في ((الميزان)). واستغربه ابن الملقن في ((البدر المنير)) (3/ 399).

وجزم شيخنا الحوينيُّ - رفع الله قدره - بأنها شاذة أو منكرة.

وأبو حمزة ثقة، ولكنه عمي في آخر عمره - كما قال النسائي - فساء حفظه؛

فقال شيخنا: ((والراوي عنه عتاب بن زياد ثقة، ولكن لا أدري سمع منه في التغير أم قبله؟)).

· قلتُ: رضي الله عنك!

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير