وإن سلمنا بأن سهيلاً إنما سمعه من الأعمش، فقد ثبت - فيما ذكرناه - تصريح الأعمش بسماعه من أبي صالحٍ، فالحديث صحيحٌ على كل حال، والله أعلم.
3 - صالح بن أبي صالح.
أخرجه ابن أخي ميمي في ((الفوائد)) (246) من طريق عبد الله بن شبيب، عن ابن أبي أويس، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن صالح بن أبي صالح به.
وهذا سندٌ واهٍ، وابن شبيب هذا يسرق الحديث كما قال ابن حبان، وقال أبو أحمد الحاكم: ذاهب الحديث، وقال فضلك: يحل ضرب عنقه!
4 - أبو إسحاق السبيعي.
أخرجه أحمد (2/ 377، 514)، وابن خزيمة (1530)، والترمذي في ((العلل الكبير)) (90)، وابن الأعرابي في ((معجمه)) (1091) - ومن طريقه القضاعي في ((الشهاب)) (234) - وتمام (564)، وأبو عمرو السمرقندي (62) كلاهما في ((الفوائد))، وأبو نعيم في ((تاريخ أصبهان)) (1/ 400)، والطحاوي (5/ 435)، والطبراني في ((الأوسط)) (4/ رقم 3605) و ((الصغير)) (1/ 265)، والحافظ في ((أمالي الأذكار)) (1/ 340) من طرقٍ عن موسى ابن داود، عن زهير بن معاوية، عن السبيعي به.
والسبيعي قد اختلط، ونصَّ أحمد، وأبو حاتم، وأبو زرعة، والترمذي وغيرهم أن سماع زهير كان بعد تغيره.
· قلت: قد أَمِنَّا ما يُخشى من تغيره بمتابعة الأعمش وسهيل له، فدلَّ على أنه حفظ هذا الحديث.
ولكن تشكك الدارقطني في هذه الرواية، فقال في ((العلل)) (10/ 196):
((فإن كان موسى حفظه فقد أغرب به، وحدث به الفضل بن محمد العطار - وكان ضعيفًا ([13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn13)) - عن أبي خيثمة مصعب بن سعيد، عن زهير، عن أبي إسحاق أيضًا. وقال غيرهما: عن زهير، عن الأعمش، وهو الصواب)).
· قلت: وموسى بن داود وثقه ابن نمير، وابن عمار، والعجلي، وابن سعد، وابن حبان، والدارقطني نفسه، وأخرج له مسلم حديثًا واحدًا (571/ 88).
فهو من الثقات الرفعاء كما قال شيخنا الحويني.
ولكن قال أبو حاتم: ((في حديثه اضطراب))! ولعله من الرواة عنه ([14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn14)) ، أو أراد حديثًا بعينه.
ولكن تبقى عنعنة السبيعي، فإني لم أره صرَّح بالتحديث. فالسند ضعيفٌ.
فائدة: قال الطبراني: ((لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا زهير، ولا رواه عن زهير إلا موسى بن داود الضبي)).
كذا قال! وما ذكرناه عن الدارقطني يردُّ عليه.
5 - محمد بن جحادة.
أخرجه الطبراني في الأوسط (9/ رقم 9486) وابن عدي (2/ 307 - 308) وأبو نعيم في ((أخبار أصبهان)) (1/ 164) والخلعي في ((الخلعيات)) - ((نتائج الأفكار)) (1/ 340) - عن الحسن بن أبي جعفر، عن محمد ابن جحادة، عن أبي صالحٍ به.
وهذا سندٌ ضعيفٌ، والحسن ضعفه أبو حاتم، وأحمد، وابن المديني، والعجلي والنسائي. وتركه في روايةٍ هو وأحمد، وقال البخاريُّ: ((منكر الحديث)).
وقال الحافظ: ((ليس بمعتد)).
6 - أبو هاشم الرُّمَّانِيُّ.
أخرجه الدارقطني في ((الثالث والعشرين من حديث أبي طاهر الذهلي)) (142) من طريق خلف بن عبد الحميد، عن أبي الصباح، عن أبي هاشم، عن أبي صالحٍ به.
قال الدارقطني في ((الأفراد)) (5/ 363 أطرافه): ((تفرد به أبو الصباح، عن أبي هاشم الرماني، عن أبي صالح)) انتهى بمعناه.
وهذا واهٍ بمرة، وخلف هذا قال أحمد: لا أعرفه!
وأبو الصباح هو عبد الغفور، قال البخاري: ((تركوه، منكر الحديث))، وهذا جرحٌ شديدٌ، وقال ابن عدي: ضعيف منكر الحديث، ورماه ابن حبان بالوضع، وضعفه ابن معين، وأبو حاتم، وتركه النسائي وغيره، والكلام فيه طويل الذيل.
7 - أبو الهيثم الطائي.
أخرجه بحشل في تاريخ واسط (ص 101).
قال شيخنا في ((جنة المرتاب)) (2/ 263): ((لا أعرفه)).
ثانيًا: أبو رزين مسعود بن مالكٍ.
أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (1/رقم 74) عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح وأبي رزين، عن أبي هريرة t .
والأعمش مدلِّسٌ، ولم يصرح بسماعه، والله أعلم.
ثالثًا: عطاء بن يسار عنه.
¥