تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأيضًا فقد ثبت سماعه منه؛ قال ابن حبان في ((ثقاته)) (5/ 362): ثنا إبراهيم ابن خزيم، ثنا عبد بن حميد، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا محمد بن كليب الأنصاري قال: خرج جابر يهدء وأنا معه، فأصابه حجر فنكبه وأوجعه فقال: تعس من أخاف رسول الله r ، وقلت له: يا أبت! مذ كم مات رسول الله r ؟ فقال: يا بنى! سمعته أذناي ووعاه قلبي وهو يقول: ((مَنْ أَخَافَ الأَنْصَارَ فَقَدْ أَخَافَنِى)).

فهذا يفيد سماعه منه، ولكن خولف أبو نعيم؛ خالفه موسى بن شيبة، فرواه عن ابن كليب، عن محمود ومحمد ابني جابر، عن جابر به.

أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (5297)، والبخاري في ((الكبير)) (1/ 1/ 53 و4/ 1/404 معلَّقًا).

قال الطبراني: ((لا يروى هذا الحديث عن محمد ومحمود ابني جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به: موسى بن شيبة)).

· قلت: رضي الله عنك!

فلم يتفرد به موسى، بل تابعه يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن أنيس.

ذكره البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 1/53 و 4/ 2/287).

فإذا سلكنا مسلك الترجيح فلا ريب في تقديم رواية أبي نعيم، ولكن يمكن الجمع بأنه خرج معهم مع جابر وسمعه منه، وسمعه أيضًا من محمود ومحمد، والله أعلم.

* * *

سادسًا: حديث واثلة بن الأسقع t .

أخرجه الطبراني في الكبير (22/ رقم 203)، وتمام في ((الفوائد)) (1213) كلاهما عن حماد مولى بني أمية، عن جناح مولى الوليد، عن واثلة بن الأسقع به.

وجناح هذا ضعفه الأزديُّ، وذكره ابن حبان في ((ثقاته))، وسكت عليه البخاري، وابن أبي حاتم. وحماد: فتركه الأزديُّ.

وله إسنادٌ آخر.

قال تمام (1212): أخبرنا محمد بن عبد الله بن خالد السامري الحافظ، ثنا

عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا محمد بن عبد الملك، عن واثلة قال: سمعت رسول الله r يقول ... فذكره.ومحمد بن عبد الملك أظنه ابن مروان الواسطي، وثقه مطيَّن، ومسلمة بن قاسم، والدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق.

ولكن هذا معضلٌ، وبين محمد وواثلة مفاوز تنقطع فيها الأعناق!

ثم راجعت ((تخريج فوائد تمام)) للشيخ الدوسري فإذا الحديث فيه (267) عن ابن أبي داود، عن محمد بن عبد الملك، عن يزيد بن هارون، عن عنبسة بن سعيد، عن حماد مولى بني أمية، عن جناح به ([20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/editpost.php?do=editpost&postid=802538#_ftn20)).

فعاد إلى السند الأول، وقد تبين ما فيه.

* * *

سابعًا: حديث ابن عمر {.

أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1) والبيهقي (1/ 431) عن حفص ابن عبد الله، إبراهيم بن طهمان، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا: ((يُغْفَرُ للمُؤَذِّنِ مَدَى صَوْتِهِ، وَيَشْهَدُ لَهُ كُلُّ رَطْبٍ وَيَابِسٍ)) قال: وسمعته يقول أن رسول الله r قال: ((الإِمَامُ ضَامِنٌ، والمُؤَذِّنُ مُؤتَمَنٌ)).

قال شيخنا - أيَّده الله -: ((وهذا سندٌ صحيحٌ)).

وصححه العيني في ((القاري)) (5/ 113).

· قلت: رضي الله عنكما!

وأين تدليس الأعمش؟ فلم يصرِّح بسماعه من مجاهد.

وقد قال أبو حاتم - كما في ((علل ولده)) (2119) -: ((الأعمش قليل السماع من مجاهد، وعامة ما يروي عن مجاهد مدلَّس)).

وقد خولف ابن طهمان؛ خالفه عمار بن رزيق، فرواه عن الأعمش بسنده بالشطر الثاني حسبُ.

أخرجه السراج في ((مسنده)) (1/ق24/ 1) ومن طريقه البيهقي، وأبو نعيم في

((أخبار أصبهان)) (2/ 272).

وتابع عمارًا عبدُ الله بن بشر؛ أخرجه أحمد (2/ 136)، أبو يعلى - ((إتحاف الخيرة)) للبوصيري (1/ 476) - والطبراني في ((الكبير)) (12/ رقم 13469) وابن عدي في ((الكامل)) (4/ 245) عن عبد الله بن بشر، عن الأعمش به.

وصحَّح إسنادَه المنذريُّ في ((الترغيب)) (1/ 132).

وقد أجاب ابنُ التركماني في ((الجوهر النقي)) عن هذا فقال:

((إن ترك بعض الرواة لا يعارض زيادة غيره، لا سيما مع انفصال أحد المتنين عن الآخر في المعنى ... فهما حديثان مستقلان، فبعض الرواة روى أحدهما، وبعضهم شارك في ذلك، وانفرد بالحديث الآخر)).

قلت: وقد رُوي عن ابن طهمان عن الأعمش بشطره الثاني حسبُ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير